تتوالى الانباء علينا تباعاً بأن المالكي والنجيفي الخصمان اللدودان سابقاً والاحباء حالياً في طريقهما الى دورة جديدة من رئاسة الحكومة للمالكي وكذلك النجيفي للبرلمان عبر اتفاق يصاغ خلف الكواليس ومن اجل اتمام تشكيل الكتلة الاكبر تمهيداً لعقد جلسة البرلمان الاولى في الاسبوع القادم.
رب سائل يسأل ماذا في جعبة المالكي والنجيفي لكي يقدمانه الى العراق كبلد والى العراقيين كشعب خصوصاً وان الاثنان مسؤولان بشكل كبير عن الفساد وضياع اموال العراقيين عبر تشريعات باطلة لامتيازات النواب ورواتبهم لم يمنعها ولم يتصد لها اسامة النجيفي وعبر صفقات ومشاريع لم ينجز منها شيء من قبل حكومة المالكي وعلى فترتين فلم يحاسب المالكي وزراءه ولا وكلاء الوزراء وانتظرنا عليه طويلاً لاخراج ملفاته فلم يبادرنا بشيء اللهم الا رفعه قضية ضد موقع كتابات في محكمة الكرادة لانه كان وبقية المواقع المسؤولة بالمرصاد لتوجهات الفساد ومحاربة الفاسدين عبر فضحهم وكشف اساليبهم في السرقة.
التقارب التركي الايراني الاخير دفع النجيفي وخميس الخنجر بأمر من الحليف التركي دفعهما للتحالف مع العامري والمالكي والاتفاق على تشكيل الكتلة الاكبر ضد جهود مبعوث الرئيس الامريكي في بغداد خصوصاً وان تركيا واقتصادها يترنح الان تحت انهيار الليرة بسبب معاقبة اميركا لها واردوغان يهدد الناتو بتركه والانضمام الى المحور الروسي -الايراني.
هذه التطورات القت بظلالها على عملية تشكيل الحكومة القادمة خصوصاً ان حيدر العبادي مرشح اميركا لدورة ثانية وهو ما يحاول ائتلاف الفتح والمحور الوطني افشال هذا الترشيح رغم الضغوطات القائمة عليهم.
لقد ضاعت اصوات الناخبين وذهبت هباءاً منثورا اذ عادت التأثيرات الاقليمية لتلعب دورها في تشكيل الحكومة القادمة في العراق وفي كل مرة سيبقى هذا الدور ويتكرر كل انتخابات جديدة ذلك لان مصالح هذه القوى هي اهم من مصالح العراق وشعبه.