في مطلع الستينيات كتب الكاتب الفرنسي الوجودي جان بول سارتر (1905-1980) كتاب “عارنا في الجزائر”، وفيه يقف بول سارتر مع الانسان الجزائري ، فينتقد الاستعمار الفرنسي ويقف مع ثورة الشعب الجزائري .
يوم أمس تصرف الجزائريون تصرفات مشينة وهتفوا هتافات عنصرية داعشية في ملعب الجزائر ضد فريق عراقي ، أعتبره – عارٌ حدث في الجزائر- متناسين أن العراق كان من اكثر الدول الداعمة عسكريا وثقافياً للجزائر في فترة الاحتلال وما بعدها ، وخاصة في مجال التعريب .
لقد أثبتوا عدم عروبتهم وتوجهات انتماءاتهم المذهبية المتطرفة (الداعشية) ، من خلال هذه التصرفات ، علماً أن جراحات هذا الشعب لا تزال مفتوحة ولم تلتئم منذ الحرب الداخلية التي قادها المتطرفون الاسلاميون مطلع التسعينات وذهب ضحيتها مئات الالوف ، وهو يعني أن هذا الشعب لم يتعظ ولم يأخذ درساً من خطورة التطرف والانقسامات الدينية.
وهو في نفس الوقت شعب لايعرف ولايفقه شيئاُ عن المذاهب الاسلامية ، بل ولا يعرف مبادىء وتعاليم دينه ، والدليل على ذلك تبادل التهاني بين أفراده في يوم مقتل ابن بنت نبيه في العاشر من عاشوراء ، فماذا ترتجي من هكذا شعب مُغيب.
وإذا ما رجعنا الى السياسة ، فستجده شعبا ميتا لأنه يتجه الى اعادة انتخاب رئيس – للمرة الخامسة- يعيش على كرسي متحرك وهو بمثابة ميت (جثة هامدة) . لذا فان العراقيين الغياري الذي غضبوا لما فعله المشجعين الجزائريين الذين يمثلون صوت الشعب الجزائري ، الميت سريريا ، اقول لهم : لا تغضبوا فقول الشاعر هذا ينطبق عليه تماماً: منْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ
أنتم تنتقدون وتهينون موتى وما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ. وإذا قال سارتر (عارنا في الجزائر) ، فاننا نقول : ( عارٌ حدث في الجزائر) لن ينساه التاريخ.