22 نوفمبر، 2024 10:04 م
Search
Close this search box.

الجبل والسهل والساحل حوارات حمه وسعد وخضير

الجبل والسهل والساحل حوارات حمه وسعد وخضير

يتحاوران عبر سكايب ،كاكه حمه من عينكاوة ،مؤمن بالقضية الكوردية و بان (مهاباد) اخرى سترى النور قريبا في اربيل ،بعد الاستفتاء الذي دعا اليه السياسي العنيد جدا مسعود برزاني في
(٢٥ ايلول /٢٠١٧) على الجانب الآخر(سعد) من بغداد خريج علوم سياسية في الثمانينات من القرن الماضي ،متطرف بعراقيته ومؤمن بالمركزية،يتشنج الحوار احيانا حد الاتهام بعمالة الكورد للدولة العبرية، يرد حمه بعدم المبالاة كون الصراع العربي الإسرائيلي لا يعنيه ككوردي،
ينتهي الحوار عقيما كما ابتدأ إلا من نقطة مفصلية يغادر بعدها كاكه حمه ، يقول سعد:لن تنجحوا دون بحر.
………
جاءت نتائج الاستفتاء ب( نعم) بنسبة 92,7% رفضت بغداد الاستفتاء و هددت بالتدخل العسكري (الرسمي و الميليشياوي)،اتصل سعد مجددا بكاكه حمه و تحاورا مجددا
:اهلا بك كاكه حمه بوطنك العراق من جديد
: المركز عطل الاستقلال وليس افتراضك الجيوسياسي
لو كانت كردستان مكتفية بذاتها لما تراجعنا ،الوضع الدولي كذلك ضد الاستقلال.
:قلت لك ان دولة مغلقة لن تنجح.
………..
في سوق السراي يتمعن سعد بسجادة اثرية تعود الى العهد الملكي ، نقش عليها خارطة العراق الادارية ، كانت الألوية (المحافظات) اقل عددا بينما جسد العراق أكبر مما هو الآن، يبدو الكيان العراقي جغرافيا بجبل في الاعلى وسهل في الوسط والجنوب منتهيا بساحل بحري على الخليج(عربي/فارسي)،متوشحا بدجلة والفرات النهرين الارأس ليلتقيا مكونين عقدة السياسة العراقية الايرانية (شط العرب٢٠٠كم طولا).
يتخيل سعد مادار بين
(مس بيل)و(فيصل الاول) ، مقايضة مدن التركة العثمانية بأخرى، دون اعتبار للشعوب ،
:خذ السليمانية واعطي الشاه الأحواز ،تقول مس بيل
: الموصل لي كذلك، يقول فيصل الاول
جرى ذلك عندما رسمت سجادة خارطة الكيان العراقي الجديد ١٩٢١، أغفل فيصل الاول موضوع البحر مطمئنا الى السواحل الكويتية (كاظمة) كجزء (قضاء)من البصرة التي سيقت الى الكيان الجديد بالقوة.
كان (الشيخ مبارك) عميد( ال الصباح) قد اتفق مع الاتراك والانكليز على شبه استقلال الكويت في١٨٩٩والتي ستصبح أمارة ثم دولة مستقلة في١١تشرين الثاني ١٩٦٢.
استشعرت المملكة العراقية خطر الاختناق بلا ساحل مبكرا ،طالب (نوري السعيد)(امارة الكويت المحمية بريطانيا )بالانضمام الى العراق ضمن صيغة اتحاد ) كان موضوع الجزر (،فيلكة، بوبيان) وعراقيتها متداول بقوة ، من الواضح ان التوسع الساحلي كان هو الدافع،
تأزم الوضع مجددا بمجيء الملك الشاب غازي الاول، سيستمر التوتر خلال العهد الجمهوري خصوصا زمن( قاسم) حتى ينتهى باجتياح (صدام) للكويت ٢اب ١٩٩٠.
الجبل متمثل بالكرد لم يهدء ابدا ولم يقتنع بطعم الحكم الذاتي (١١اذار١٩٧٠)
قاتل الكورد المركز كثيرا بقيادة ملا مصطفى البرزاني (عاد من روسيا بعد جمهورية ١٤تموز٥٨ عن طريق شط العرب واستقبل بترحاب في البصرة)
تكتمل الصورة لدى سعد اكثر عندما يحرك اصابعه نزولا على مخمل سجادة العراق، فقدت البصرة نصف شط العرب لصالح ايران مقابل وقف دعم ثورة الجبل
في اتفاقية الجزائر ٦اذار ١٩٧٥
شط العرب نفسة كان ذريعة لاطول حرب تقليدية في القرن العشرين استمرت لثمان سنوات مع ايران بخسائر بشرية مليونية.
،الجيوبولتيك حادة جدا في بلاد الرافدين
ما الخلل؟
هل التركيبة معقدة الى حد التنافر ؟
هل القوة فقط هي (الحامل) للدولة ا والجامع للأعراق العراقية؟
ربما لا توجد هوية عراقية حقيقية ولا هم يحزنون..
في المقهى تمتزج اصوات غناء المقام مع الملاعق الصغيرة وهي تدور ب( استكانات) الشاي ،البعض يلعب (الطاولي) والجميع يتكلم بالسياسة ،كأنه برلمان مصغر،
يجلس سعد قبالة رجل مسن يتعارفان بالسكائر ،الحاج خضير جنوبي استوطن بغداد في الخمسينات , مازال يعامل كاجنبي من قبل قدامى البغادة ،يقول الحاج خضير: انا اصلا من الشطرة في الناصرية ، كنت عامل في (المراكب) في الاربعينات ،كان المعقل (ميناء في البصرة) يعمل ليل نهار وبتسارع لتزاحم السفن ،
قدمت لبغداد لارى الزعيم واصفق له ، ولم اعد بعدها.
:عمي ،كيف ترى المستقبل باعتبارك (شايف وعايف)
يصمت خضير ثم يضرب بمسبحته على المنضدة
: تاليها كلمن على راسه ،طشار تاليها يا عمي..
ويغادر
…….
يعود سعد الى منزله في (الاعظمية ) تتداول السوشيل ميديا والإعلام بكثافة موضوع تلوث ماء البصرة والمد الملحي وانتفاضة الشباب، يتعاطف معهم،هو أيضا،من ضحايا الحكومات الفاسدة بعد التغيير في ٢٠٠٣،عانى من الاقتتال الأهلي والاعتقالات الطائفية ،لكنه ينزعج من بروفايلات تحمل علم اقليم البصرة بنفس انزعاجه من رؤية علم إقليم كردستان،، يغرد عبر حاسوبه اللوحي
:لعراق واحد من زاخو الى الفاو.
يرد (راهي خضير الشطري)على تغريدته
:(الكذبة الكبرى) لا تصبح حقيقة فقط لكوننا نؤمن بها..

أحدث المقالات