نجح العراق في استمالة الموقف المصري نحوه ، وتكللت محاولاته المتكررة مع الحكومة المصرية بزيارة رئيس الحكومة الدكتور قنديل الى بغداد ، ليذيب جزءا من جليد العلاقات العربية ـ العراقية ، هذا النجاح وان كان حصاد نتائجه ستكون في جعبة المصريين بنسبته الكبيرة ، الا انه نجاح آني للحكومة العراقية التي تواجه انتقادات حادة لعدم تمكنها من فك عزلتها العربية وبناء علاقات حقيقية مع الدول العربية ذات التأثير مثل السعودية ومصر.
اما ايران فقد حاولت كثيرا ، وتحركت قبل الحكومة العراقية لكسب المصريين الى جانبها ، لكنها فشلت في كل تحركاتها ، ابتداء من التصريحات الايجابية التي اطلقتها رموز السلطة في ايران عن الثورة المصرية ، ومرورا بالطلب ان يكون لقاء ايران مع وكالة الطاقة الذرية الاممية في مصر ، وما لهذا الطلب من معاني سياسية ايجابية لمصر لو تم ، واخيرا اعلان نجاد استعداد ايران لإقراض مصر مبالغ كبيره تساعدها في مواجهة ازمتها الاقتصادية .
كل هذه المحاولات فشلت ، مع ان هنالك اصوات في مصر بعهدها الجديد تنادي بالعمل وفق مبدأ مصر اولا ، وترفض الدخول في محاور وتحالفات بدافع ديني او مذهبي او قومي ، و لا تنفع مصر في ان تقدم لشعبها ما هم بحاجة كبيرة اليه .
فما الذي يجري اذن ….هل نجح العراق وفشلت ايران ، ام ان هذا النجاح العراقي هو نجاح ايراني من بوابة ثانية ، وهل ان مصر غضت الطرف عن مبدأ مصر اولا وتجاوبت مع العراق على اساس المصالح المتبادلة والاخوة العربية ، وهي اي مصر لا تريد التعامل مع ايران مع كل ما تقدمه لها ، ام ان مصر مقيدة بشروط دولية امريكية اوربية تمنعها من التعامل مع ايران مباشرة ، ولهذا ارتضت بالبوابة الثانية التي لن تزعج احدا خصوصا وان الجميع يعرف ان هذه العلاقات ما هي الا اعلانات ستقبض منها مصر اتعابا تساوي عشرات الملايين شهريا .
وهنا يطرح السؤال الاهم : ترى من هو الرابح من كل هذا العراق ام ايران …وعلى من سيقع دفع الاثمان .