في ظل الغياب والتهميش الواضح لدور الشباب في العراق منذ سنوات عديدة لم نلاحظ تغييراً في إدارة الدولة العراقية على الرغم من تغيير بعض ساستها على مرِّ السنين في كل المجالات الصحية والتعليمية والإغاثية والأمنية، ولايوجد رقابة حقيقية على الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة.
وفي ظل هذا التهميش برز اسم الخنجر من بين كل السياسيين العراقيين فـلاشك أنهُ جاء من دعم شريحة الشباب في العراق، وذلك من خلال ما قدمهُ ويقدمه للشاب العراقي على مختلف الأصعدة وعلى رأسها التعليمي، فكان ذلك خير شاهد على مدى نجاح رؤيته للمستقبل البعيدة لهذهِ الشريحة وهو إنقاذ العراق من روؤس الفساد المتمسكة بالسلطة، ولم يكن إرسال البعثات إلى الخارج من قبل مؤسسة الخنجر منذ عام 2004 عبثا،ً بل عن دراسة لمسنا حقيقة ثمارها من خلال تدريب وتهيئة الكفاءات الشابة لتحسين إدارة مرافق الدولة المختلفة، وزج تلك الطاقات الشابة في العملية السياسية أيضاً.
فدعم الخنجر اليوم للشاب محمد الحلبوسي لتوليه رئاسة البرلمان رسالة واضحة لكل العراقيين على عزمهِ تصحيح مسار العملية السياسية وماهو ألا تأكيداً منهُ على استمرارهُ دعم هذهِ الفئة، وأن استقرار العراق وتحسين إدارته وتجرده من الفساد لابد ان يكون بالاعتماد على النخب الشبابية وفسح المجال لها في إنجاح القادم بعيدا عن نهب وسلب حقوق المواطنين، لا سيما وأن الشعب العراقي اليوم بات يدرك أن تصحيح الإدارة بتغيير الوجوه القديمة التى أوصلتنا إلى مانحن عليه وما لايخفى على أحد من تردي في الأوضاع الأمنية في أغلب المحافظات العراقية ابتداء من البصرة جنوبي العراق وما تعانيه من الإهمال الواضح وتراجع المستوى المعيشي فيها مروراً بجفاف نهر دجلة وانتهاء بالمحافظات الغربية التي ماتزال منكوبة حتى بعد مرور أكثر من عام ونصف على طرد المسلحين منها.
ففوز الحلبوسي اليوم يطمئن الشعب العراقي ببدء مرحلة التغيير الفعلي نحو الإصلاح، وترجمة لأخذ الشباب دورها الحقيقي، وبهذا يكون الخنجر قد نجح تماما بتحقيق ما قال وما أراده على ارض الواقع.