18 نوفمبر، 2024 12:50 ص
Search
Close this search box.

الكذبة الكبرى

بعد مخاض طويل, وصراع مرير ومشاطرات, وتحايل وخبث ومساومات وخداع. وإتفاقيات على الورق فقط, أوشفوية مطاطة ,تشكلت حكومتنا العتيدة مترهلةً عاجزةً مشلولةً .وسمّوها زوراً حكومة الشراكة الوطنية.هذه الحكومة بإعتراف أركانها فشلت أن تقدم أي شيء للشعب العراقي , سوى أوهام ووعود .و ساهمت في الرجوع  بنا الى الوراء عقود. فتراجعت الخدمات وعمَّ الفساد وإستشرى. وتفاقمت الأزمات وتراكمت. وساء الأمن وإضطرب. فكل يوم نصبح أو نُمسي على أزمة جديدة .أزمات وخلافات بلا حدود , لا على خططٍ للصالح العام ,أو على ستراتيجية هادفة للنهوض بالبلاد, بل لمطامع عرقية أو كتلوية او تسلطية, وعلى رأسها قسمة الغنائم.
رئيس جمهوريتنا عافاه الله أخذ منه المرض ما أخذ, وأقعده, وحاله لا تسمح له  بمزاولة مهامه الرسمية في ظروف كظروف العراق السائدة. ونائب رئيس جمهورية متهم بالأرهاب. فلا يصُح القول إلا أن مجلس الرئاسة مشلول عاطل غير دستوري حالياً .لأن الرئيس منذ  4 شهور لا يزاول عمله, وغير قادر عليه. وأحد نوابه متهم و يقيم خارج البلاد منذ نصف سنة أو أكثر .ولم يبقَّ لهذا المجلس إلا العنوان.
أما رئيس مجلس الوزراء فقد شَلت الكتل السياسية التي تشترك معه في السلطة يداه. ولا فرصة لديه إلا بالتفكير بحل أزمة من الأزمات المتفاقمة.ولم يُوَفق  لأي حل, وعجز عن تمرير الموافقة على ميزانية الدولة رغم مرور وقت ليس بقصير و خسائرمؤلمة يتحملها شعب العراق جرّاء ذلك.
فلم تتمكن هذه الحكومة من تحقيق الأمن المنشود والخدمات المرتجاة .كما فشلت في تحقيق المصالحة الوطنية وفي القضاء على الفساد أو الحد منه.لم يبق لهذه الحكومة من صفة توصف بها إلا حكومة الأزمات وتعطيل البلاد وأذى العباد.ولم يبقَّ لهذه الحكومة إلا العنوان.ولكن ليس حكومة الشراكة الوطنية بل حكومة إقتسام المغانم والسلطة الدنيوية.
رئيس مجلس النواب يتصرف وكأنَّ مجلس النواب تابع لكتلته وأحد فروعها. وهومُعَطِل للمجلس ودوره بجدارة. وغير مكترث لما يصيب البلاد من معاناة وأضرار, لتعطيله عمل البرلمان, وجره للصراعات, بدل حلها وتشريع القوانين المطلوبة.رئيس مجلس لا يتورع عن الحديث بطائفية سافرة. ونواب لا رأي لهم بل يلتفت النائب الى رئيس كتلته الذي جاء به للبرلمان دون حق, ليرى لمن يصوت كي يردد ما أراد ولي نعمته. ويمكنني القول لم يبقَّ لهذا المجلس لا وجود ولا عنوان.إلا حلبة الصراع الطائفي العرقي المقيت .
فأي نظام هذا؟ وأي مجلس رئاسة؟ وأي حكومة  شراكة وطنيةهذه؟وأي مجلس نواب؟ ما هيَّ إلا مؤسسات وعناوين فارغة, ومضيعة للوقت ليس إلا.رئاسات ثلاث متخمة بالموظفين والمستشارين وجهابذة ال…. !! .أليست هذه نوادي للعاطلين عن العمل؟ والله ما هيَ ألا حلبات صراع للديكة بلون طائفي وعرقي.
أليست هذه كذبة كبرى؟
ومن هو المسؤول عمّا يجري؟ أليس شعب العراق؟ وهو يرى بلاده تنهار أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً وعلمياً. وما الذي يدعونا للصبر على هذه المصيبة؟
لا شك إن دولتنا لا ترى خيراً ومسؤوليها يقضون وقتهم باللهو بالمسبحة تلازمهم حيث كانوا. إن المسبحة للتسبيح لله لا للهو. أليس كذلك؟فكيف تُبنى الدولة بيد من يلهون متباهين بمسابحهم.فأي شعب نحن؟ وأي دولة هذه بحق رب العزّة؟ فلا يصح لنا أن نسميها جمهورية العراق بل جمهورية المسابح.وقد يصُح تسميتها جمهورية الديكة.
[email protected]

أحدث المقالات