من الواضح أن تصعييد حدة الخطاب “الإعلامي ” الأمريكي والتهديد بضرب سورية ،وتزامن كل ذلك مع معلومات تؤكد وصول شحنة اسلحة ضخمة “مضادات دروع وطائرات ” لجبهة النصرة الإرهابية في ادلب ومحيطها ،عبر الحدود التركية ،ماهو الامحاولة تركية – أمريكية ،لتغيير مجمل المعادلات الميدانية في الشمل السوري ،في الوقت الذي يتزامن مع استعدادات الجيش العربي السوري لتحرير ادلب المحافظة ومحيطها .
فـ اليوم رسم الأمريكي كما التركي سيناريو يستهدف احداث فبركة إعلامية حول هجوم كيماوي غرب أو جنوب ادلب … يتهم به الجيش العربي السوري …. وحينها وبعد احداث ضجة إعلامية وعلى الفور يقوم الأمريكي وبالتعاون مع الفرنسي والبريطاني والصهيوني والسعودي والتركي بتنفيذ عدوان جوي على مواقع تمركز الجيش العربي السوري بمحيط ادلب … تستغله المجاميع الإرهابية في ادلب ومحيطها للتقدم وتهديد مناطق سلمى وربيعة وغيرها في شمال شرق اللاذقية وسيتوازى معها تحرك لمجاميع إرهابية اخرى باتجاه معسكر جورين ورحبة خطاب وغيرها من المناطق بشمال وغرب حماه ….وعلى محور هام ستتحرك مجاميع إرهابية اخرى لتهديد حلب المدينة من خاصرتها الجنوبية الغربية …. والهدف من كل ذلك هو خلط الاوراق الميدانية والمعادلات العسكرية في شمال سورية .
وهنا وعند الحديث عن هذا السيناريو ، فالأمريكي كما التركي ، لديهم بنك معلومات كامل عن حجم عتاد وعدد وتوزع المجامع الإرهابية في الخارطة الادلبية ومحيطها ،واليوم ، هناك معلومات موثقة تقول إنّ ادلب ومحيطها من ارياف حماه الشمالية الغربية واللاذقية الشمالية الشرقية وحلب الجنوبية الغربية ،تحوي على الأقل من مئة الف إلى مئة واربعين الف مسلح سوري وغير سوري بين إرهابي “ومعتدل “حسب التصنيف – الأمريكي – التركي “وتشير إلى أنّ هناك ومن أصل مجموع هؤلاء ما بين 11 و15 ألف إرهابي عابر للقارات موجودون في ادلب “داعش” و”النصرة”، أو في صفوف ما يُسمّى تركياً بـ “قوات المعارضة السورية”، وتفيد المعلومات عينها، بأنّ هناك حوالي 40 ألف مسلح سوري كانوا يقاتلون الجيش العربي السوري في مناطق سورية عدة ،ورفضوا مشاريع المصالحات وقرروا الذهاب لادلب ، وهؤلاء عبارة عن أدوات في أيدي أجهزة استخبارات الدول الشريكة في المؤامرة على سورية، وهنا يعلم الكثير من المتابعين أن هناك حوالي 12 جهاز استخباراتي غربي وعربي وإقليمي يعمل اليوم داخل “ادلب “.
وهنا وعند الحديث عن التركي ،فالمؤكد هنا أن اعلان التركي عن تصنيفه لجبهة النصرة كتنظيم إرهابي ،يدخل من باب التلاعب بالأوراق والاستفاده من الجميع ، فهو من باب يحاول ارضاء الروسي والإيراني “ويعلن إعلامياً براءته من أي تدخل غربي في سورية “مع أن حقائق الواقع تنفي ذلك بالمطلق ” ، ومن باب اخر يضع كامل أوراقه بالسلة الأمريكية ،ومن باب أرضاء الأمريكي سيذهب التركي لمنح أوراقه بالشمال السوري للأمريكي ويصبح شريك للأمريكي بمد مناطق نفوذ تركية – أمريكية … تمتد من اقصى جنوب شرق سورية “التنف ” وصولاً لاقصى شمال سورية “جرابلس “… والأكراد ليسوا عائقاً بحال التفاهم التركي – الأمريكي ، ومايجرى بمنبج سيجري بمناطق اخرى “واللبيب من الاشارة يفهم ”.
وهنا فـ المؤكد ،أن الأمريكي والتركي “وعبر أدواتهم بدأوا فعلياً الاستعداد ،لتوفر غطاء جوي “مباشر ” لعملية عسكرية تمتد من جبهات مثلث ريف حماه الشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي الغربي …. لقطع الطريق على عمليات الجيش العربي السوري في عموم هذه المناطق “وخصوصاً بعد تأكيد وصول مضادات للطائرات والدروع لجبهة النصرة ومحيطها بادلب ومحيطها.
ختاماً ، إن هذا السيناريو الذي انتهى من التخطيط له الأمريكي والتركي ،يرتبط بمجريات ومخططات واسعة وشاملة يسعى التركي كما الأمريكي إلى إنجازها بالمراحل المقبلة، مع العلم أن هذه المخططات التي يسعى التركي والأمريكي لإنجازها لها مجموعة محددات ظرفية وزمانية ومكانية، وليس من السهل التنبؤ بمسار حركتها أو طبيعة وكيفية الحسم فيها، وخصوصاً بعد تهديد جبهة النصرة الإرهابية وتحت غطاء التركي والأمريكي لفتح معارك واسعة في عموم ريف حلب الجنوبي الغربي والعودة لتهديد حلب المدينة من خاصرتها “الغربية “، والهدف من هذه المعارك كما يتحدثون هو منع أي فرصة تسمح باختراق ما ينجزه الجيش العربي السوري يعطي القيادة السياسية السورية أوراق قوة جديدة، ومن هنا سننتظر مسار المعارك على الارض وخصوصاً بالأيام المقبلة، لنقرأ مسار المعارك بوضوح بعيداً من التكهنات، مع تأكيد أن الجيش العربي السوري ينتظر ساعة الصفر لانطلاق معركة تحرير محيط محافظة إدلب ، وهو الآن يخوض معارك “تكتيكية “على مشارف بلدات ريف المحافظة، وفي الإطار ذاته، فالجيش العربي السوري حصّن ريف حماه الشمالي الغربي وريف حلب الجنوبي الغربي ،خشية من أي اختراق لمحيط معسكر جورين العسكري وخاصرة حلب المدينة الغربية الاستراتيجية مستقبلاً، ويستمر بتوجيه ضربات محكمة وبحرفية عالية لتحركات جبهة النصرة الإرهابية بعمق ادلب وأريافها .