3 نوفمبر، 2024 3:06 م
Search
Close this search box.

وحدة العراق بين الحرمين

وحدة العراق بين الحرمين

لم يقصد من إستهدف مابين حرمي الامام الحسين واخيه العباس عليهم السلام ايقاع اكبر عدد من الضحايا من شهداء وجرحى , وليس القصد فقط استنزاف الدم العراقي حين استهداف المناطق المكتضة بالسكان والفقيرة ومساطر العمال , ولم  يشعر الارهاب ان العوائل البسيطة لها القدرة على النيل منه واسترجاع حقوق ضحاياها , المكان  يملك الاهمية رغم ان التفجير كان في يوم اعتيادي لم يشهد العدد الكثير من الزائرين والأستنفار الأمني في تلك الأيام , كيف وصل الانتحاري ولماذا هذا التوقيت في فترات عصيبة من تاريخ العراق , والقوى الأقليمية تضع يدها على زناد السلاح وتنتظر طيش متهور كي تطلق رصاصات الرحمة على العملية السياسية  والوئام الوطني , التفجير لم يستهدف المكان وإنما ما يمثله الامام الحسين من قدر وتقديس لدى المسلمين والاديان عامة والعراقيين خاصة , ولا شكوك في تضحيته في سبيل الانسانية والاصلاحات  , الاّ المتشرذمين اعداء الانسانية وعبيد الكرسي والمجون ,   الحسين اليوم يستهدف مثلما استهدف في نهضته للاصلاحات وبناء المجتمع واعادة الحقوق  حتى تم محاصرته سياسياّ واقتصادياّ وقطع عنه حتى الماء ليطلب من الرضوخ والخضوع ولكنه شامخاّ رافعاّ لرايتة التي مزقت ولم تنكس و بقي قمة فوق كل القمم , سجل الارث لعطاء لا ينضب وفكرة  يرفض التطرف والتكفير والأقصاء , عمل اريد به دفع الحيادية والترقب والخوف لدى الاطراف المعتدلة  والمجتمع  نحو الخندق  والتمترس طائفياّ وعرقياّ , ودفع للثأر بردود فعل عاطفية  ليصب ذلك في مشروع اسقاط الدولة والنظام السياسي , الحسين إمام الكل ويراد من هذا الفعل ان يقال إنه للشيعة و والامام ابو حنيفة للسنة  وهذا غير موجود في المجتمع العراقي  المتبادل المشاركة في الشعائر , لن يهز هذا الفعل الحسينين بأراقة تلك الدماء الطاهرة وسوف يرفع من شأنهم  في منهج جاء للدفاع عن الأخر والانسان والقيم وكذلك لن يقبل بقية العراقيون بهذا الفعل المخزي , ولن يصل هؤولاء المارقين الى غاياتهم من إذلال وركوع للأبرياء , فمدرسة الأباء من يتعلم فيها  لا يركع الاّ لله , ولن تمرر عليهم تلك المؤامرة للتفتيت والصراع الطائفي والفكري  , وسوف سيتمر فكر الشذوذ والانحاط والرذيلة بهذه الوسائل  ولكن جرائمهم تطاردهم ويبقى صوت الأمام الحسين يرن ويهز مضاجع الطغاة ( هيهات منا الذلة ) ولن يكون للقاعدة والبعث والتكفير والانتهازية مكان في عقول وقلوب العراقيين , وستكون دماء الاطفال شعلة لدروب الاحرار لترسم الخلود للعطاء  مثلما كتب الخلود لرضيع لم يتجاوز ستة أشهر , استهداف ما بين الحرمين لن ينال من رأس الأمام الحسين وكفي  اخيه العباس بقدر ما هو استهداف للوحدة الوطنية  بمخالب شيطانية للفتنة  مثلما فعلتها مع الامامين العسكريين بهدف شق الوحدة الوطنية , وحينما نعرف الاهداف المشبوهة هنا  لا مجال للتراجع عن الحزم مع من يريد اشعال نار الفتنة والتعامل بعقلانية وحكمة بعيدة عن العاطفية  لردود الفعل المتشنجة  ودون التجرد عن الوطن بالدخول بصراعات تأكل الأخضر واليابس وتغرق الجميع , والرد على تلك الافعال بالعودة للوحدة الوطنية والخطاب الموحد وترسيخ المشتركات والثوابت الوطنية , والسؤال الأهم اذا كان هذا المكان يملك هذه الأهمية في مصير العراق كيف تم اختراقه ؟!…

أحدث المقالات