صحفيو العراق ، هم الأقل اهتماما في مجالات التدريب الصحفي على التقنيات الصحفية الاعلامية الحديثة في العالم المتحضر، ولم تبذل نقابة الصحفيين العراقيين الجهد الكافي لادخال زملائها من الملاكات المتقدمة وحتى الشبابية في دورات تطويرية اعلامية في الخارج ، ليتسنى للعديد منهم الاطلاع على آخر ما تهتم به صناعة الاعلام ومختبرات الصياغة الصحفية والطباعية والصحافة المرئية من وسائل وادوات حديثة تكاد تختلف عن كل ما يجري اليوم من استخدامات ، بقيت معتمدة على تقنيات متخلفة ونظريات إعلامية سابقة ، ربما تجاوزها الزمن ، أو لنقل حدثت عليها متغيرات كثيرة متسارعة، ونحن ما زلنا بعيدين عن الاستفادة من هذا التطور التقني المذهل في جوانب كثيرة منها.
ويؤكد الكثير من الزملاء العاملين في الحقل الاعلامي والصحفي انهم تمكنوا بجهود فردية من الحصول على دعوات عالمية ، لحضور دورات مكثفة في مجالات الاتصال والاعلام ونظرياته الحديثة ، وقد وجدوا خلال مشاركتهم في هذه الدورات ان الصحفيين العراقيين ما زالوا في الركب الاخير من التقدم، اذ ان ما يتم اعتماده من دورات علمية صحافية في الخارج وبخاصة في الولايات المتحدة، يكاد يكون مذهلا في مجالات التسريع الاعلامي والصحفي والتقني ، والتي تشهد ثورة علمية واعلامية ضخمة ينبغي ان يكون للصحفيين العراقيين اطلاعا على بعض خبراتها، وما تم ارساله من دورات صحفية الى خارج العراق يكاد يكون محدود الاثر، واقتصر على زملاء محددين تختارهم نقابة الصحفيين أو مؤسسة بحثية أو اعلامية خاصة ، وغالبا من هم من داخل نقابة الصحفيين العراقيين ومن جهات حكومية في الأغلب، أما الزملاء العاملين في حقول اعلامية في القطاع الخاص ، وهم كثيرون ، وبخاصة في الفضائيات ، فلا أحد يسال عن احوالهم ، ولم يتم ارسالهم في دورات صحفية في الخارج ، رغم مضي أكثر من ثلاثين عاما على اشتغالهم في الحقل الصحفي والاعلامي، بينما يذهب زملاء جدد ليس لديهم اي المام في الحقل الصحفي والاعلامي في دورات او دعوات الى الخارج ويجدون المزيد من الاهتمام والدعم، وهم بهذا قد يضيعون المشيتين ، فلا هم تركوا لزملائهم ممن لديهم خبرة في الاستفادة منها ولا هم استفادوا منها كون هذه الدورات بعيدة عن اختصاصاتهم ،حتى انهم لم يستفيدوا من الدورات أصلا لانهم لايفقهون فيها شيئا .
ولو بذلت نقابة الصحفيين العراقيين جهودها في هذا المجال ، ضمن برنامج تطوير صحفي واعلامي في الخارج ، لكان العديد من الزملاء قد اطلعوا على آخر الخبرات الاعلامية في الصياغات الصحفية التي تعتمدها مؤسسات صحفية واعلامية عريقة . ومن غير المعقول ان يبقى عشرات الكوادر الاعلامية من هم اعضاء عاملين في نقاية الصحفيين منذ عشرات السنين ولم يدخلوا دورة اعلامية واحدة في مؤسسة اعلامية دولية، ولكان الزملاء قد استفادوا من تجارب مؤسسات اميركية عريقة لها السبق في الريادة الصحفية، وكان بامكانها ان تزود الصحفيين العراقيين بخبرات غاية في الاهمية ، بدل الاستمرار في الاعتماد على دورات محلية قبل عشرات السنين ، ربما أكل عليها الدهر وشرب، وهم لم يستفيدوا من ميادين التطور المذهل ، في مجالات الخبرة التقنية الاعلامية في ميادينها الكثيرة والمتعددة..
وتقع على عاتق الاستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين وقيادة النقابة مسؤولية ان يشمل الزملاء القدامى ، ممن لم تشملهم رعاية النقابة حتى الان ان يخوضوا غمار هذه التجربة ، بإشراكهم في دورات اعلامية متقدمة في الخارج ، وان لايبقى الصحفيون العراقيون خارج هذه الثورة الاعلامية والتقنية ، وهم بأمس الحاجة الى من يهتم بإقامة دورات صحفية لهم في الخارج، وهناك مؤسسات اميركية صحفية وبريطانية عريقة لديها القدرة على القيام بهذه المهمة لو جرى التنسيق معها ، ويكون السيد نقيب الصحفيين العراقيين قد أدخل الاسرة الصحفية في ميادين ولوج علومها المتقدمة، لا ان يبقى الزملاء يتعكزون على تجارب وخبرات صحفية سابقة ، لم يعد من تستخدمها المؤسسات الحديثة الا في حالات محدودة ، فهل يبادر السيد مؤيد اللامي لوضع جل اهتمامه ، ويدخل عشرات الصحفيين في دورات اعلامية في الخارج ، تطور من قدرات المنضوين تحت لواء النقابة..؟ إنها دعوة تنتظر المبادرة ، وأعتقد أن السيد النقيب يهتم بهكذا مبادرات، تصب في تطوير قدرات زملائنا الصحفيين الذين بحاجة الى التطوير للقدرات المهنية وبخاصة في جانبها الفني والتقني، إذ ما زال عدد لا بأس به من صحفيينا للأسف ، لايستخدم الحاسبة في كتابة مادته الصحفية حتى الان، وما زال يستخدم القلم في الكتابة، وخط البعض لايمكن قراءته الا بصعوبة، فكيف الحال مع نظم حاسبات متطورة وصياغات في القصة الخبرية واستخدمات في نظم ادخال الاخبار المرئية الـ / I NEWS/ دخلت عالم الصحافة من أوسع أبوابها..؟