23 ديسمبر، 2024 10:45 م

لماذا لا يستقيل السيد السيستاني أسوة بالبابا ؟

لماذا لا يستقيل السيد السيستاني أسوة بالبابا ؟

ثقافة الاستقالة مرفوضة في المجتمعات الإسلامية ومن خلال نهج الإسلام رفضت هذه الفلسفة حتى في المجتمعات العربية ، فالقائد سواء كان قائد عسكري روحي ديني سياسي لا يعرف الاستقالة معتبرا إنها تقليل لقيمة الإنسان ومثلبة تلاحق الإنسان حتى الممات في حين أن الشجاعة كما يعرفها ويصفها عقلاء الأقوام ( مسلمون وغير مسلمون ) هي الاعتراف بالخطأ وتصحيح الخطأ وليس السكوت عن الخطأ ( التغليس ) وانتظار الفرصة لتصحيح الخطأ والبحث عن اعذار مضحكة تُعبد طريق الاستمرار لهذا القائد أو الرئيس أو المرجع ، فالمسلم أو العربي لا يعرف الاستقالة حتى لو أستمر في عمله لنصف قرن ، وهنا يتبادر إلى ذهني تقرير قرأته لاحد علماء النفس يقول ” إن الإنسان حين يستمر بعمل مميز يحتاج إلى جهد فكري كبير لا يستطيع الاستمرار في أحسن الأحوال أكثر من عشر سنوات بعدها تكون القرارات كلها فاشلة والتركيز مضطرب”  وهذا ما يحصل فعلا في المجتمعات الإسلامية والعربية تحديدا وفي كل القيادات دينية كانت أم غيرها.
فكرت في حادثة غريبة لو حصلت لأصبح الدين الإسلامي وأقصد المسلمين هم الديمقراطيون الاوائل ولكن هذه في الأحلام ولكن لا ضير أن نكتبها لنقنع انفسنا بأننا ديمقراطيون مع سبق الاصرار ، الفكرة تقول …  ماذا لو قدم استقالة السيد السيستاني للأسباب التالية  ، منها كبر العمر حيث تجاوز عمر الرشد وأصبح قاب قوسين أو أدنى من ( الزهايمر ) وهذا هو حال كل من تجاوز السبعين من العمر ثم هنالك شكوك عند البعض من شيعة العراق بأن السيد السيستاني عميلا لبريطانيا وبهذه الاستقالة سوف يرد على من أتهمه ظلما وجورا كما يقولون وهو ( السيد أسماعيل مصبح الوائلي ) ويثبت السيد السيستاني لنا أنه بعيد عن المخابرات البريطانية  وليس عميلا وما تلفيقات السيد الوائلي إلا حسد (عيشة) ، بعدها هناك من يتهم السيد السيستاني بانه يصرح ويتنبأ دائما بالنجاح والفشل يلاحق كل أقواله ومنها كيف بارك السيد السيستاني بقائمة التحالف الشيعي وتبين أن التحالف أبعد ما يكون أن نطلق عليه كلمة تحالف بل ربما يستحق أن نقول (التخالف الشيعي) فالتحالف لم يتحالف حتى مع نفسه ومشاكلهم كبيرة ولكنهم يحسنون التكتم عليها خوفا من الفضيحة الإعلامية وهذا هو حال كل ( أقلية في العالم ) فالشيعة كما نعلم هم أقلية في المجتمع الإسلامي مهما حاول أحدهم تكبير ( الرقعة وتضخيم الصوت ) فهم اقلية لكنهم أصحاب صوت عالي في العويل والصراخ وهذه جاءتهم بفعل التقادم الزمني العكسي وقضاء كل وقتهم باللطم في المواكب الحسينية ، كما يتهمون نجل السيد السيستاني بأنه يأخذ عمولة عن كل برميل نفط عراقي يخرج من العراق ولكن باستقالة السيد السيستاني سوف يقطع الطريق على أعداء المذهب ويؤكد أن فكرة العمولة لا صحة لها ، باستقالة السيد السيستاني يعيد الماء لوجهه بحجة أن أثر الاستقالة هو السبب في فوضى السياسيين ولا يريد الرجل أن يكون سببا في تمزيق العراق ووحدته وبهذه الحالة يجمع رصيد روحي جديد يتجاوز شيعة العراق بل ربما يكون زعيما روحيا لأهل السنة في وصف شخصية إسلامية تحتاج إلى ثناء واطراء ، باستقالته يكذب الفكرة التي تقول أن أموال الخمس ( عرق جبين المغفلين ) كلها تذهب لمصالح ومشاريع السيد السيستاني خارج العراق وتحديدا ( لإيران )، وبهذا الاستقالة يقطع الطريق على الحاقدين من المذهبين ، باستقالة السيد السيستاني يثبت للعالم أن الإسلام هو دين الديمقراطية وليس دين التمسك بعروة الكرسي والمنصب حتى الممات، باستقالة السيد السيستاني سيجعلنا نحن الكتاب في موقف ضعيف لا نعرف كيف نبرر ما كتبناه سابقا بحق السيد وربما نعود نادمين إلى عباءة السيد ونتوسل إليه الصفح والتسامح وهو أهلا لها.
لكني متأكد لو أصبح السيد السيستاني على فراش الموت كرئيسنا الفاقد للوعي مام جلال ( متوفي سريرا ) لا يقدم استقالة حتى لو خرج الإمام علي ( ع) من قبره في النجف الأشرف وطلب الاستقالة من السيد السيستاني لرفض هذا الطلب وقال للإمام علي أغرب عن وجهي أنا المرجع الأعلى وعليه ليطمئن الشعب العراقي فالسيد باقٍ حتى لو أصبح مصاب بالزهايمر 100% وحتى لو تم تحنيطه بعد الممات بطريقة الفراعنة فهناك من يدخل إلى السرداب ويختم لنا كل الفتاوى ( ومن عمري على عمر السيد بجاه حليب الزهرة )
[email protected]