2 نوفمبر، 2024 11:10 م
Search
Close this search box.

بعد تهديد “ليبرمان” لـ”العراق” .. هل تختلف الحسابات “الأميركية-الإسرائيلية” .. أم تتراجع تل أبيب ؟

بعد تهديد “ليبرمان” لـ”العراق” .. هل تختلف الحسابات “الأميركية-الإسرائيلية” .. أم تتراجع تل أبيب ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تصريح استفزازي جديد من جانب “إسرائيل” غير محترمة للسيادة العراقية على أراضيها، لوّح وزير الدفاع بجيش الاحتلال الإسرائيلي، “أفيغدور ليبرمان”، بأن بلاده قد تُهاجم قِطَعًا عسكرية يُشتبه في أنها إيرانية في “العراق”، مثلما فعلت عندما شنّت عشرات الضربات الجوية في “سوريا”.

وقال “ليبرمان”، خلال مؤتمر في “القدس” المحتلة: “نراقب كل ما يحدث في سوريا بالتأكيد؛ وبالنسبة للتهديدات الإيرانية؛ فإننا لا نقصر أنفسنا على الأراضي السورية فحسب”.

وبخصوص ما إذا كان هذا يشمل “العراق”؛ قالت مصادر: إن “إيران” أمدت وكلاء شيعة لها بصواريخ (باليستية)، وقال “ليبرمان”: “سنتعامل مع أي تهديد إيراني، ولا يهم مصدره.. حرية إسرائيل كاملة، ونحتفظ بحرية التصرف”.

التعامل مع أي تهديد إيراني في أي مكان..

كما رد رئيس الأركان الإسرائيلي، “غادي أيزنكوت”، على نشر “إيران” صواريخ (باليستية) في “العراق”، مشيرًا إلى أن بلاده ستتعامل مع أي تهديد إيراني في أي مكان.

ونقلت وكالة (سكاي نيوز عربية) خبرًا عاجلاً عن رئيس الأركان الإسرائيلي، “غادي أيزنكوت”، مفاده؛ “سنتعامل مع أي تهديد إيراني في أي مكان”.

وكانت وكالة أنباء (رويترز) قد نقلت، الأسبوع الماضي، في تقرير لها عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية؛ أن “طهران” قدمت صواريخ (باليستية) لـ”جماعات موالية لها” في “العراق”، بهدف التصدي لضربات محتملة لمصالحها الإقليمية.

غير أن مسؤولاً عراقيًا، الذي لم يتم تسميته، لصحيفة (الحياة) اللندنية الصادرة، السبت الماضي، نفى ذلك.

وأكد على أن الصواريخ الواردة في التقرير هي “من صناعة الحشد الشعبي، وعُرِضت رسميًا في احتفالات النصر على (داعش)”.

ونفى معاون رئيس الأركان الإيراني، الفريق “قدير نظامي”، أن تكون “طهران” قد زودت أي “جماعة” بالصواريخ في “العراق”.

سيادة العراق خط أحمر..

فيما نفت الخارجية العراقية تلك المعلومات، مؤكدةً على أن جميع مؤسسات الدولة العراقية ملزمة وملتزمة بالمادة السابعة من الدستور؛ والتي تنص على عدم استخدام الأراضي العراقية مقرًا أو ممرًا لأي عمليات تستهدف أمن أي دولة أخرى.

وردت “العراق” على تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، “أفيغدور ليبرمان”، حول إمكانية قصف أهداف إيرانية على الأراضي العراقية إذا تطلب الأمر ذلك، فقال مصدر في “وزارة الدفاع العراقية”، إن الوزارة تابعت تصريحات “أفيغدور ليبرمان” حول إمكانية ضرب “العراق”، مؤكدًا “أن سيادة البلاد خط أحمر”.

وأوضح المصدر، وهو برتبة لواء، خلال حديثه لقناة (روسيا اليوم): “ننتظر الموقف الرسمي من القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، بخصوص الموقف الإسرائيلي للرد على ليبرمان بشكل علني وبموقف صريح”، مضيفًا: “أن العراق ليس ضيعة يريد الجميع التدخل بها، بل بلد له سيادة وجيش قوي، وأن ما تحدث به ليبرمان لن يحدث فسيادتنا هي خط أحمر”.

قد تنفذ تهديدها..

فيما حذر مسؤول عراقي من هجوم إسرائيلي على “العراق”، بسبب تواجد صواريخ إيرانية مطورة، داخل أراضي البلاد، مشيرًا إلى أن “بغداد” في صمت مطبق خشية التداعيات.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لحساسية القضية، لـ (بغداد اليوم)، إن “التهديد الإسرائيلي حقيقي، وإسرائيل قد تنفذ تهديدها، كما الحديث عن وجود صواريخ إيرانية متطورة، حقيقي أيضًا”.

وأوضح: أن “الحكومة والجهات الرسمية تعلم بذلك جيدًا، وهي الآن بيد جهات مسلحة موالية لطهران في العراق، تدربت عليها في وقت سابق”.

وأضاف: أن “الضربات الجوية في سوريا، كانت ضد الصواريخ الإيرانية، التي يوجد منها الآن في العراق، كما أن الصواريخ وصلت إلى سوريا عبر الأراضي العراقية، فقد تم ترحيلها من إيران نحو العراق إلى سوريا، وهذا مؤشر خطير، وسط صمت حكومي عراقي مطبق، خوفًا من التداعيات”.

واشنطن تطالب إسرائيل بعدم مهاجمة أهدافها في العراق..

من جانبها؛ طلبت “واشنطن” من “إسرائيل”، عدم مهاجمة أهداف في “العراق”، في إطار السياسة الإسرائيلية التي تقضي بصد التدخل الإيراني في الشرق الأوسط.

وأفادت قناة (كان) الإخبارية الإسرائيلية، مساء الاثنين 3 أيلول/سبتمبر 2018، نقلاً عن المصادر، التي لم يتم تسميتها، أن الطلب الأميركي نقل إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة عقب معلومات تلقتها “واشنطن”.

ويبدو أن هذا الطلب يهدف إلى ضمان إبقاء “العراق”، خلافًا لـ”سوريا”، خارج النشاط الإسرائيلي.

وأضافت هذه المصادر، في التقرير الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلي، أن إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، معنية بالإنفراد بالتعامل مع التدخل الإيراني في “العراق”.

وكان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد أعرب عن قلقه “العميق” من التقارير التي تحدثت عن نقل “إيران” صواريخ (باليستية) إلى الأراضي العراقية.

الدولة المختلفة مع إيران تريد سحب الموضوع إلى العراق..

وحول أمكانية تنفيذ هذه التهديدات الإسرائيلية بضرب “العراق”، يقول رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية، الدكتور “واثق الهاشمي”: أنه “توجد الكثير من الدول لديها خلافات مع إيران وتريد سحب الموضوع إلى العراق، فيوجد تصعيد “أميركي-إيراني” و”سعودي-إيراني” و”إسرائيلي-إيراني”، وموضوع التهديد الإسرائيلي إلى العراق يأتي على خلفية تقرير صادر عن وكالة (رويترز) للأنباء، يقول أن إيران نقلت صواريخ متوسطة المدى يمكنها الوصول إلى تل أبيب، وهذه الصواريخ وزعت إلى جهات عراقية تدين بالولاء إلى إيران، إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية نفت هذا الموضوع نفيًا قاطعًا، والعراق لن يقبل بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي وسيتخذ العراق إجراءاته، كون الموضوع يؤدي إلى إشكالية كبيرة في المرحلة المقبلة”.

مجرد تهديد..

وأضاف “الهاشمي”: “قد تكون الولايات المتحدة أيدت موضوع نقل الصواريخ الإيرانية إلى العراق؛ وطلبت استفسار من العراق وأجاب الأخير عنه، وسترفض الولايات المتحدة ضرب العراق الذي تعتبره حليف إستراتيجي لها، فالتصعيد في المنطقة لن يصب في مصلحة الولايات المتحدة، صحيح أن ميزان القوى في صالح إسرائيل، إلا أن هناك قوى في العراق ومناطق أخرى لا يمكن السيطرة عليها، وربما سوف ترد وتضع إسرائيل في مشكلة، كما أن هناك ضغط روسي وأميركي يدفع بإتجاه منع إسرائيل من القيام بضرب العراق، لذا فإن التهديد الإسرائيلي لا يعدو عن مجرد تهديد، والدليل على ذلك أن إيران التي تسيطر على بعض الجماعات المسلحة التي تتحدث عنها إسرائيل تحرص على أن لا تثير المشاكل، حيث أنها تتعامل ببرجماتية، فإذا كانت التوجهات الأميركية تختلف عن الإيرانية، إلا أنهما أدوارهما في العراق منسجمة ومتمازجة، فالولايات المتحدة لا تغضب إيران كون الأرض في العراق ليس لصالحها، وكذلك إيران هي الأخرى لا تقوم باغضاب الولايات المتحدة خوفًا من مسألة تشديد العقوبات، وحتى الجماعات المرتبطة مع إيران فإنها مسيطر عليها من قبل طهران”.

موضحًا “الهاشمي”: أن “الوضع السوري يختلف عن مثيله العراقي جملة وتفصيلاً، فسوريا ساحة صراع لدول متعددة وتوجد فيها جيوش متعددة مع فرقاء كثر، وإسرائيل تشعر أن الإيرانيين باتوا قريبين من إسرائيل، أما العراق فيمتلك السيادة على أرضه وله قوات أمنية تنتشر على أراضيه، وبالتالي سوف تتورط إسرائيل مع العراق إن نفذت تهديدها”.

ضرب العراق مستبعد تمامًا..

وقال الدكتور “أيمن سمير”، الخبير في الشأن الدولي، إن فكرة ضرب “إسرائيل” لـ”العراق”، التي لوح بها “أفيغدور ليبرمان”، وزير الدفاع الإسرائيلي، مستبعدة تمامًا لأنها تركز جُهدها الآن على ضرب الأهداف الإيرانية في “سوريا” فقط.

وأوضح “سمير” أن وجود “الولايات المتحدة الأميركية” في “العراق” سيمنع “تل أبيب” من القيام بأي محاولات عسكرية، موضحًا أنه في حال رغبة “إسرائيل” في توجيه ضربة للعراق ستكون بطريقة استخباراتية ليست عسكرية.

واستطرد الدكتور “أيمن سمير”، أن “إسرائيل” تستفيد من الوضع الحالي القائم مع “إيران”، بحيث أنها دائمًا ما تطالب الدول الغربية بإعانات عسكرية لتطوير قدراتها أمام التهديد الإيراني، مضيفًا أنها لا تسمح لنفسها أن تصل إلى حافة الهاوية حتى تتجنب أي عملية عسكرية محتمله في “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة