17 نوفمبر، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

تنـازع شــيعي سياسي مآلـه ضياع حقوق شــيعة العــراق

تنـازع شــيعي سياسي مآلـه ضياع حقوق شــيعة العــراق

لم يعد خافيا على الجميع انقسام الأحزاب الشيعية الى محورين طمعا في الوصول الى موقع رئيس الحكومة وبدوافع منها الحقد والكراهية على بعضهم البعض وبدوافع وتأيد أعداء الشيعة أيضا لسلب السلطة منهم وتحويلهم الى أقلية سياسية لا تتحكم في القرار السياسي والتنفيذي، يتم هذا الإنشطار والتشرذم تحت ذرائع عدة لا تختلف في المضمون وإن أختلفت في التسميات كالفضاء الوطني والأغلبية السياسية والوحدة الوطنية والكتلة العابرة للطائفية وغيرها.
في الوقت الذي تتوحد فيه الأحزاب الكردية الكبيرة والأحزاب السنية الى أقصى مدى وتستنجد بعضها ببعض وتضع شروطا كثيرة في المفاوضات لجلب أكبر المكاسب والمناصب الى مكوناتها نرى الأحزاب الشيعية على العكس منها تماما تزداد تشظيا وفرقة وكل فريق منهم يقدم التنازلات للكرد والسنة واستمالتهم والأستقواء بهم على الفريق الشيعي الآخر. واقع سياسي مرير صنعه مجموعة سياسية لا تملك نظرة ستراتيجية ولا مشروعا سياسا ولا حلولا ناجعة لمشكلات البلاد ورفع الحيف والأخطار عنهم تتحكم فيها الأهواء والنزوات والمصالح الشخصية اضافة الى القوى الخارجية التي لا تريد خيرا لشيعة العراق.
أقصى ما تفقت عنه عقول هذه المجموعة الشيعية المتسلطة على رقاب شيعة العرق أن يتحالفوا مع سنة الخنجر والذين معه من الأرهابين وفريق آخر تحالف مع سنة المطلق الذين لايقلون خطورة وحقدا على شيعة العراق ، فصاروا غرضين للبيع والشراء يسومونهما الكرد تارة والسنة تارة أخرى بثمن بخس. الغريب في هذا الأمر إن الشيعة يتحالفون مع القتلة والإرهابين ويجلسون معهم ويتنازلون لهم ويتصالحون معهم ولا يجلسون مع أشقائهم ويتشاورون أويتنازلون بعضهم لبعض ولا يتصالحون ولا يتسامحون فيما بينهم ، أطلق المالكي سراح أغلب الإرهابين في عفو خاص لكنه لم يطلق سراح المعتقلين من التيار الصدري وكان بإمكانه فعل ذلك ولو فعلها لبقي السيد مقتدى الصدر حليفا لحزب الدعوة في العملية السياسية ولم يتحول الى خصم دائم لحزب الدعوة ولا يزال كل من المالكي والصدر يشكلان عقدة في التكوين الشيعي ولا يطيق أحدهما الآخر في حين كلاهما يقبلا بالسنة الأرهابين والكرد الإنفصالين كحلفاء. تنازل المالكي للبارزاني في أربيل ووقع على الورقة المشؤومة من أجل الولاية الثانية دون الرجوع الى مكونات التحالف الوطني وتنصل من أتفاقه ففجر أزمة بين الكرد والحكومة المركزية ، كما أثارت هذه التنازلات حفيظة السنة لعدم حصولهم على إمتيازات فتأججت أزمة المحافظات السنية كما تشمل اتفاقات السيد عمار الحكيم والسيد عادل عبد المهدي مع البارزاني وأزمة عقود النفط مع البارزاني وهكذا الأمثلة كثيرة.
تعلم أمريكا جيدا أن حيدر العبادي لا يمكنه البقاء في السلطة لولاية ثانية فتعمدت حرق ورقته وأقنعته بأن يصرح قبل حكومات دول العالم كلها أنه يلتزم بقرار الحصار على أيران وبهذا أضاع ما بقي من ماء وجهه في الوسط الشيعي وكان غرض أمريكا من هذا التصريح هو إلزام رئيس الوزراء الشيعي القادم بعد العبادي بما التزم به حيدر العبادي.
وفقا لهذه المعطيات السياسية الحالية التي جعلت الشيعة فريقين ساعيين الى السلطة كل على انفراد وبتحالف مع الكرد والسنة صار واضحا جدا لا يمكن لشيعة العراق الإحتفاظ بالسلطة كقوة سياسية تشكل غالبية سكانية في العراق وسوف يفقدونها كلها لأنه أذا ما تحالف فريق منهما مع السنة والكرد فلابد من منع وحرمان الفريق الشيعي الآخر من المناصب والمواقع الحكومية ومنحها للسنة والكرد سيما وأن هؤلاء السنة يستغلون أية فرصة للإنقضاض والإستحواذ على السلطة وبمساعدة الأمريكان والسعودية وقطر وتحجيم دور الشيعة في العراق ، وهذه طريقتهم المثلى لتفريق الصف الشيعي من خلال الدخول معهما في تحالفات شكلية وليست جدية وتضعيف كل فريق منهما والأستفراد به لكي يسهل عليهم ضرب الشيعة جميعا والعودة الى الحكم واذا ما عاد السنة للسلطة يعود معهم الظلم والقهر والمقابر الجماعية وتحت أنظار دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان المزيفة كما يحصل اليوم في اليمن والبحرين والأحساء والقطيف.
إذن صار لزاما على جميع الأحزاب الشيعية أن يجنبوا شيعة العراق هذه الخسارة الفادحة وأن يعودوا لرشدهم ويتناسوا كل الأحقاد والضغائن فيما بينهم حفاظا على مصالح شيعة العراق بل على مصلحة شيعة المنطقة كلها وعليهم أن يفكروا بعقلية ستراتيجية بعيدا عن المصالح الحزبية والشخصية ويضعوا نصب أعينهم أن مصير شيعة العراق السياسي ووجودهم يتعلق بإداء هذه الأحزاب وأن يتصالحوا مهما كانت الخلافات كبيرة ، ولا زلنا نعتقد أن الحل يكمن في الجلوس معا وأن يتنازل أحدهم للآخر بدلا من أن يتنازلوا للسنة والكرد وإعادة تشكيل التحالف الوطني وبنسخة جديدة متطورة وبنظام داخلي صارم يخضع له جميع أحزاب الشيعة فلابد من زمام وقيد ثقيل ليكون دواء لداء تسلط قائد أو زعيم على شعب كامل.
شيعة العراق ينتظرهم مصير أسود أذا ما استمر هؤلاء السياسين الشيعة بهذا المستوى الرديء من الأداء لأنهم عادوا الى سذاجتهم المعهودة وصدقوا بالسنة الأرهابين ، وماانفكوا يتنازعون أمرهم بينهم حتى يفشلوا ويذهب سيعهم هباء حينها سيخسرون السلطة بعد ما أفسدتهم وسيطردون منها طردا شنيعا بعد أن فرطوا بحقوق أبناء شيعة العراق وتنازلوا لأعدائهم علنا جهارا نهارا دون حياء أو وجل أو خشية من عقاب.

أحدث المقالات