خاص: حاورته- سماح عادل
“عدنان الجزائري” شاعر عراقي، من مواليد بابل 1942، العراق، حاصل على بكالوريوس آداب، الجامعة المستنصرية، قسم اللغة العربية 1976، وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، وعضو جمعية الرواد الثقافية المستقلة ب”بابل”، وعضو المجلس العراقي للسلم والتضامن. صدرت له ثلاثة مجاميع شعرية (1- أشواق في الغربة،2- تراتيل على جسد الوطن،3- ضجيج الصمت).
إلى الحوار:
(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟
• بدأت كتابة الشعر العمودي في مطلع الستينات من القرن الماضي، وكانت كتابات تتصف ببساطة الأفكار رغم أني تعلمت أوزان الخليل قبل هذا التاريخ، ولكن حبي للكتابة دعاني للاستعانة بمدرس اللغة العربية على مدى مراحل المتوسطة، ومن خلال دروس الإنشاء والمشاركة في إعداد النشرات المدرسية، حيث أصدرت مدرستنا نشرة بعنوان (الغد) عام 1961، وكنت من المتميزين في إعدادها.
(كتابات) بدأت بالشعر العمودي ثم كتبت شعر التفعيلة ثم اتجهت لقصيدة النثر.. لما وهل لهذا علاقة بالقراء؟
• نعم بدأت بالشعر العمودي، ولكن الشعر كائن حي يتطور بتطور الزمن والظروف الثقافية والاجتماعية والسياسية، فقد درسنا ضمن النهج السياب، وبلند الحيدري، ونازك الملائكة، ممن أرسوا قواعد شعر التفعيلة أو الشعر الحر، لذلك كانت محاولات تتسم بالتقليد حتى تبلورت بسبب حاجة المجتمع لشعر يلبي حاجات الجماهير، ويفرضه الوضع السياسي آنذاك.
(كتابات) مجموعتك الشعرية (أشواق في الغربة) بها احتفاء بالمرأة والحب.. حدثنا عن ذلك؟
• (أشواق في الغربة) باكورة أعمالي منذ أن تبلورت لغة الشعر واستوت عندي القافية والوزن بإحكام.. وحينما ذهبت للعمل في ليبيا كنت أحمل أشواقي وهواجسي منذ كنت بالجامعة المستنصرية، حين كانت لي علاقة حب باءت بالفشل لأسباب عديدة، فبقيت المرأة تشكل الهاجس الذي لا يفارقني، فبتً أبث ما يختفي بالقلب وأنا على بُعد عن المحبوبة، لذلك كتبت معظم الأشعار عنها بشكل وآخر بالتصريح وبالتلميح.
(كتابات) هل في رأيك للشعر دور ما ورسالة؟
• للشعر رسالة سامية وعلى الشاعر أن يحمل مأساة وطنه وشعبه، ويتحدث عنها بصدق وأمانة، ويدافع عن قضاياه المصيرية.
(كتابات) احكي لنا عن تطور شعرك وما تتميز به قصائدك؟
• لقد طرأ تغيير واضح على أشعاري فمن التقليدية إلى الخوض بالأسلوب الجديد، من حيث الرمزية واعتماد الأسلوب الإيحائي للتعبير عن مشاعري وأحاسيسي. وأهم ما يميز قصائدي صدق التجربة الشعورية، واعتماد الأسلوب المباشر وخاصة الأساليب الإنشائية كالأمر والنداء، وكذلك الاهتمام بالمطلع واعتماد الجناس التام في التصريع والتسلسل المنطقي للقصيدة.
(كتابات) ما تقييمك لحال الشعر في العراق في الوقت الحالي.. وهل تراجع أمام السرد؟
• منذ التغيير الذي حصل في العراق وإطلاق الحريات استطاع الشاعر العراقي التخلص من كل القيود التي كانت تكبل أفكاره في كتابة القصيدة، والعراقيون عموما يحبذون الشعر ويفضلونه على النص السردي، إلا أن الساحة الأدبية امتلأت بأسماء ليس لها جذور فنية أو أدبية وأنا أطلق عليهم ب(شعراء الصدفة) فبدأوا يكتبون القصيدة المثقلة بالصور، والترهل الذي أصاب معظم النصوص خلال هذه الفترة بسبب فقدان الرقيب الفني واللغوي.
(كتابات) هل واجهتك صعوبات كشاعر سواء في الكتابة أو النشر؟
• كلا لم أواجه أية صعوبة في كتابة القصيدة فأنا أكتب القصيدة بكل سهولة والحمد لله، كوني امتلك القدرة علي كتابة النص الشعري بكل صنوفه. وأبواب النشر مفتوحة أمامي على مصراعيها.
(كتابات) من هم شعرائك المفضلون وهل تأثرت بأحد منهم؟
• من البديهي أن يتأثر كل شاعر بما سبقه من الشعراء، لكني وبصراحة قرأت كل ما كتبه نزار قباني، تلك القصائد التي تتحدث عن المرأة وعن الأنوثة والانتصار لها، وكذلك تأثرت بالأدب العالمي مثل (بولايلوار وناظم حكمت وأدونيس وغيرهم )
(كتابات) هل مهرجانات الشعر والفاعليات الثقافية كافية في رأيك أم لابد من زيادة الاهتمام بالشعر في العراق؟
• العراق بلد الشعر والشعراء والمهرجانات كثيرة، منها المربد والمتنبي ومصطفى جمال الدين، والجواهري وصفي الدين الحلي ومهرجان بابل الدولي، فضلا عن شارع الثقافة في بغداد (المتنبي) والذي يمتلئ بالأصابيح والأماسي والمجالس والمقاهي الأدبية تلك التي تعد متنفسا للشعر والشعراء.
(كتابات) ما هي أحلامك وطموحاتك كشاعر.. وما هو جديدك؟
• أتمنى أن تساهم الدولة في دعم الثقافة والمثقفين وتفتح أبوابها لاستقبال نتاجات الشعراء، ومساعدتهم في نشر دواوينهم ومساعدتهم بالنشر المادي والمعنوي.
أما الجديد عندي فهو كتابة الشعر الإيحائي، من خلال عرض صورة معينه والتعبير عنها ومحاكاتها شعرا أو نثرا. وقد نشرت قصائد كثيرة جسمت مأساة الشعب العراقي من خلال التفجيرات فكنت سباقا في كتابة قصيدة المناسبة فورا مع الحدث.