خاص : كتب – محمد بناية :
أقتحم مئات المتظاهرين في “البصرة” العراقية مقر “القنصلية الإيرانية” وأنزلوا العلم الإيراني ورفعوا العراقي. من جهته وصف “بهرام قاسمي”، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الحدث بـ”الوحشي”، وقال: “ندين إقتحام وحرق القنصلية الإيرانية في البصرة، ونحمل السلطات العراقية “مسؤوليتهاالخطيرة” في الحفاظ على البعثات الديبلوماسية”.
وحذر “قاسمي” من “الأيادي الخفية” التي تستهدف توتير العلاقات “الإيرانية-العراقية”، ودعا إلى إنزال أشد العقوبات بحق “العناصر التي كانت وراء هذا الحادث”..
استهداف العلاقات “الإيرانية-العراقية”..
من جهته؛ علق “محمد إسماعیلي”، مسؤول العلاقات العامة بالقنصلية الإيرانية في “البصرة”، قائلاً: “مبنى القنصلية إحترق بالكامل؛ وما حدث كان عملاً وحشيًا… ونحن لا نتهم طرفًا محددًا بإحراق مبنى القنصلية، لكننا سوف نسلك سبل القوانين الدولية لمعاقبة المخربين”.
بدوره اتهم “إيرج مسجدي”، السفير الإيراني في “بغداد”، عناصر أجنبية، بمحاولة توتير العلاقات “الإيرانية-العراقية”، وقال بحسب ما نقلت وكالة أنباء (شفقنا): “بعض العناصر الأجنبية والعراقية، المدعومة من جهات أجنبية، تتطلع للقضاء على العلاقات بين الشعبين… هناك عناصر أجنبية مقربة من أميركا وإسرائيل وعدد من الدول العربية، فضلاً عن عدد من العناصر العراقية تعكف على تخريب العلاقات”. ونفى صحة الأنباء المتعلقة بدعوة الخارجية الإيرانية رعايها للخروج من العراق.
وأستدعت “الخارجية الإيرانية” سفير “بغداد” في “طهران”؛ وسلمته رسالة اعتراض شديدة اللهجة على خلفية تقاعس القوات الأمنية العراقية عن تأمين مبنى “القنصلية الإيرانية”.
ووصف “علي نجفي خوشرودی”، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية بالبرلمان الإيراني، الهجوم على “القنصلية الإيرانية” في “البصرة” بالعمل الذي ينتهك المباديء والقوانين الدولية، وقال: “سوف نناقش أبعاد الهجوم في أول اجتماع للجنة الأمن القومي”.
وعلق “أبوالفضل حسن بيـﮔـي”، عضو لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية بالبرلمان، قائلاً، حسبما نقل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية: “الهجوم على القنصلية الإيرانية في البصرة حدث بدعم أميركي وأموال السعودية بغرض التأثير على الاجتماع الثلاثي، (إيران-تركيا-روسيا)، وتشتيت الرأي العام عن هذا الاجتماع”.
وعلى الفور أدانت المرجعية الدينية العراقية استخدام العنف ضد المتظاهرين. وقال “عبدالمهدي الكربلائي”، ممثل آية الله “السيستاني”، أثناء خطبة الجمعة بحرم “الإمام الحسين” في مدينة “كربلاء”: “ندين الهجوم على الممتلكات العامة والخاصة، لأنها تزيد من تعقيد حل مشكلات المواطنيين، فضلاً عن مخالفتها الأسس القانونية والشرعية”. وأضاف: “تدعو المرجعية الدينية العراقية إلى وقف العنف المفرط في التعامل مع المتظاهرين بالبصرة، كما توجه الدعوة إلى الوزراء والمسؤولين للرد على أسئلة المواطنيين. والحقيقة أن أزمة مياه البصرة هي مؤشر على عدم كفاءة بعض المسؤولين، فالفساد وتردي الخدمات هو نتاج الأداء السيء للمسؤولين رفيعي المستوى”.
اتهامات واتهامات مضادة..
هذا وقد اتهم “رحيم الطائي”، عضو تحالف “سائرون”، (بزعامة مقتدى الصدر)، الميليشيات الموالية لـ”إيران”، بقتل المتظاهرين في مدينة “البصرة” بدعوى الدفاع عن أموالها ومقراتها السياسية.
وقال، طبقًا لما ذكر موقع (كردستان 24): “تصدر عن الميليشيات الموالية لإيران حركات مريبة، وقد صدرت الأوامر لتلك الميليشيات بإطلاق النار على المتظاهرين حال الهجوم على مقراتها السياسية”. وحذر “الطائي” من خطورة فوز تحالف “الفتح”، الجناح السياسي للميليشيات الموالية لـ”إيران”، من تشكيل الحكومة داخل كتلة الأغلبية البرلمانية على حيوات المتظاهرين.
بدوره؛ قال “حسين رحيم”، أحد المتظاهرين: “أطلق مسلحون يرتدون زي قوات مكافحة الشغب، المحسوبة على أحدى الميليشيات الموالية لإيران، النار على المتظاهرين وأفراد الأمن ما أدى إلى مقتل واصابة عدد من المتظاهرين وأفراد الأمن”.
من جهته؛ نفى “علي يساس”، الصحافي والناشط المدني، إمكانية تأكيد تورط الميليشيات في قتل المتظاهرين، وقال: “بالتأكيد ثمة أفراد تابعة للفصائل السياسية داخل القوات المسلحة، وقد أصدر مسؤولي هذه الأحزاب أوامر مباشرة لتلك العناصر بقمع المتظاهرين”.
واتهمت صحيفة (فرهيختـﮔـان)؛ المحسوبة على تيار الإعتدال، فلول “حزب البعث”، باستغلال الوضع وتوسيع نطاق التظاهرات.. “حيث تفضل بعض التيارات السياسية العراقية الاستفادة من العنف كبديل عن المفاوضات والحلول السياسية في تحقيق مكاسب فئوية.. ومن ثم فأزمة البصرة هي إنعكاس للصراع السياسي على السلطة في العراق”..
وفي معرض إجابته على سؤال وكالة أنباء (تسنيم)؛ التابعة لـ”الحرس الثوري”، عن رأيه في اقتحام “القنصلية الإيرانية” بـ”البصرة”، قال “اسکاتبنت”، ضابط سابق في سلاح الحرب النفسية بالجيش الأميركي: “الهجوم هو مسعى “سعودي-إسرائيلي” يستهدف الوقيعة بين إيران والعراق.. وهو جزء من الحرب النفسية التي ترمي إلى تحريف الرأي العام عن إدلب السورية وتحركات حلف الناتو والقوات الأميركية وعملائها الإرهابيين واستخدامهم المحتمل للأسلحة الكيميائية في سوريا”.
وتساءلت وكالة أنباء (فارس)؛ التابعة لـ”الحرس الثوري”، عن أسباب اقتصار الهجوم على مقرات “إيران” و”الحشد الشعبي” ؟.. وعزت السبب إلى الدور “السعودي-الأميركي” الرامي إلى فك الإرتباط “الإيراني-العراقي”، لاسيما بعد توفق الأحزاب الموالية لـ”إيران” في الانتخابات البرلمانية العراقية. وبحسب الوكالة: “أغار المندسون من “البعث” وأنصار “محمود الصرخي” و”أحمد حسن اليماني” على مقرات الحشد الشعبي في البصرة وأشعلوا النيران في مقرات المقاومة الإسلامية في ظل انعدام القوات الأمنية”.
ونقلت الوكالة عن مصادر برلمانية عراقية قولها: “أميركا تصر على مرشح خاص لرئاسة الوزراء، ومن ثم تضغط على بعض الأحزاب والتيارات السياسية بهدف تغيير المسار القانوني البرلماني. وذلك بالتوازي مع ضغط عملاء أميركا في البصرة على إيران والحشد الشعبي. على سبيل المثال قادت السيدة، “رهام يعقوب”، الناشطة المدنية الموالية لأميركا، المظاهرات النسوية بالبصرة”.