إيران تسلك كل السُبل لترسيخ وجودها في سوريا .. فهل تنجح !

إيران تسلك كل السُبل لترسيخ وجودها في سوريا .. فهل تنجح !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (إسرائيل اليوم) العبري مقالاً تحليليًا للكاتب الإسرائيلي، “إفرايم كام”، تناول فيه مساعي “إيران” لتعزيز مكانتها في “سوريا”، في ظل الأوضاع المعقدة هناك، لا سيما مع قرب إنتهاء الحرب الأهلية وإمكانية إحراز تسوية للأزمة السورية في المستقبل القريب.

الشعب الإيراني يرفض التدخل في الشؤون الخارجية..

يقول “كام”: لقد دفعت “إيران” ثمنًا باهظًا جراء تورطها العسكري في “سوريا”، منذ عام 2014. وسقط آلاف الضحايا من المقاتلين في صفوف “الحرس الثوري” الإيراني و”فيلق القدس” وتنظيم “حزب الله” اللبناني والميليشيات الشيعية التي أتت من “العراق” و”أفغانستان” و”باكستان”.

كما أنفقت “إيران” مليارات الدولارات لدعم نظام، “بشار الأسد”، وتقديم العون له في محاربة معارضيه. وكان لتلك الجهود التي بذلتها “إيران” تداعيات خطيرة على جبهتها الداخلية، حيث خرج آلاف المتظاهرين في مسيرات حاشدة طافت المدن الإيرانية خلال الأشهر الأخيرة، تنديدًا بسياسات النظام في “طهران” واحتجاجًا على الأزمة الاقتصادية. وأخذ المتظاهرون الإيرانيون يرددون هتافات: “الموت لسوريا” و”الموت لفلسطين”، بما يعني أنهم يطالبون بعودة القوات الإيرانية من الجبهات الخارجية، والكف عن تدفق الأموال الإيرانية إلى نظام “الأسد” و”حركة حماس”، والاستفادة بتلك الأموال لتحقيق رفاهية الشعب الإيراني.

أهمية سوريا بالنسبة للنظام الإيراني..

يرى “كام” أن موعد الاستحقاق بات قريبًا، فلقد استقر نظام “الأسد”، فيما تبحث الحكومات المتورطة في الشأن السوري عن سيناريوهات التسوية المحتملة. وفي ضوء ذلك تسعى “إيران” لأن تكون هي أهم مؤثر خارجي، وذلك لعدة أسباب: أولها لأن “سوريا” كانت الحليف الوحيد للنظام الإيراني منذ وصوله إلى السلطة، وثانيًا لأنها تمثل قاعدة إستراتيجية مهمة لبسط النفوذ الإيراني في كل من “العراق” و”لبنان”، الخاضعتين للنفوذ الشيعي. وما لا يقل أهمية عن ذلك، هو أن “إيران” تعتبر “سوريا” و”لبنان” بمثابة جبهتها الأمامية في مواجهة “إسرائيل”.

إنشاء ميليشيات موالية لإيران..

تسعى “إيران” لتعزيز مكانتها؛ عبر تعزيز علاقاتها الأمنية مع “سوريا”. وبحسب “كام”؛ فإن إبقاء قوات عسكرية تابعة لـ”إيران” في “سوريا” لفترات طويلة، سوف يدعم استقرار نظام “الأسد” ويُديم النفوذ الإيراني ويزيد من التهديد لأمن “إسرائيل”.

في الوقت نفسه؛ تعمل “إيران” على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع “سوريا”، من أجل تعويض بعض النفقات الضخمة جراء تدخلها العسكري. علاوة على ذلك، تُقيم “إيران” علاقات مع جهات مختلفة في “سوريا”، إضافة إلى إنشاء ميليشيات عسكرية شيعية لتستعين بها في حال إنهيار نظام “الأسد”.

روسيا تُفسح المجال للطيران الإسرائيلي..

إن عزم “إيران” الحفاظ على قواتها العسكرية لفترة طويلة في “سوريا” يواجه بعض الصعوبات، حيث تهاجم “إسرائيل” – باستمرار وبدعم أميركي – الأهداف العسكرية الإيرانية، في حين لا تزال القوات الإيرانية بلا حماية، كما لا تمتلك الرد على الهجمات الإسرائيلية.

ورغم أن “روسيا” قد أوضحت بأنها لا تستطيع ترحيل القوات الإيرانية من “سوريا”، إلا أنها مستعدة لمنع القوات الإيرانية من الإقتراب لأقل من 85 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية. ورغم تعاون “موسكو” و”طهران” في مُجريات الحرب السورية؛ إلا أن “روسيا” لا تساعد “إيران” في التصدي للهجمات الإسرائيلية، بل وتترك سلاح الطيران الإسرائيلي يعربد بكل حرية في المجال السوري.

روسيا تزاحم إيران..

يزعم الكاتب الإسرائيلي أن هناك العديد من العقبات التي تعوق الجهود الإيرانية لترسيخ الوجود في “سوريا”. فمنذ عام 2015، إنضمت “روسيا” أيضًا إلى الساحة السورية، حيث تقدم مساعدات عسكرية مهمة للرئيس “الأسد”، وباتت القوات الروسية تسيطر على قاعدة جوية وأخرى بحرية، وستبقى تلك السيطرة لعقود طويلة.

وشيئًا فشيئًا حلت “روسيا” محل “إيران” باعتبارها أهم لاعب خارجي يمتلك التأثير والنفوذ في “سوريا” وفي تحديد مستقبلها، واستغلت “روسيا” تلك المكانة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية، على حساب علاقات “إيران” مع نظام “الأسد”.

طهران توقع اتفاقية أمنية مع دمشق..

يُضاف أيضاً إلى تلك الحالة المعقدة؛ الاتفاقية الأمنية الأخيرة بين “إيران” و”سوريا”، والتي تنص في بعض بنودها، على أن تساعد “إيران” في إعادة تأهيل وبناء الجيش السوري إلى جانب تطوير الصناعة العسكرية السورية.

وبالطبع فإن تلك الاتفاقية تحمل رسالة واضحة لـ”روسيا” مفادها أنه لا يزال لـ”إيران” علاقات عسكرية متينة مع النظام السوري. ومن الممكن أن تمثل تلك الاتفاقية الأمنية غطاء لإبقاء القوات “الإيرانية-الشيعية” في “سوريا” لفترات طويلة تحت مُسمى “المستشارين العسكريين”.

مشكلة إيران مع إنتهاء الحرب السورية..

سوف تتفاقم مشكلة “إيران” عندما يتم الاتفاق حول التسوية في “سوريا”، والتي قد تتضمن مطلبًا بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، بما في ذلك القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية. وسوف تدعم “الولايات المتحدة”، وربما “تركيا” أيضًا، ذلك المطلب.

وليس مُستبعدًا أن تدعم “روسيا” ذلك أيضًا، من مُنطلق أن استمرار وجود القوات الإيرانية في الساحة السورية سيؤدي إلى استمرار المواجهات بين “إيران” و”إسرائيل”، مما سيؤدي إلى زعزعة الوضع في “سوريا”. وفي تلك الحالة، لن تكون أيضًا للاتفاقية الأمنية بين “طهران” و”دمشق” أية قيمة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة