إيران .. “العراق” يفكر في مصالحه الوطنية !

إيران .. “العراق” يفكر في مصالحه الوطنية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

على عكس رغبته الداخلية؛ أعلن الأسبوع الماضي، “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي، أنه سوف يلتزم بـ”العقوبات الأميركية” على “إيران”. وقد دفعت تصريحات “العبادي” الكثيرين في “إيران” و”العراق” إلى إتخاذ مواقف وردود أفعال سلبية، لكن “العبادي” أكد على أن “العراق” سوف يلتزم فقط بعدم التبادل التجاري مع “إيران” بالدولار.

العراق مجبرًا..

صحيح أن تصريحات “العبادي” المعلنة تختلف عن رغبته الداخلية، كما تقول “بهاره سلطان پور”، عضو الهيئة التحريرية بموقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، لكنه اُجبر على هذه الخطوة حرصًا على مصلحة “العراق”.. لقد أصدرت “الولايات المتحدة” أمرًا للعراق الاختيار بين “إيران” و”أميركا”..

وفي آخر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، كتب، “محمود صادقي”، النائب بالبرلمان العراقي: “يتعين على الحكومة العراقية، بموجب المادة 6 من القرار رقم 598، دفع نحو 1100 مليار دولار، على سبيل التعويض عن الخسائر الإيرانية جراء الحرب العراقية عليها، لأن إيران كانت تتحرج قبلاً من طرح هذا الموضوع بسبب ضائقة الشعب العراقي المالية، الآن وبدلاً من التعويض يتماهى رئيس الوزراء العراقي مع العقوبات الجائرة ضد الشعب الإيراني” !!

العراق.. لا يخاف..

من جهته؛ أبدى “هاشم الموسوي”، المتحدث باسم “حركة النجباء”، رد فعل شديد اللهجة وقال مخاطبًا رئيس الوزراء العراقي: “متى كنا نحن الشعب العراقي جزءً من مشروع معاقبة الأمم ؟.. متى كان أبناء العراق شركاء محور الإرهاب الأميركي ؟.. ذاك المحور الذي يسعى للتدخل وتقسيم الدول، وظلم الشعوب ونهب ثرواتهم. إن الشعب العراقي المعطاء ليس فقط بالمال، ولكن بالروح يفتدي فلسطين وسوريا. ونحن لن نسمح الآن، أو في أي وقت آخر، بتحويل العراق إلى ولاية ضمن الولايات الأميركية وفرض إرادتهم علينا. إننا نبذل الدم مقابل تدعيم سيادة العراق، ولن نسمح لأحد أن يلعب باستقلالنا”.

وأكد: “لا يجب للحكومة العراقية أن تخاف من قرار أميركا الفردي بشأن معاقبة إيران”. وأضاف: “هذا ليس قرار مجلس الأمن حتى نستسلم له. إن ثلثي العالم بدءً من روسيا والصين وحتى الهند وباكستان وسائر الدول تساند إيران”.

وينقل المركز الإعلامي للحركة؛ عن عضو بارز قوله: “إيران تتعرض اليوم للهجوم بسبب الدعم الحقيقي لفلسطين والعراق وسوريا وكل الدول الإسلامية. هل أرسلت إيران السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة إلى العراق؟!”.

لقد استورد “العراق”، في العام 2017، الطماطم والبطاطين والسيارات من “إيران”، لكن، وبحسب مسؤول عراقي، فقد توقفت واردات السيارات الإيرانية بسبب “العقوبات الأميركية”. في المقابل طلبت الحكومة العراقية إلى “الولايات المتحدة” توريد بعض قطع غيار السيارات.

لقد عاقبت “الولايات المتحدة”، العراق، عام 1955، بعد الحرب على الكويت. وتمثلت “العقوبات الأميركية” في مبادلة النفط العراقي مقابل الغذاء والدواء. ولعل أهم دوافع رئيس الوزراء العراقي إلى إتباع “العقوبات الأميركية” على “إيران” هو الخوف من تجديد “العقوبات الأميركية” على “العراق”، وسوف تكون العقوبات هذه المرة أشد وأسوأ بالنظر إلى توجهات الرئيس الأميركي.

حرصًا على المصلحة الوطنية..

من العوامل الأخرى؛ يمكن الإشارة إلى مسألة (داعش). فالعراق دولة تخوض حربًا ذات اختلافات سياسية وقومية كبيرة، إضف إلى ذلك (داعش).

“العراق” يبحث حاليًا عن التهدئة والاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي. لذا يركز “العراق” على التفكير في المصالح الوطنية، وهو لا يفرق في تلبية هذه المصالح بين “إيران وأميركا وتركيا” و…. ولعل أميركا أفضل حاليًا بالنسبة للعراق نظرًا للضغوط الدولية على “إيران”.

كذلك من أسباب تماهي “العراق” مع “العقوبات الأميركية” على “إيران”، قطع صادرات الكهرباء الإيرانية إلى العراق. وقد شهدت الكثير من المدن العراقية مؤخرًا اندلاع الاحتجاجات والتظاهرات التي يعتقد البعض أن من أسبابها إنعدام الكهرباء.

وفي معرض تعليقه على الموقف العراقي؛ يقول “حسين كاظمي قمي”، أول سفير لإيران في العراق بعد سقوط “صدام حسين”، في حوار إلى موقع (الدبلوماسية الإيرانية): “واجه العراق خلال العقود الأخيرة مشكلة في البنى التحتية. وإيران من أوائل الدول التي ساعد العراق في توفير الطاقة الكهربائية. وحاليًا ثمة 5 محطات للكهرباء تعمل بالعراق. وتقوم إيران بتوفير الجزء الأكبر من وقود هذه المحطات العراقية. لكن مؤخرًا تشكل تيار معارض لإيران داخل الهيكل السياسي العراقي. ذاك التيار ركب موجة التظاهرات الشعبية العراقية وسعى إلى اتهام إيران إلى تقسيم السلطة بالعراق.. وفي الوقت نفسه لم يكن الدعم الأميركي والعربي عديم التأثير، وسعوا بدعم هذا التيار إلى تشويه سمعة إيران بين العراقيين. لكن الشعب العراقي يعلم جيدًا حجم الجهود والمساعي التي بذلتها الجمهورية الإيرانية طوال سنوات في سبيل تطوير العراق”.

متابعًا: “وإذا نظرنا في موقف السيد، “العبادي”، فإنه لم يصدر عن عداء أو خصومة. وقد أعلن بشكل صريح معارضته أي عقوبات ضد “إيران”، لكنه مضطر إلى قبول بعض الأشياء حرصًا على مصلحة بلاده.. والواقع أنها ليست المرة الأولى التي تمارس فيها أميركا مثل هذه الضغوط ضد الدول، لكن لا أظن أن هذه الضغوط قد تمنع من التعاون بين بلدين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة