15 نوفمبر، 2024 4:28 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. نزار الكشو: المسرحي الحقيقي هو إنسان فعال وصاحب عقل احترافي وقلب هاو

مع كتابات.. نزار الكشو: المسرحي الحقيقي هو إنسان فعال وصاحب عقل احترافي وقلب هاو

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“نزار الكشو” مسرحي تونسي محترف، من مواليد ١٩٧٧ بمحافظة صفاقس.. أتم دراسته الجامعية بالمعهد العالي للفنون الدرامية والركحية بتونس العاصمة، وهو ممثل ومخرج ومؤلف وعرائسي محترف وأستاذ مختص في التدريب والتكوين. متحصل على الأستاذية في الدراسات المسرحية، والشهادة الوطنية في الإجازة الأساسية للمسرح وفنون العرض، و ماجستير في علوم التربية اختصاص مسرح الناشئة.

قام بالاشتراك بالعديد من الأعمال المسرحية، وشارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، إما بالعروض أو بالمحاضرات، وخاصة بتأطير الورشات، والدورات التكوينية، والمعسكرات التدريبية.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ اهتمامك بالمسرح؟

• بدأ منذ فترة الطفولة وأخذ مساره الفعلي في نوادي المسرح المدرسي، إلى أن تطور بالمشاركات الوطنية والاحتكاك مع المجموعات المسرحية، واستمر ولعي واهتمامي بالمسرح إلى أن تحصلت على الباكالوريا والتحقت بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس سنة 1999، لتبدأ بذلك مسيرتي الاحترافية.

(كتابات) حدّثنا عن مسيرتك في الفن المسرحي منذ بدايتها وحتى الآن؟

• سنة 1984 كانت لي أول مشاركة في انجاز مشهد تمثيلي ضمن المخيم الصيفي للكشافة التونسية، فوج ساقية الدائر بصفاقس، على يد القائد المرحوم “الحبيب قطاطة”، سنة 1989 كانت لي أول مشاركة في نادي مدرسي بالمعهد بتأطير من الأستاذ “محمد الكوني”، سنة 1993 المشاركة في انجاز عرض فرجوي ضخم ضمن منظمة المصائب والجولات، سنة 1994 أول صعود على الركح في مسرحية (بوما) ضمن المهرجان الوطني للمسرح المدرسي بالكاف (جائزة أحسن ممثل)، 1995 أول محاولة إخراج لمسرحية (أوديب) ملك سوفوكل  ضمن أنشطة منظمة  المصائف وسياحة الشباب تحت إدارة السيد “عبد الرزاق عبيد”، سنة 1999 الالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي، سنة 2003 تحصلت على الأستاذية في الدراسات المسرحية.

منذ تلك السنة وأنا أشارك في عدة أعمال مسرحية تأليفا وتمثيلا وإخراجا، والأعمال هي إما الموجهة للأطفال والكهول.. أعمال عرائسية أو فرجوية.. عروض في القاعات وعروض في الشارع.

(كتابات) كيف تطور هذا الاهتمام ؟

• بعد أن خضت تجربة متابعة نشاط النادي دون الصعود  على الركح لمدة 5 سنوات (1989- 1994) تولد لديّ تحدّي كبير لأنّني مللت المشاهدة ورغبت في الممارسة، فقرار أستاذي رغم ما فيه من ظلم إلا أنّه ولّد في داخلي عزيمة فولاذيّة، لكي أتعلّم الصعود على الرّكح مهما كان الثّمن، فكان لي أول صعود فأوّل جائزة لأحسن ممثّل، ومنذ تلك الفترة قرّرت أن أتخصص في تكوين الممثّل وتدريبه وأساهم في تطوير مهارته، لا الوقوف أمام طموحه كما حصل لي من قبل.

ومنذ تلك الفترة بدأت في التفكير في كيفيّة تحويل هذا الحلم إلى مشروع، وبدأت أوّل لبناته عندما سافرت إلى العاصمة للدراسة، وكان أوّل موافقة لإنشاء نادي الممثّل والبحوث المسرحيّة في الوسط الجامعي يوم 09 سبتمبر 1999 بالمبيت الجامعي ميلوز تونس. واستمرّ هذا المشروع في تطوّر إلى الآن في العديد من المناطق، وفي العديد من المؤسسات وفي أغلب الفضاءات الخاصّة والعامّة.

كانت النوادي موزّعة حسب الأعمار والاختصاص فأنشأنا نادي الممثل والبحوث المسرحيّة في رياض الأطفال، المدرسة الابتدائيّة، المدرسة الإعدادية، المعهد الثانوي، الجامعة التّونسيّة، المبيتات والمركّبات والمراكز الجامعيّة، نوادي دور الشّباب كما قمنا بدورات تكوينيّة وورشات تدريبيّة وتربصات ومعسكرات لتدريب وتكوين الممثّل، وقريبا سنحتفل بمرور 19 سنة من التّدريب والتّكوين، 19 سنة من انطلاق المشروع  “مشروع الزّلزال”.

(كتابات)  ما هو مشروع الزّلزال؟

• مشروع les ils et les elles   هو مسار إنساني ينطق من حاجيات الإنسان لتعديل سلوكه، ليصبح بعد عمليّة التّدريب ممثّل قادر على تكوين إنسان فعّال، إذا فالزّلزال هي حركة كونيّة ثقافيّة تعالج هشاشة الموجود، وتبني بالفعل ذلك المنشود، فنحن هنا نجيب على هذا السّؤال، كيف نطوّر حياة هذا الإنسان بالاعتماد غلى أدوات دراميّة وتقنيّات مسرحيّة وأساليب فنّية.

فحركة الزّلزال ليس لها مكان معلوم، فهي كلّ الأمكنة وليس لها زمان معلوم فهي الزّمان المطلق، وليست تعتمد على أشخاص بل تعتمد على أفكار أينما وجد الإنسان وجد الزّلزال.

(كتابات) تعمل بالتّمثيل والإخراج المسرحي أيهما يشعرك بالمتعة أكثر؟

• أستمتع بممارسة المسرح تمثيلا وإخراجا، ولكن متعتي تكبر أكثر في التّدريب والتّكوين.

(كتابات) تحصلت مسرحيّة (الكركارة) على جائزة العمل المتكامل في المهرجان الوطني لمسرح الهواة في دورته الرّابعة وجوائز أخرى.. حدّثنا عنها ؟

• فعلا تحصّلت مسرحيّة (الكركارة) إنتاج جمعيّة “أرتو ميموس”، تأليف “رياض الزّواوي”، إخراج “نزار الكشوّ” على جائزة  العمل المتكامل بالمهرجان الوطني لمسرح الهواة، بمدينة قصور السّاف (المهديّة- تونس)  في دورتها الرّابعة، وذلك في الأسبوع الأخير من شهر جويلية، كما أنّها حصدت العديد من الجوائز في العديد من المهرجانات، مثل العمل المتكامل في أسبوع المسرح العربي بواد الليل، وأيضا جائزة السينوغرافيا بالمهرجان المغاربي محمد عبد العزيز العقربي بدوار هيشر (منّوبة- تونس)، كما لا ننسى أنّ مسرحيّة (الكركارة) قدّمت عرضها الأوّل أمام الجمهور ضمن فعاليات الدّورة 19 لأيام قرطاج المسرحيّة، وفي انتظار مشاركات قادمة في مهرجانات أخرى.

(كتابات) هل المسرح في تونس يعاني من صعوبات؟ وما هي؟

• في الحقيقة رغم تطوّر تجربة المسرح في العديد من الدّول العربيّة إلا أنّ مسألة الريادة تبقى تونسيّة بالأساس، رغم الصعوبات الهيكليّة والتشريعيّة والتنظيميّة فإنّ بالنسبة للمسألة الفنّية والأكاديميّة مازال المسرح في تونس يبحث ويجدّد، وأتمنّى أن تتاح أكثر الفرص للأجيال الجديدة من الشباب المبدع .

(كتابات) في رأيك هل مضى وقت ازدهار المسرح حين كان الجمهور يعتبره أحد الفنون الرئيسية ووسيلة للإمتاع والتثقيف؟

• المسرح دائما في تطوّر مستمر رغم تراجع أداء بعض المسرحيين، فالذي يجعل المسرح مزدهر هو النظام الذي يحدد الوضع العام، خاصة المسألة الاجتماعية والاقتصادية للمواطن، فإذا تأثرت معيشته تتأثر تذكرته للمسرح. فعلى السياسي أن يطور عيش المجتمع وعلى المسرحي أن يعطي معنى لهذه الحياة.

(كتابات) هل الجوائز التي تحصّلت عليها تحقق لك دعما؟

• طبعا تحقق دعما معنويّا هامّا وفي انتظار الدعم المادي.

(كتابات) ما هي دعائم وأساسيات مسرح الهواة في رأيك لكي يكون ناجحاّ؟

• حسب رأيي هي مسألة هيكليّة بالأساس، أرى على المسرحيين أن يلتفّوا حول هياكلهم وحول مهنتهم، وتقليص مساحة الخلافات والتركيز على ما يطوّر القطاع، مثل النّهوض بالجمعيّات على مستوى الإدارة والتسيير، وخاصّة التكوين والتّدريب بمزيد من الحرص على الانفتاح، ومدّ يد المساعدة من طرف المتخصصين في المجال المسرحي، في الكتابة والإخراج والتمثيل والتسيير، وحتّى تطوير مهارة التقنيين. “فالمسرحي الحقيقي هو الإنسان الفعال ويكون صاحب عقل احترافي وقلب هاو”.

(كتابات) هل لديك مشروع ثقافي ما؟ وما هو جديدك؟

• كما ذكرت سلفا أهم مشروع هو “الزلزال ” كحركة ثقافيّة كونيّة تقوم على تكوين وتدريب الممثل، ليصبح إنسان فعال يفيد نفسه أولا ويفيد الآخر، ويفيد المجتمع والإنسانية جمعاء.

كما أسعى إلى المزج بين قيمتين أعتبرهما مهمّتين وأساسيتين لا يمكن فصلهما، يمكن أن تكون مسرحيّا بالموهبة والمعرفة والممارسة ولكنني أريد أن أضيف مسائل إنسانية وأخلاقيّة حتّى يصبح هذا المسرحي فنان.

الجديد هو إطلاق المركز الدولي للثقافة الكونيّة “الزلزال” بمناسبة عشرينية هذا المشروع يوم 09/09/2019.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة