خلاف المالوف ان البصرة النفطية انتفضت ضد واقعها المزري , ويفترض ان تنتفض قبلها المدن الدينية المقدسة لانها اولى باستنكار الظلم والطغيان والاستخفاف بحياة الناس , والغريب ارادوا للبصرة اختزال مطالبها بايسط مقومات الحياة فيها وهي ماء الشرب والكهرباء, في حين المدن من بغداد نزولا تعاني نفس المشكلة واتحدى من يقول ان اي عائلة سواء في كربلاء والنجف والديوانية والسماوة والكوت والحلة والناصرية والعمارة تشرب من ماء الحنفية لم تشتري مياه معفمة كحالها حال البصرة , فانا اتحدث باختصاصي ان مياه الحنفية نسبة الملوحة فيه تزيد عن 4 مليموز بالسم 2 وهذا لا يصلح ليس للشرب بل لسقي نباتات الخض الحساسة للملوحة , اما الكهرباء فازمتها واحدة ومشكلتها عامة على جميع مدن العراق …كان بودي ان لا تنفض البصرة لان بانتفاضتها تجر علينا الويل والبلاء وهذا مشهود لها تاريخيا , فالامام علي (ع) اصبح حاكما في المدينة وانطلقت المعارضة ضده وتجمعت في البصرة , فكانت حرب الجمل , اشرس حرب عرفها التاريخ حتى تقاتل الاخوة فيما بينهم احدهم في معسكر الامام والاخر في معسكر الخصم واسفرت عن خسائر بشرية فاقت 18000 فكانت هي الشرارة والحريق استمر بحرب صفين بخسائر بشرية تقدر 70000 وحدثت الفتنة بان ظهرت حركة الخوارج من ظهر جيش الامام وخسائرها البشرية 2400 ولم يهدا بال الامام وترتاح نفسه الزكية الا بشهادته بمسجد الكوفة وصوته المدوي فزت ورب الكعبة ….ولنبقى مع البصرة في احداثها التاريخية المروعة , فمجزرة الحجاج في مسجد البصرة عام 75 هجرية ما كانت الا لان اهل البصرة ثاروا ضد ظلم ال امية , وثورة الزنج التي حدثت في النصف من القرن الثالث الهجري واستمرت 14 عاما وكانت احداثها في البصرة وشكلت اكبر تهديد للخلافة العباسية وقد قضي عليها , ولكن بعد قتل الانفس ودمار المتلكات , ومن هنا جاءت عبارة بعد خراب البصرة , والبصرة اول من تصدت للاحتلال البريطاني عام 1914 حتى تكبد الجيش الانكليزي افدح الخسائر البشرية والمادية واعاقت تقدمه الى بغداد الا بعد اربع سنوات من المقاومة , وفي عام ١٩٩١ انطلقت شعلة الانتفاضة الشعبانية المباركة من مدينة البصرة، وتحمل اهلها الكثير من التضحيات البشرية، لكنهم لم يستسلموا ابداً.وفي سنة ٢٠٠٣ كان لأهل البصرة موقف وطني واضح لا يحتاج التذكير به, يعني ان البصرة تحملت اعباء وثقل كل الحروب عبر تاريخها الماضي والحاضر ,.واعتادت ان تنطلق منها شرارة الثورة والانتفاضة، فلأن اهلها مفعمون بالوطنية،وسباقون دائماً للدفاع عن حقوقهم، رافضين الظلم والاستبداد…انهم شعب يتمتع بخصائص بشرية منها الطيبة , لهذا باستقرارالبصرة وامنها يستقر ويامن العراق , وان ثارت البصرة ثار كل العراق , وإن جاعت انتشر الفقر في العراق , الا تعلمون ان البصرة من المدن الزراعية المشتهرة بانتاج التمور والطماطة ؟ وهل نسيتم ان تمويل الموازنة السنوية هي من نفط البصرة ؟وهل نسيتم ان الموانىء والمنافذ الحدود للتجارة الخارجية تصديرا واستيرا تمر عبر البصرة ؟ فالبصرة قلب العراق النابض ان توقف لا سامح الله مات العراق بالحال , ومن هنا فمن يريد شرا بالعراق فيختار البصرة لكي يخلط الاوراق بفتنة لوجود كل المقومات الاجتماعية والوطنية والمكانية فيها لضرب كل العراق وجعله جسما بلا روح , فتوقعوا لو نجح المخطط المرسوم للبصرة بالقتل وبالحرق وامتدت شرارته الى مدن اخرى وتوقفت الموانىء واغلقت شركات النفط ابوابها , ماذا سينتج في العراق ؟ وماذا سترتب على ذلك ؟ اليس الفوضى وانعدام الامن وربما ستصيب الناس مجاعة تتداول اخبارها وماساتها الاجيال القادمة .