هو فرع من فروع علم اللغة، حيث يتناول المعنى بالشرح والتفسير، وعلى كافة المستويات، الصرفية، والنحوية، والمعجمية، والصوتية. فالكلمة المفردة، اذا تركت، فان فيها دلالات مكتنزة، لا تظهر، ولا تنكشف الا بالسياق اللغوي، او النص، الذي ترد فيه. اذ أن السياق، هو الحكم في توجيه دلالة المفردة، وتحديدها. لذا نجد أن اللغويين يصفون المعنى المعجمي للكلمة، بأنه متعدد، ويحتمل اكثر من معنى واحد، في حين يصنفون المعنى السياقي لها، بأنه واحد، ولا يحتمل غير معنى واحد. ومن هنا يتنين لنا جليا، أن معنى اللفظ يرتبط بالسياق اللغوي، ومن ثم فهو جزء من معنى السياق الذي يرد فيه .
وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن السياق لايكون الا بوجود نصوص، وبالتالي فأن معرفة معناه، يقوم على اساس معرفة معاني الالفاظ التي تربطها علاقات قوية، ويجمعها بناء متماسك موحد.
على ان دلالة السياق، اوالنص، تتبين لنا، من خلال المستوى الصرفي، والنحوي،والصوتي، والدلالي، كما أشار اليه ماريوباي. وتتفاعل عناصر اخرى في تبيان دلالة النص، اوالسياق ،كالقرائن، وكذالك اسباب النزول، بالنسبة للنصوص القرانية الكريمة، وفي علم الاصوات ، اي اللغة المنطوقة.
وهناك عناصر ثانوية أخرى، تسهم في الدلالة، منها النبر، والتنغيم، وغيرها، من العناصر الثانوية الأخرى، لبيان، وايضاح معاني الكلمات الواردة في السياق، اوالنصوص .
هذه اذن لمحة سريعة ، ومختصرة ، لمفهوم علم الدلالة في اللغة، الذي يستند الى علم اللغة، وفروعها، من خلال مفهوم الدال، والمدلول. وهذا العلم، هو فرع من فروع علم اللغة، المتشابكة، والمتداخلة الحلقات، المترابطة السلسلة. ولذلك لا يقوم بهذا العلم، الذي هو فرع من علوم العربية، الا من كان متبحرا فيها، او على الاقل، يمتلك قسطا، وحظا وافرا منها.