19 ديسمبر، 2024 9:17 ص

رؤيتان متناقضتان لمكانة الرسول (ص) عند الشيعة

رؤيتان متناقضتان لمكانة الرسول (ص) عند الشيعة

من السهولة على الإنسان عندما يعيش في محيط معين أن يعرف خفايا عقول هؤلاء البشر ، وبما إني لست من الشيعة تماما فأنا على دراية كاملة بما يفكرون لأني لا أتعامل مع نصوصهم كما يتعامل معها القريب منهم جدا لأنه معذور فتعامله يكون بطريقة التعامل الجمعي ( أعراف عائلية وتقاليد مجتمعية ) أما واحد مثلي فتعاملي معهم يكون بطريقة التعامل الفردي ، وهنا فرض علي أن أكون بعيدا عن الوصاية التي تلاحقهم بالقوة والفعل ، فأنا أستشفُ ملخص افكاري من خلال تعاملي مع إخواننا الشيعة في كل مكان من أرضنا الإسلامية ( تعاملت معهم في العراق ولبنان والبحرين وسوريا وباكستان ) ووجدت إنهم يتشابهون في الكليات والجزئيات ، وبما إني نصف شيعي فعليه أجيدُ فن كشف الأخطاء في نهج وفكر وتعامل الشيعة في كل حيثيات الفكر الإسلامي وهم لا يعلمون بهذه الأخطاء ولهم الحق لانهم متشبعون بالفكر والنهج ومن يستطيع منهم أن يخرج عن دائرة المألوف ( الشيعي ) يحاول كتم ما يصل إليه حتى يبتعد عن دائرة الضوء الرافض له في كل مجلس ومحفل ولقاء ومن يخالفهم صراحة يكون حاله كحال المفكر ( احمد القبانجي ) مطلوب من كل اصحاب اليمين الشيعي .
 
 لمكانة الرسول ( ص) في فكر ونهج باقي المذاهب الإسلامية الأربعة ( حنفي ، شافعي ، مالكي ، حنبلي ) موقع يأتي بعد الله من ناحية الكمال ، فالكمال الإنساني موجود في شخص الرسول فحسب والكمال الكلي والالهي موجود في الذات الإلهية وهذه من ثوابت المذاهب الأربعة ، أما مكانة الرسول في فقه المذهب الشيعي فهي في موقعين متناقضين ، الأول موقع يكاد يكون كموقع الرسول عند باقٍ المذاهب عندما يتعاملون مع الرسول وهم يذكرون أهل بيت الرسول ، ويتعاملون مع الرسول بطريقة مخجلة عندما يتعاملون مع رجل له أصدقاء وصحابة وزوجات ، ففي التعامل الأول يكاد أن يكون الرسول ليس قبله أحدا غير الله وليس بعده أحدا غير الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء والائمة المعصومين ، أما في المقام الثاني فالرسول مجرد رجل لا يعرف كيف يختار الأصدقاء ولا يفهم في اختيار النساء وليس حتى له مكانة عند الله عندما يضع له زوجة أو زوجات لا يفترض بهن أن تكون احداهن زوجة لرسول وخاتم الأنبياء وأصدقاء يخجل منهم الصديق قبل العدو لانهم أصدقاء وأقارب بهذا السوء ومنهم تحديدا الخليفة ابو بكر وعمر والسيدة عائشة .
 
هذا التناقض في التعامل يدفعنا إلى الشك في مكانة الرسول عند شيعة العالم ، فهم بالضبط
كما مع عرب محور بغداد ومفردة ( عرب المحور ) تعني القرى التي تحيط ببغداد والمحسوبة جغرافيا على بغداد ولكن المجتمع الذي يسكنها هو مجتمع ريفي ، هؤلاء لا يحسنون التعامل لا مع الريف ولا مع المدينة فهم متقلبون في تعاملهم ويبحثون عن الطريقة التي تلائم ما يخدمهم دون اسقاط ما في عقولهم بطريقة ثابتة راسخه فهم مع القوي ومع الموقف الخادم لما يريدون ، فهم متغيرون حسب الهوى والمصلحة ، لا تعرف لهم طريق فعندما يجدون أن اسلوب المدينة يخدم طموحاتهم أصبحوا متحضرين قولا أكثر من أبناء المدينة ذاتها ، وعندما يجدوا أن أسلوب وفلسفة ابناء المدينة أصابهم بالضرر تعالت صيحاتهم قائلين إننا أبناء ريف ولنا تقاليدنا التي تختلف عن أبناء المدينة ، وبالمناسبة حتى لا يتهمني من يريد أن يتمنطق فأقول أن أغلب القرى التي تحيط ببغداد ومن كل الجهات تقريبا هي قرى سكانها من أهل السنة .
     
الشيعة يتعاملون مع الرسول الأكرم وفقا بهذه النظرية فهم مع الرسول بكل قوة عندما نذكر ويذكرون مقام الإمام علي والسيدة الزهراء والائمة المعصومين ،،،  وهم ضد الرسول بطريقة غير معلنة عندما يتم التعامل مع الرسول من جانب أصدقاء وصحابة وزوجات الرسول فهم ينتقدون علنا وسرا  صحابة الرسول وأصدقاء الرسول وزوجات الرسول ، ترى أين مقام وقيمة ومكانة الرسول من وجهة نظر المنتقدين ، بالتأكيد سنسمع ردود لا ترقى لمستوى الرد المنطقي الذي يدحض ما نقول فتارة يتهموني بالبعثي وهم أكثر من خدم وساعد البعث في جعله حزب شمولي لا يحترم إنسانية الإنسان وهم المؤسسون للحزب وظهر حزب البعث في الجنوب العراقي أي ( من الجنوب الشيعي ) ، وتارة يتهموني باني حاقد على أهل البيت علما أن الذين كانوا حاقدين على أهل البيت هم أتباع الإمام علي ( الخوارج ) وضباع إيران الذين وضعوا قيمة الإمام محط سخرية حين يرى زوجته تضرب وتفقد جنينها وهو ساكت ( حاشى الإمام من هذه الأسطورة الصفوية ) وتارة يتهموني باني سفياني وهنا أود أن اذكر إن سفيان ومن معه هم أبناء عم الرسول وهم الأقرب من الفواز ومن الخميني ومن خامنئي ومن السيستاني والصدر للرسول وللإمام ومشكلتهم هي مشكلة سلطة وكرسي لا غير ،  أما العلاقة بين الخليفة الثاني والإمام كانت من اكثر العلاقات قوة ناهيكم عن المصاهرة ولكن بجهود اليهود ومن معهم أصبح الخلاف بين الخليفة والإمام ( عنيف بعد وفاتهم بعقود ) وأصبح شيعة العالم وبالذات ( الامامية )  يشاهدون الرسول برؤية متناقضة ، فتارة يعتبرون أنه الكل بالكل وتارة يعتقدون أنه بلا امكانيات ولا يعرف أن يختار الاصدقاء والصحابة والنساء .
 
وهنا على عقلاء الشيعة أن يرسو على بر ، البر الأول إما الرسول الأكرم هو الكل بالكل عند المسلمين وبعد صاحب الجلالة أو الرسول لا يعرف أن يختار ولا يفهم في الاختيار لكي نعرف أين نستقر معكم ونتعامل معكم وفقا بهذه الرؤية الثابتة لا الروية المتناقضة وكأنكم عرب المحور .
 
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات