في خبر عاجل: تمرد الموتى في القبور على الموت وراحوا يغادرون قبورهم في فوضى عارمة وبطوابير وحشود سدت طرقات المقابر حتى تزاحم الاموات في طرقات المدن وما ان شاهد الاحياء في المدن حشود الموتى حتى اصابهم الهلع والخوف فتسارعوا الى البيوت وراحوا يحكمون اغلاقها، كان هدف الموتى من التمرد هو للتفرج على غرابة الاعمال التي يقوم بها الاحياء في زمن ما قبل الموتى والغريب في الامر ان الملائكة والشياطين اتحدوا في تجمع واحد رصين رغم الاهداف المتناقضة التي يكنها البعض للاخر ولكن مصيبة التمرد وهدف ملاحقة المتمردين من الموتى صنعت هذا التجمع وحينما خلت طرق المدن من المارة الاحياء: تفاجأ الموتى بالشخص الوحيد الذي يعترض طريقهم ويأمرهم أن يتوقفوا صائحاً :
أيها الموتى ..توقفوا…. توقفوا عن مسيركم هذا فعندي لكم مفاجأة وامر قد تعتبرونه غريباً ..وهنا صرخ به الناطق بأسم الموتى :
من أنت …وماذا تريد؟
رد هذا الشخص على الفور وبصوت فيه شيء من الحزم … والشدة :
انا… الكاتب العدل … اطلب منكم بل أأمركم بأن تعيدواكتابة وصاياكم التي كتبتموها قبل مغادرتكم الحياة …تفاجأ الموتى … ورد الناطق بأسم الموتى :
يا سيدي … لماذا نعيد كتابة وصايانا … وهل بقى لنا بعد الموت ما نوصي به … ؟!
رد الكاتب العدل قائلاً :
ياسادتي الموتى … انتم كتبتم وصاياكم في زمن اختلف تماماً عن زماننا هذا فلم توصوا فيما كتبتموه في ذاك الزمن بقسطٍ من ارثكم الذي اوصيتم به لخلفكم للعمل الحرام الاتعلمون ان العمل الحرام هو العمل السائد والمهيمن على فعلِ البشر في هذا الزمان … لم تتركوا قسطاً من أرثكم للخمرة والميسر والبغاء والنفاق والمكيدة وقتل النفس البريئة … الا تعلمون ان خلفكم اذا عملوا بوصاياكم القديمة تكون الحياة الحاضرة قد توقفت تماما … تعالوا … تعالوا … لا تشغلونا بدهشتكم هذه ولا تضيعوا وقتنا هيا … انا جاهز لكتابة وصاياكم من جديد اندهش الموتى وهم يسمعون ما يقوله هذا الذي اطلق على نفسه أسم (الكاتب العدل) … هنا لم يتمالك الناطق بأسم الموتى نفسه فأستدار نحو حشود الموتى وهو يصرخ بهم :… هيا … هيا … يا اصحاب القبور … الى مثواكم الى قبوركم … تبرأوا من دنيا الاحياء … فحياة قبورنا انظف … واكثر عزة من حياتهم … انتم الاحياء وهم الموتى …
هنا ما ان اكمل الناطق بأسم الموتى كلامه حتى إستدارت حشود الموتى نحو القبور وما هي الا لحظات حتى خلت كل الطرقات منهم وكأن شيئاً لم يكن ، ويظهر أن تجمع الملائكة والشياطين كانت مهمته مراقبة المشهد ولم يؤدِ أي فعل ، وحينما انتهى الناطق بأسم الموتى من كلامه التفت رجل الملائكة الى رجل الشياطين قائلاً : مهمتنا معكم انتهت وانتهى تجمعنا نحن نتجه الى واجبنا مع الموتى واما انتم فاتجهوا الى من اغريتموهم بفعلكم …الى الاحياء ، بعدها هبت ريح شديدة راحت تعصف بالمدن تثير الخوف والهلع بين سكانها في حين راحت تمسح على فتحات القبور لتسدها بكل رفق بعدها ارتفع صوت مدوي يقول : يا أيها الاحياء وان كنتم على سطح الارض فأنتم الموتى ومن غادركم قبل قليل هم الاحياء .
[email protected]