تعددت مشاكل العراق بعد التغيير وتنوعت بحيث اصبحت مشاكلنا عامة بعد ان كانت خاصة بطرف دون آخر في العهد السابق ,وتوالت بواعث هذه المشاكل على الجميع واذا اردت ان تحل مشكلة ترى الثانية قائمة واذا حللت الثانية توالت تترى بحيث تفقدك الامل بالخلاص من الهم والاضطراب ,والمشاهد الواعي للمشهد السياسي الحالي يرى بدقة الاسباب والغايات والاهداف من وراءها ويعرف الى اي مكان تنتمي وماهي ابرز محركاتها على الساحة .
واليوم ومع تعدد المشاكل نرى ان الجميع المخلص يبحث عن حلول ومساحات للبناء والتقدم لعله يثري الواقع بامور ترضي الجميع ليبتعدوا عن المساجلات وآثارها السلبية وهو يعلم علم اليقين انه لن يسمع له ولايؤخذ بقوله ولكن واجبه يحتم عليه التدخل وابداء الراي السليم .
ان الاحداث الاخيرة القت بظلال قاتمة على المشهد السياسي وجعلته مسودا اكثر من اللازم وحركت المخاوف لدى الجميع من تحول المواقف من سلمية الى مالاتحمد عقباه بحيث يعود البلد الى محرقة الاقتتال التي مر بها اعوام 2006 و2007 و2008 والنتيجة تكون زيادة في تعطل العراق ودمار كبير يلحق به ولانعلم متى يصحوا من النار والالم من جديد ,وزيادة المخاوف من هذا الامر هو مانراه من تصعيد الخطاب الطائفي المقيت وبيان النوايا التدميرية والتخريبية لدى الجهات التي تطالب بحقوقها كما تدعي وبحسبة بسيطة اضعها امام القارىء اللبيب سيعلم الفرق بين المطالب والاهداف الحقيقية ,لقد بدات التظاهرات بمطلب وحيد هو اطلاق سراح حمايات المتهم حديثا وزير المالية رافع العيساوي الذين اعتقلوا بعد ورود اعترافات خطيرة عليهم بانهم من اهم ركائز الارهاب وحواضنه النشطة بغلافهم الرسمي الحكومي ,ثم تطور المطلب فاصبح اطلاق سراح القتلة والارهابيين نساءا ورجالا بداعي الشرف والكرامة ثم الغاء كل ما من شانه التصدي للارهاب وادواته من قوانين واجزاء قوانين كالمادة 4 ارهاب والمسالة والعدالة والتوازن السياسي والخدمي والامني ,ثم لابد من عودة بغداد لاهلها ولانعلم من هم اهلها ,واخراج واسقاط الدستور والحكومة التي يشكلون اكثر من نصفها لان قيادة القوات المسلحة ليست بايديهم فلا يستطيعوا القتل والاعتقال كيفما شاؤوا ,والتغطية على الفاسدين وعدم حسابهم وعدم النيل من تنظيم القاعدة الارهابي وحزب البعث المقبور ورموزه ,ثم والادهى الغاء الشعائر الدينية الخاصة بالشيعة والغاء الاذان الحالي والعودة الى السابق ,اي بالمختصر المفيد ضياع الكرد والشيعة من جديد وعودة جلادي البعث والقاعدة ليتحكموا بمصائر الناس .
لقد اثبتت الخطابات التي تتلى من منابر الجمع الدينية في تلك المناطق ان الاهداف والنوايا هي التدمير التدمير وليس غير واي انسان من تلك المناطق وهم كثر يعارض يفتى بها ويفسق ويصبح على قائمة المهدور دمهم ولاصوت يعلو على صوت الدم والقتل وصدحت اغانيهم تمجد بالقاعدة على منابر الجمعة وعرضت على القنوات الفضائية بلا اي حياء وادب وعدم احترام لضحايا الجرائم الارهابية وذويهم من كل اطياف المجتمع .
بعد هذا العرض المبسط نتساءل اين الحلول وكيف تكون ؟
على الحكومة اولا ان تقطع هذه المظاهرات وباي وسيلة لانها بدات تزرع لدى الصغار من اهالي تلك المناطق الكره لكل ما سواهم من ابناء المجتمع وهذا ستكون نتائجة وخيمة في المستقبل القريب ,وان تقوم بمنع كل ما من شانه التحريض من خطابات ولقاءات اعلامية وتفعل فقرة 4 ارهاب لتشمل حتى السياسيين ومن يقول بذلك ,كذلك عليها ان تصل الى تلك المناطق وتلتقي باهلها وتبين لهم انها ترعاهم وتحبهم ولاتفرق بين احد واخر الا بالمواطنة ,وان تضرب بيد من حديد على كل العناصر المتورطة بكل الاجرام والذين اعتلى اغلبهم منصات المتظاهرين .
وعلى المنظمات الحكومية وغيرها من منظمات حقوق الانسان والمجتمع الدني وغيرها ان تقوم بواجبها الوطني وتوضح للناس من خلال حملات اعلامية موسعة ابعاد اهداف هذه التظاهرات وتوضح الصحيح من الخطر ولو كلفها ذلك التضحية ,وعلى الواطن ان يعي دوره وان يتفهم الوقائع كما هي لا ان يخدع بمظاهر العسل والسم تحته .
لقد عجزت الطبقة السياسية ونخبها من ان تجد حلا لكل هذه الاضطرابات ولم تستطع ان تؤثر في احد من الناس والسبب ان القسم الاعم من هذه الطبقات لايهتم لمصالح شعبه ولايقيم وزنا للامانة المناطة به والتي حمله اياها الشعب واصبح جزءا من اللعبة بكل ابعادها بل وهو المساهم في التاجيج والفرقة الوطنية بشكل واضح .
المسؤولية اليوم هي على عاتق الجميع بلا استثناء لان الهدف العراقي مشترك وبناؤه للجميع ودماره يلقي على الجميع ظلاله الماساوية ,فهل نبقى نتفرج كما نحن الان ام نشد العضد والساعد ونقوم بدورنا بطرد المؤامرة وابقاء العراق عزيزا محترما ؟
سؤال موجه للجميع ومستثنى منه من له غايات مريضة ولايؤمن بعر اق اليوم .