17 نوفمبر، 2024 5:43 م
Search
Close this search box.

لئلا يقتل الحسين(ع) مرتين

لئلا يقتل الحسين(ع) مرتين

على ابواب عاشوراء يتجدد الرثاء ويتجدد العطاء ويقبل الموالين بقلوب والهه مواسيين ومتأسين ليخرجوا من هذا الموسم وكل قد استكال من القيم الحسينية بحسب مكياله فالحسين كالشمس المشرقة التي تستضيء الارض بضوئها وحتى من استظل عنها يناله شيء من ضيائها
ولايختلف ذوا بصيرة ان ثورة الحسين(ع) هي روح الاسلام ولولاها لاندرس الاسلام ولم يبق منه الااسمه. من هنا فان الولاء للحسين هو ولاء للاسلام بكل مايريده من صدق واجتهاد وجهاد واخلاق فاضلة ومواساة بالمال والمشاعر وتضحية بالروح ان اقتضت الضرورة
والولاء للحسين يقتضي الالتزام بخطوطه الحمراء التي رسمها بمواقفه في المدينة قبل ان يرسمها بدمه في كربلاء. فالتزلف للحاكم غير العادل خط احمر عند الحسين لان المنكر يبقى منكرا في عين الحسين وان اصاب الامة جميعا عمى الالوان فرأته معروفا او مستساغا- على اقل تقدير, والارتشاء خط احمر عند الحسين فلامغريات ولوكانت ملء الارض ذهبا لتدفعه للتنازل عن مبادئه التي ورثها عن جده وابيه وليس في قاموسه لفظة مسوغات او مبررات يبرر بها المهادنة والاستسلام فالحق والباطل عنده واضحان لايتداخلان بينهما برزخ لايبغيان وخلا ذلك من مجاملات للظالمين والفاسدين فهي عنده خيانة لقيم الاسلام ومبادئ الانسانية الرفيعة
واذ يتجدد- على ابواب عاشوراء- تدفق ينبوع الحسين في وجداننا فانها فرصتنا لننهل منه على قدر عملنا بقيمه التي استشهد من اجلها ودون ذلك لانعرف طعم هذا الينبوع حتى لو بحت اصواتنا صراخا: ياحسين
واذا كنا في اقتصادنا الذي نعتمد فيه كليا على النفط لانجرؤ ان نبيع نفطنا مغشوشا للاخرين والاتحولنا الى دولة مفلسة في فترة قياسية كذلك في تراثنا الديني الذي تشكل ثورة الحسين عموده الفقري فاننا اذا لم نتعامل مع هذه الثورة برؤية واعية واقتصرنا على الجانب العاطفي فيها سنتحول الى مجتمع مفلس فكريا دون ان نشعر, فالمفلس اقتصاديا يتحسس جيبه فيدرك افلاسه اما المفلس فكريا فلاوعي له ليدرك افلاسه!!
ثم ان عاشوراء لوحة جميلة مفعمة بالوان القيم الانسانية فاذا التصقنا باللون الاحمر منها رأينا اللوحة منقوصة مجتزءة فلنرجع خطوتين الى الوراء لنرى اللوحة كاملة ولنتأمل كل الالوان التي اراد الحسين لنفوسنا ان تشع بها. والاسلام الذي احياه الحسين (ع) بدمه هو منهج حياة يختلف بذلك عن كل اديان الارض التي حبست خلف جدران المعابد, فاذا لم نتخذ من ايام عاشوراء ورشة حسينية تنعكس آثارها على اقوالنا وافعالنا فان الحسين (ع) يكون قد مات مرة بسف يزيد ومرة تحت ركام طقوس لاشيء من روح الحسين فيها

أحدث المقالات