التطرق الى قضية سقوط النظام الايراني من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين، ولاسيما بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 وماتبتها وتتبعا من إحتجاجات شعبية متواصلة، صار من الامور التي يتکرر طرحها في التصريحات والمواقف الرسمية، ولاريب من إن هذه القضية الحساسة لم يکن هناك أي مجال للتطرق إليها من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين لو يکن هناك مايستوجب لذلك وبصورة فعلية وواقعية، خصوصا وإن أوضاع النظام وبعد مضي أربعة عقود لايبشر بخير إذ تعصف به المشاکل والازمات من کل جانب.
سقوط النظام الايراني، لئن قد يعتبره البعض شأن داخلي إيراني، ولکن هذا الرأي لايمکن أن يعتد ويٶخذ به، ذلك إن هذا النظام الذي بنى نهجه السياسي على قمع الشعب في الداخل والتدخل في بلدان العالمين العربي والاسلامي وتصدير التطرف والارهاب للعالم، صارت بلدان المنطقة والعالم يرون فيه شأنا يخصهم بدرجة وأخرى، وإننا إذا نظرنا للأوضاع في العراق وسوريا ولبنان واليمن العديد من البلدان الاخرى، نجد إن أمنها وإستقرارها صار يرتبط بهذا النظام.
الحديث عن إحتمالات سقوط النظام الايراني وبعد أن رأى قادة هذا النظام إحتمالا قائما وليس ببعيد وقوعه، فإنهم کعادتهم يسعون لرکوب موجتها ودس السم بالعسل من أجل التأثير على المسارات السياسية الدولية والاقليمية وجعلها مترددة في دعم وتإييد أي تحرك جدي يفضي في النهاية الى سقوط النظام، ولذلك فإن التحذير من سقوط النظام وإحتمالات التأثيرات السيئة التي سيترکها على المنطقة والعالم بزعم إن السقوط سيولد فراغا أمنيا کبيرا ويمکن أن يتکرر السيناريو السوري، وهذا الطرح يقوم قادة النظام بضخه إقليميا ودوليا عبر القنوات واللوبيات والاذرع العميلة التابعة لهم، حيث نجد إنعکاساته في العديد من وسائل الاعلام، والقصد الواضح من وراء ذلك هو التشکيك بقدرات المقاومة الايرانية وإمکانياتها في تنظيم وترتيب الامور والاوضاع بعد سقوط النظام، لکن الذي يثير السخرية هو إن المقاومة الايرانية لها برنامجها السياسي الواضح بهذا الصدد والذي يحدد کيفية العمل في مرحلة مابعد سقوط النظام وأخذ الاستعدادات والتحوطات اللازمة في مرحلة إنتقالية محددة لکي يتم بعدها إجراء إنتخابات نزيهة وشفافة تعبر عن إرادة الشعب الايراني وتحقق مايصبو ويهدف إليه.
تخوف النظام الايراني من إحتمالات السقوط، يشمل أيضا أذرعه العميلة له في بلدان المنطقة ولاسيما في العراق، إذ إنها وبعد سقوط هذا النظام تصبح ليس”يتيمة” فقط وانما منبوذة أيضا وقد تواجها غضبة الشارع الشعبي لدورها غير الوطني والمٶثر سلبا على البلاد، وفي کل الاحوال فإن إحتمال سقوط النظام في ضوء الکثير من العوامل والاوضاع والمعطيات السياسية الايرانية والاقليمية والدولية أمر وارد.