لا نريد المقارنة بين حقبتين ومرحلتين مرحلة البعث الاجرامي والعراق الجديد كما لا نريد المقارنة بين حاكمين وحكمين سابق ولاحق فان المقارنة باطلة ولا ربط بينهما وتبطل المقارنة عند انعدام الربط بين الامرين المراد مقارنتهما.
فلا مقارنة بين الفضيلة والرذيلة وبين الهدى والضلالة وبين الرشد والغي وبين الاجرام والسلام وبين الانتقام والوئام ، ولكن لابد ان نذكر او نستذكر ونحن نعيش مظاهرات الانبار والموصل وسامراء بعض المفارقات والثنائيات ونشير اليهما اجمالاً:
– الحكومة العراقية المنتخبة تحمي وتدافع عن المتظاهرين الذين يهتفون باسقاطها ويطالبون برحيلها.
– المتظاهرون يرحبون باجتثاث رئيس المجلس القضاء الاعلى القاضي مدحت المحمود بينما هم يطالبون بالغاء قانون الاجتثاث ( المسائلة والعدالة)
– المتظاهرون يدينون تفجيرات الاحد الدامي الماضي في بغداد ويحملون الحكومة واجهزتها الامنية مسؤولية مسؤولية التردي الامني والتباطؤ في مواجهة الفاعلين بينما يطالبون بالغاء المادة 4 ارهاب.
– يتظاهرون بحجة ان الدستور هو الذي كفل لهم حق التظاهر والتعبير عن الرأي بينما هم يطالبون بالغاء الدستور الذي ضمن لهم حق التظاهر.
– يطلقون شعارات وهتافات ضد رئيس مجلس الوزراء المنتخب ويصفونه بالديكتاتور وهم يعبرون بكل حريتهم وارادتهم عن مواقفهم وارائهم بينما القائد العام للقوات المسلحة هو الذي يمنع الجيش او الشرطة من عدم الاحتكاك بالمتظاهرين او التعرض اليهم بل هو يطالب الاجهزة الامنية بحماية المتظاهرين فاي ديكتاتورية هذه التي يتحدث بها المتظاهرون.
– يتباكون على التهميش والاقصاء بينما ستة وزراء من محافظة الانبار وحدها وهم وزير المالية والتربية والتكنولوجيا والصناعة والثقافة والكهرباء بالاضافة الى وزير الزراعة من الموصل ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك والبصرة ليس لها وزير في الحكومة!!!
– الحرية التي حرمونا منها بالامس يتمتعون بها اليوم وضد من منحهم هذه الحرية.
– ثمة مفارقات وثنائيات اخرى لا يحسن ذكرها لاسباب طائفية سنؤجل ذكرها ونكتفي بما ذكرناه.