17 نوفمبر، 2024 6:30 م
Search
Close this search box.

المشكلة في المعادلتين أم الجبهتين؟!

المشكلة في المعادلتين أم الجبهتين؟!

منذُ الصورة “البكچر” المخفية التي نشرها أحدهم إنتقاماً! وبعد حدث فندق بابل والهجمات المضادة لهُ، صِرنا جميعاً على علمٍ بشكل الجبهات السياسية -حالياً- أو ملامحها، وسمعنا عن التحالفات وتقبلنا التناقضات وتغاضينا عن الخِداع و الزيف الذي انكشف من خلالهن!

جبهتا؛ النواة، والفتح-القانون واقربائهما، لا تزالان تتنافسان على التشكيل الأكبر، فالإصرار على الاصطفاف الطائفي، والمقابلة بالرفض من النواة؛ منع الإعلان المبكر عن الأكبر؛ كما كان المؤمل، ناهيك عن الضغوطات الخارجية التي كانت أكبر من ارادة الكثير!، مضافٌ إليها لعب ومماطلة بعض القوى لكسب أكبر عددٍ من التنازلات!

مع كل المهاترات الظاهرة، و الأكاذيب المنكشفة، يدعو الأمر إلى شيء بسيط من الأمل في التغيير؛ إذ جَبَرَ محور النواة على قسم المشهد لجبهتين؛ بمعادلتين، جبهة تتبنى الأغلبية وتقاتل من أجلها، وهي بحاجة رئيسة لكورد يحققون الوطنية المتكاملة فيها، وجبهة تسعى للشراكة في سبيل ضمان المشاركة!

كتبتُ سابقاً عن دولة القانون ونداءها الكاذب بالأغلبية، وقلتُ أنها ترفعه شعاراً إنتخابياً في كل إنتخاباتٍ، لتنقضه وتهمله بعدها، فما أيدني إلا القليل على الرغم من الشواهد الأكبر الظاهرة في السابق لمرتين متتاليتين، وعادت اليوم تكرر الحالة ذاتها؛ فبعد أن جعلت من “الأغلبية السياسية” كل برنامجها الإنتخابي وشعارها السياسي، نسته بعد ١٢ آيار مجدداً، وما محاولاتها السابقة لتشكيل تحالف شيعي يجمع القوى الشيعية جميعها، تشاركه قوى سنية وكوردية تُشبهه، إلا دليل على ذلك؛ فهي دعوة علنية للسعي للشراكة الجماعية والتحاصص، وهو السبب ذاته الذي سبب خروج الفتح من حلفها مع الحكمة و سائرون، بعد أن قوبلوا بالرفض حول إصرارهم على انضمام القانون! هم أيضاً ينسون مايتبنونه قبيل الإنتخابات بعدها مباشرةً، فجميع تحريضاتهم وخطاباتهم العنجهية، تأكد زيفها بعد “البكچر” والتناقضات التي ظهرت أخيرا.

بين المعادلتين والجبهتين أين تكمن المشكلة؟!

بلا شكٍ فإن الجزء الأكبر من المشكلات هي المعادلات في حالة فشلها، و لا ريب في أن حكومة الشراكة التحاصصية بشكلها السابق و الحالي -منذ ٢٠٠٣ لغاية اللحظة- ما هي إلا معادلة أثبت فشلها بما لايقبل الجِدال.. لكن المعادلات ايضاً بحاجة إلى جبهات صادقة لقيادتها، فمصير المعادلة الناجحة التي تقودها جبهة فاشلة؛ هو الفشل، ومع وجود فرص أكبر للتغيير و التبديل من خلال المراجعات و التقييم في حكومة الأغلبية، إلا أن الأفضل أن تكون البداية مع الجبهة الأفضل، فالأوضاع لا تحتمل التغييرات و الوقت حرجٌ، وهي -اي الجبهة الافضل- تتوضح بسهولة من خلال البرامج و المواقف و الرؤى لقيادة الدولة وبنائها، وهنا لا نتحدث عن جبهة مُثلى، بل على الأقل عما هي أفضل ما موجود و ممكن.

‏هناكَ ⁧فرصة أخيرة⁩ لترك المعادلات الفاشلة، والاصطفافات الطائفية المدمرة، و استحداث معادلات جديدة، أو على الأقل تغيير تفاصيل القديمة المسببة لفشلها،‏ ومن لم يلحق الفرصة ويستثمرها يعني انه يُعلن عن نهايته ودماره، ناهيك عن مشاركته بتدمير ⁧البلاد⁩.

لنتذكر أننا حين نُعرف “اليوتوبيا” فإننا نتحدث عن عالم “خيالي” لأنه مثاليٌ يسوده الخير و لا وجود للشر فيه! وهكذا سننظر لأي شيء يُقال عنه “مثالي” على أنه ضربٌ من الخيال، ولهذا علينا أن نتعامل مع الواقع و الحقائق بأفضل ما يمكن التعامل معه، ولهذا علينا أن نعلم أن الحكومة القادمة بجميع حالتها لن تكون مثالية او ناجحة نجاحاً تاماً، لكنها يمكن أن تنجح نسبياً -بواحدة من الحالات- وتصبح مرحلة إنتقالية تمهد لمرحلة النجاح الأكبر في العقد الثالث للقرن الواحد و العشرين حيث ٢٠٢٢ الأمل..

أحدث المقالات