ماذا نقول إذا أولادنا وأحفادنا يسألونا ما هي الإنجازات في بلادنا؟ ينزف دماً, والملايين على الخوف والجوع تنام, والملايين التي سرقت تتهاوى علينا سيل من الرصاص, و إنفجارات تتناثر حولها الأشلاء, واختلط أجزاء الجثامين.
نشاهد المجازر, ونعلق المشاكل, ورضينا بالتنكيل, خائفون من وردُ خبيث انتشرت أغصانه في الليل, ويبست في النهار, وبقى منه الهشيم, أشواكها توغز الأطفال واليتيم
تكدست أوهامنا, ونحصي كوابيسنا, ونشعر أن هواء الليل ثقيل, وجوههم كالحة صفق لها إبليس مندهشا, وقال مالي دور بينكم أنتم كافون.
إشتكى الشهيد منكم تحيط حول مرقده عفونة, وبأفعالكم توقظونه, جعلتم الأحياء تطلب من الأموات معونة, البلاد فيها من يعاديها, وبكل قبح يؤذيها, كأنكم تريدون تلاشيها.
شعب عزف على أوتار الجوع ألحان الحماس, بعدما أحس الصمت جعل من الساسة يشعرون أنهم أصحاب قداسة.
يطلبون أن لا يهتز جسم عندما يبعد رأسه, ولا يهوى مبنى حين يبعد عنه أساسه, كفاكم عبثا بمقدراتنا أيها الساسة من أنتم لولا الشهداء؟
حفنة أسماء جوفاء, أحملوا أسماءكم و إنصرفوا, لم نحصد منكم سوى قطع الأرزاق, تطلقون على الجياع قناني الغاز, بخطاباتكم تبجلون الشعب بكل اعتزاز, وتتحدثون عن أي إنجاز.
سوء الخدمات وخصخصة وجفاف, بلد الخيرات.. سياحي وصناعي وزراعي, دول الجوار بديونها تداعي, صبر عليكم الشعب المثقف الواعي, لم يخاف منكم ولكن لقياداته فيها دواعي, بإشارات المرجعية يقتدي, ولإخراجكم ساعي.
كيف أصف بلادي لأولادي وأحفادي؟ أقول لهم نهبت خيراته وثرواته حين تسلطت عليه حيتان الفساد و الأفاعي.