يعرف الجميع أن السيد حيدر العبادي لم يكن موفقا في اختياره لمستشاريه مما انعكس سلبا على صورته في الشارع العراقي حتى وصمه الناس بالغباء تارة وبالبلادة تارة أخرى ورغم جهود الرجل إلا أنه لم يفلح في تغيير هذه الصورة ولكن هل عرف العبادي من أين تؤكل الكتف.. في الاجتماع الذي كان يراد منه تشكيل نواة الكتلة الأكبر في فندق بابل ظهر العبادي برفقة وزير النفط العراقي الخبير جبار اللعيبي للتفاوض مع زعماء من العيار الثقيل مثل مقتدى الصدر وعمار الحكيم فما هوالسر في اختيار اللعيبي لمرافقة العبادي خصوصا أن جبار اللعيبي رجل إدارة وطاقة ولم يكن في يوما ما قطبا سياسيا ولا تابعا لحزب ما.. ان التمعن فهذه الخطوة تعطينا انطباع مفاده أن جيد العبادي بدأ يعي ضحالة تأييد الشارع له ومن ثم الكتل السياسية وكان لابد له من اختيار هيئة تفاوضية تتمتع بأمرين
أولا – أن يكون أعضاء الهيئة ممن يتمتعون بعلاقات طيبة ومتوازنة مع اغلب الكتل والزعماء السياسيين
ثانيا – أن يكون هؤلاء الأعضاء ممن يتمتعون بثقل وثقة الشارع العراقي من غير المغضوب عليهم
وبالعودة لوفد العبادي التفاوضي فإن جبار اللعيبي كان في أول خطوة لاقتحام عالم السياسة كان مرشحا من التيار الصدري ومن السيد مقتدى الصدر شخصيا لسمعة طيبة سبقته وثقة عالية بعمل الرجل ثم حاولت الحكمة كسب الشارع بترشيحه لمنصب وزير النفط وبالتأكيد ما كان كل هذا ليتم لولا ثقة القادة السياسيين به وبانجازاته خصوصا أن وزارة النفط شهدت سيطرة القادة السياسيين وأسماء بارزة نجح اللعيبي في تخطيهم جميعا واما عن ثقة الشارع باللعيبي فيكفي أن نعرف أنه حصل على المركز الأول في انتخابات مجلس النواب العراقي الأخيرة مما يدل على ثقة الناخب العراقي به ورغبته في التجديد لوزير النفط لولاية ثانية آخذين السببين جعلت من اللعيبي خيار العبادي الأفضل لاختياره مفاوضا يحظى بثقة الجميع وهو ما يقرب المسافات بين الكتل ويسهل من عملية قبول طلبات العبادي للإسراع في تشكيل الحكومة القادمة والسلام