في سلسلة ، مقالات لماء الذهب ، مقالات النخبة ، مقالات طريفة:
أنا اكتب ، إذن انا كلكامش( مقولة الشاهر) ()
من فضل ربي مااقول واكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد ( مقولة الشاهر)
ان الكلام الذي لاتحتمله العقول ، سيظل منسيا في طياتي !( مقولة الشاهر)
يبدو ان قضية القس الأمريكي ، أخرجت الأسد الأمريكي من عرينه السابق ، كما أخرجت النمر التركي من مخبئه السابق ، وان شعار المجد السالف واللاحق للدولتين العضوين في ( حلف الناتو المقدر ب27 دولة) ، صار هو الحد الفاصل في التعامل حاضرا ، اردوغان يسير باتجاه عودة إمبراطورية الأجداد بوجه معاصر ، وهو مطلب مشروع في ابتغاء القوة المنشودة ، اما ترمب فهو في قمة نشاطه وشبابه السياسي ومراهقته المحورية ، لكنه صار يواجه أكثر من مشكلة في آن واحد ، ثم ذهب الى عسكرة الاقتصاد وزجه في الحروب ، لأنه يرى ان في الصاروخ الاقتصادي مالم يحققه الصاروخ العسكري من تحقيق الأهداف والطموحات المنشودة لديه ،اتبع ترمب هذا الأسلوب كي يوقع بخصومه هنا وهناك 0 العالم الآن يحترق مثل لفافة السكائر ، تتسرب النار بين أحشائه او أحشائها ، فقس من هنا ، وغزو من هناك ، وملف نووي من هنا ، وملف متنازع عليه من هناك ، ومهاترة من هنا ، ومهاترة من هناك ، كل ذلك يدفع الى الغليان ولن تجد في العالم(طاوة) أكثر غليانا من طاوة العرب ، وطاوة الشرق الأوسط ، فقد (عششت) فيه شر البلايا ، وتقوقعت فيه شر الخفايا، والعرب هم اكثر من دفع ثمن الحروب في العصر الحديث ؛ لأنهم لم يتقنوا فن الماهر المتربص بهم في غابة السياسة والتغالب الماكر ، هم يمكرون ولكن بينهم ، وقلما يخرج مكرهم ليدفع عنهم وعن شعوبهم شرور الغير المتربص!، فهل ياترى يراد من قضية القس حربا أخرى ، تكون هذه المرة بين تركيا وبين حليفها الغريم؟!
ظلت تركيا فترة طويلة من حياتها ، خافية عباءتها الإسلامية ، وتسير في ركاب دول أوربا المتمدنة ، لكنها اكتشفت وفجأة أنها وحيدة وغريبة في عالم تجمعه حقارة المصالح ، والأحلاف السياسة التي لايؤتمن بها ، فوجدت ان الرجوع إلى عصر (مدحت باشا وداود باشا ) ، هو المخرج الأفضل للخروج من عباءة أب تبين انه لاينفق على عياله في الحلف بشكل عادل0
ان حصان طروادة الشرق الأوسط له أكثر من راكب ، والبعض أراد ان يجعل له أجنحة ، كي يطير في أي اتجاه ، فكما كان هنالك ثور مجنح ، نجد أننا أمام حصان مجنح ، لكنك في النهاية ستجد ان هذا الحصان لن يطير ، الا كما تطير الدجاجة ، ثم تهوي ، فليس باستطاعة جناح واحد أن يرفع ( كل بلايانا ودولة آخرينا)!