الأنثى التي استطاعت أن تقودَ ( كزار حنتوش )* كـ خروفٍ ضال نحو ربيعها … حتماً سـ تخلّي المتلقي يرعى في بساتينِ عالمها الشعري المسكون بالسحر .
رحلة على ضفاف ( شغب أنثوي ) للشاعرة السومريّة / رسميّة محيبس .
( الشغب: هو شكل من أشكال الاضطرابات المدنية التي تتسم بها الجماعات غير المنظمة المنتقدة للسلطة في سلسلة متلاحقة ومفاجئة ومكثفة بعنف ضد الأشخاص أو الممتلكات. وغالبا ما تحدث أعمال الشغب كرد فعل على الضيم. وعلى مدى التاريخ، تحدث أعمال الشغب نتيجة لضعف العمل أو ظروف المعيشة، وبسبب قمع الحكومة، وفرضها الضرائب أو التجنيد، أو نتيجة لصراعات بين الأعراق والأديان ) . هل هي عملية مشاغبة من الشاعرة لتحريك الواقع المسكون باللامبالاة من حولها وعدم الاستماع الى هذا الصوت الانثوي المتدفق شعراً , وهل هي عملية مغامرة لغوية وتفتيت الصفاة المحنّطة في الشعر وسعيها الى ان يفهمها المجتمع ويستمع الى صوتها الانثوي . ؟! .فهي لا تريد من بوحها الشعري الوضوح والسطحية والبساطة , انما تبغي قوة المفردة ونضجها المخيالي والجمالي وانزياحاتها المدهشة وتكثيفها الى حدّ الايجاز .
حينما يصدمنا الخراب والحروب والدمار والصمت ويعمّ الموت في الطرقات , سينبري الشاعر الحقيقي رافعا صوته في محاولة منه لطرد الظلام والقبح والغربة ليرمم ما يمكن ترميمه وزرع الجمال وتغطية سوءة هذا العالم المتوحّش , سيرفع صوته عاليا مشحونا بالشكوى والكآبة والعذاب والألم . سيصوّر لنا قبح هذا العالم يهزّ وجداننا ويمنحنا بعض الامل الجميل وان نقف معا بوجه الطوفان قبل ان يلتهمنا جميعا . الشاعر حينذاك سيملأ وجداننا بأشياء جديدة ويأخنا معه نستشكف عوالمه الداخلية لعلّنا نستريح من كل هذا الضجيج والارتفاع بنا والعودة الى انسانيتنا التي سرقها اللصوص نتيجة الحروب والدمار , وان يعبّر عن محنة جيل وأمة بلغة سامية مهذّبة عذبة تشعرنا بلطافتها ونداها أو بلغة قاموسيّة تتخلّى عن أناقتها وتلبس ثياب الواقع , ألفاظ كئيبة تتزيّن بالمرارة والحرمان .
يقول فيكتور هيجو : ان الكلمة كائن حيّ وهي أقوى ممن يستخدمها وانها هي التي خرجت من الظلام تخلق المعنى الذي تشاؤه , انها هي ما ينتظره منها الفكر والرؤية والعاطفة في الخارج وأكثر منه ايضا , هي اللون والليل والفرح والحلم والمرارة والمحيط والانهاية , انها كلمة الربّ ) , بينما الشاعر هو شجرة مثمرة بالعطاء وبامكانه ان يثبت مقدرته الادبية كلّما كان قريبا من اللغة يحنو عليها ويجيد تشكيلها ورسمها والنفخ في رمادها وتأجيج نيرانها واشراقاتها ويضفي عليها الروح السحرية ويعيد تفكيكها ويفجّر طاقاتها ويمنحها طاقة ايحاء مرمّزة تنساب من خلالها موسيقى تتغلغل الى اعماق الروح وتنتشلها من خدرها اليوميّ وترتفع بينا الى سماوات بعيدة عالية بسطوة الخيال المنتج وغموشها المحبب . ان دراسة اي منجز شعري لابدّ من قراءة لغته ومن خلال دراسة قاموسه المفرداتي اختياره المفردة وتكرارها سيفتح لنا ابواب عالمه الشعري ونتمكن من الولوج الى فردوسه والاستمتاع في غنائمه ويتحقق حينذاك اللقاء المرجو ما بين الشاعر والمتلقي . والمتتبع للشاعرة السومريّة رسميّة محيبس في منجزها ( شغب أنثوي ) ومن خلال عملية الاستقراء لهذه الديوان سنجده يغطّي مساحات واسعة ما بين الحرب وحضورها البشع والمستمر وما بين شغب الشاعرة وتمرّدها على اللغة العادية الهادئة واعادة صياغتها لتأتي لنا بلغة جديدة تجيدها الشاعرة وايجاد قصيدة تحمل بصمتها دون الاخرين , كل هذا والوطن الجريح يتمرّغ بدمه المسفوك في قلبها حينما يتنازعه الحنين العميق والانتظار . لقد كان شغب رسميّة يحتوي على ( 24 ) قصيدة او اغنية سومرية ساخنة حزينة عمّدتها مياه نهر الغراف الخضراء بعدما طعنته الحراب وجعلت من طينه الحرّي رمادا تذره الشاعرة بوجه هذا العالم المسكون بالرعب . ( وقاموسي يضجّ بالثورات والبراكين وعناوين القمح ) هكذا تتحدث ( بنت محيبس ) كما يحلو لزوجها الراحل الشاعر كزار حنتوش ان يناديها هياما بها وشغفا وجنونا سومريّا ../ نستيقظ على حين غفلة من هذا الليل الطويل / وننام والاحلام قنابل موقوتة / كل فقرة في هذا الديوان عبارة عن قنبلة موقوتة تنذر بالانفجار في اي لحظة او تنفجر حالما يلاقيها المتلقي المبدع لتفجّر عنده مشاعر الحزن والجمال / الموت البطيء والاصرار على الحياة / الخراب والجمال / الضياع والغربة والعودة الى احضان الوطن رغم الجراحات الكثيرة . بالعودة الى قصائد شغب الشاعرة رسميّة محيبس ومن خلال عملية حسابية بسيطة سنجد ( 16 ) قصيدة تتحدث عن القصيدة ولغتها وسحرها الساكن بين حنايا روحها الشغوفة بالابداع والتميّز بينما توزّعت الحرب في ( 12) قصيدة وكان للحنين عدد مساوي للحرب في هذا الديوان .
/ دموعنا أجمل القصائد عند نقاد لا يتقنون قراءة الغد / عتاب ممزوج بالاعتداد بالنفس وسطوة الكلمة عند الشاعرة على النقاد حين يتجاهلون عمدا او بغير عمد الى عدم الاستماع الى دموع القصائد المتصببة من محاجر لغتها كونهم لا يجيدون قراءة خارطة الابداع الحقيقي وعدم الالتفات الى ما سيخلّده التاريخ من ابداع شعري رصين . ./ لمْ أك ممن قطعن ايديهن بحضرة يوسف / ولهذا ألقي بي في السجن / وسأمكث فيه زمنا / عتاب أليم وصرخة بوجه الناقد الذي تغريه مفاتن الجسد والدولارات ( عند البعض ) فيكتب عمّن لا تستحق الكتابة وتمجيدها وتغليب هذاءاتها السمجة على القصائد الحقيقية والابداع الجميل , لهذا هي تشعر بان هذا الناقد ألقى بها في غيابات الظلام ولم يمنحها حقّها الطبيعي وانصاف كتاباتها , لكننها تتدارك فلعل الغد يحمل هذا الناقد ان يلتفت الى تجربتها وينصفها .. / حرتُ فيك أيتها القصيدة / هكذا يكون قلق الشاعرة عند كتابة القصيدة , تتنازعها الحيرة والشكّ والقلق لئلا تخرج عارية تخلو من مكامن الابداع والجمال ../ كل يوم تخرجين عليّ بثوب جديد / هذا هو الابداع الحقيقي ان تكون القصائد ليست نمطية انما تتجدد كل يوم ../ قصيدتي ليست عارية / أشجار كثيرة تغتسل بدموع قصائدي / تأتي كموجة عارمة / وتنصرف / وانا غارقة في رحيقها / القصيدة عند الشاعرة تأتي مكتنزة ومضغوطة بالايحاء والرمزية / قاطعة حبال وصلها معي / ناسفة كل الجسور / صرخة مدوّية في زحمة هذا الضجيج المدعو ظلما وعدوانا ( قصيدة نثر ) ../ وأرتب لها سفرا لسماء بعيدة / هكذا تريدها تعانق السماء وترتفع عن ادعياء الشعر / ما تبثّه من أعاني صافية / أغنيات نابعة من القلب النقيّ الصادق لتدخل دون عنوة الى قلب المتلقي ( المبدع ) لا يشوبها الترهّل ولا ينتابها الضعف والركاكة / جمهورها العشّاق والتنابلة واللصوص / الى كل طبقات الشعب يتلاقفونها ويرددونها / وبكاء جندي محاصر / وعكّاز شيخ لم يرثه أحد .. انها تتوعد الكلمات وتنذرها بمقدرتها على تطويعها وتسخيرها بمشيئتها ومقدرتها الابداعية / حسنا سوف الوي عنقك ايتها الكلمات / الثقة بالنفس لم تأتي من فراغ , فارتكازها على موروثها الشعري والثقافي والاجتماعي مكّنها من هذه المقدرة بعيدا عن سطوة ( كزار حنتوش ) فهي شاعرة تشهق الشعر وتكتبه بحرفية عالية نتيجة الموهبة والدربة , انها تهرب وتبتعد عن المجالس التي يكثر فيها الهراء والمجاملات البغيضة ومضغ الكلام / وأعرض عن المتنزهات المزدحمة بالفارغين / الذين لا يجيدون سوى مضغ الكلام / تنأى بنفسها عن المهرجانات التي لا تحترم الابداع والمبدعين لانها لا تقدّم لتجربتها الشعرية شيئا لانهم ولانهنّ / يشتمنني بذكرة زائفة / ويشتمونني بانوثة زائفة / وما بين الاستعاراتين / أحسّ بنخلة الروح / تساقط رطبا جنيا ../ هذا ما جعل الشاعرة تنزوي في عالمها بعيدا عن الاضواء والضجيج لانها نخلة سومرية شامخة مهمتها العطاء والابداع ليس الا , انها تتوعد القصيدة اذا كانت لغتها كثّة وغير مشذّبة ولا تليق بها كشاعرة / سأقلّم اضافرك أيتها القصيدة / أقصّ شعرك الكثّ وحواجبك الغليضة / هذه هي مهمة الشاعر الحقيقي ان يعيد صياغة قصيدته ويلبسها اجمل لغته لان ولادتها يعتبر يوما من الاعياد , فلا تستهين مع القصيدة ولا تداهن على حساب التميّز والابداع تحذف ما يجب حذفه وتضيف اليها ما يجعلها قطعة متوهّجة مدهشة , عن طريق اصابعها الرشيقة ترسم لوحاتها زاهية حاسرة ../ في اصابعي تسقط النجوم / وفي شراييني تتجول القصيدة حاسرة / عشق دائم للقصيدة واخلاص لها وفاء , دائما الشاعرة تبحث عن القصيدة والقصيدة تبحث عنها / أنا لا أخاف الظلام كثيرا / فهو يجعلني أكثر اشراقا / مضيئة مثل فكرة جامحة / لابدّ ان تكون الفكرة في القصيدة واضحة الملامح حتى تولد القصيدة التي سيستمر سحرها وبريقها لتكون حروفها بيضاء وبعيدة عن انصاف الحلول وتمشّط شعر البلاد , / سيصدر كتابي القادم / في جعبة الشاعرة الكثير من الشعر والعطاء والبذخ والجمال , / يقام حفل فور صدور الكتاب / يحضره جميع اطفال القرى المجاورة / توزّع عليهم أمي قطعا من خبز الشعير / وحليبا طازجا من بقرتها الحلوب / هكذا هو الشاعر يعيش الفقر والمعانات واحلامه بسيطة على مقاسات اوجاعه , انها تهدي قصائدها الى براءة الاطفال لانهم وحدهم يستحقونها بعدما تخلّى ( الناقد ) عن الاستماع الى تراتيلها السومريّة , احتفال بسيط جدا لكنه مفعم بالحياة والنقاء , جمهورها اطفال القرى المجاورة الذين حرمتهم الحياة من ابسط حقوقهم وسحقتهم وسحقت احلامهم . حفل بهيّ توزع فيه قطعا وليس اقراصا للشعير وليس الحنطة , انه الفقر المادي والقحط في بلاد تغرق بالنفط والدم , وتنتهي الحفلو بحليب طازج من بقرة أم الشاعرة حيث الروح النقيّة من بقرتها الحلوب . أما الحرب فكانت ترافقها منذ في كل مكان وتحاصرها في كل زمن / حتى الازهار في حديقة البيت / جفّت هي الاخرى / مختنقة بالبارود وأنفاس الغرباء / , لقد ورولدت الشاعرة في زمن الحروب الحرب والخيبات والمهاترات السياسية الرعناء ولدت في ارض تعشقها الحروب / ولدت على بقعة ساخنة من الجنوب يقال بها أور / ومنذ الولادة وأنا أركض في سوح معارك خاسرة / أعود وليس معي غير أشلاء ابي وأخوتي / .. حروب مستمرة طاحنة تلتهم الجميع ولا تشبع حيث الاباء والابناء ينامون سوية خلف السواتر والمتاريس في اثناء الحرب وبعدها يتوسّدون تراب المقابر ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ) أي مأساة يعيشها هذا الشعب , فكيف اذا ستكون قصائد الشاعرة ../ نسير بلا علامات نهتدي بها / ليس لنا سوى / نيران صديقة تمشّط أعمارنا في شوارع الوطن / حتى الاصدقاء كانت لهم حصة في القتل والمشاركة في هذه الحروب على حساب هذا الشعب , لم تورّث الحرب شاعرتنا سوى سوى الفتنة والطعنات والغواية ../ غداً يا شقيقتي الحرب / حين أكبر / وأبحث عن عطرك في بدلتي العسكرية / سأحدّث أولادي كم كنت نهمة وقاسية / , حتى حكاياتنا حكايات عن الحرب والموت والفقد والضياع , هذا ارثنا للاجيال القادمة , الحزن مخيّم بقسوة على روح الشاعرة , فهي على يقين بان هناك احزانا جديدة قادمة ../ لكثرة الحروب التي شنّها الفارغون / على قلبي المزدحم بالحبّ / رغم المآسي سيبقى قلبها ينبض بالحب والحياة , انه الاصرار على البقاء والامل , / شكرا لك ايتها الحرب / فقد تعلمت أن أكتب على ضوئك قصائدي / فعلى اضواء القذائف واصوات المدافع تكتب الشاعرة قصائدها مملّحة بحرائقها وغطرستها , انها تعتاش على ما تأتي به الحرب من رصاص وبنادق وشظايا ورماد وخيبة / لا تخشي عليّ يا أمي / فأنا بين ضرّتكِ الحرب / تغذّيني رصاصا وقنابل موقوتة / كم هي حنونة هذه الحرب تشبه ام الشاعرة لكنها تأكل أبناءها عندما تجوع , لا عزاء لها سوى مخاطبة الطبيعة لانها تشبه روحها نقيّة متسامحة ../ لا عزاء لي يا شقيقي النهر / دمي توزّع في الحروب حتى آخر قطرة / الحروب مستمرة وتشرب دماء ابناءها لا هوادة بينها وبين السلام منتصرة دائما , حتى غناءنا صار نشيجيا مستمرا ألحانها الحروب وموسيقاها تسوّد ذاكرتنا ../ سننتظر فقد اصبحت المدافع نغمتنا الوحيدة / منذ الطفولة ونحن نستمع الى اصوات الرصاص في مدارسنا الابتدائية استعدادا لشنّ الحرب وتجّيش الشعب وعكسرته , فالجميع يهتف للقائد الضرورة ( يا محلى النصر بعون الله ) ../ وليس لي ولأولادي سوى التشرّد والموت والخراب / وإنّ رقابنا منذورة مذ ألف عام للذبح / بسيوف الطغاة والمتسلّطين على رقابنا . اما حنين الشاعرة وذكرياتها عن الحبيب والمعشوق الازليّ فجاءت تخلل الحرب والقصائد ../ كانت أول رؤيتي لك / كنت غريبا ممزّق الثياب / كانت آثار الطعنات على كتفيك / لم تكن شيطانا ولكنك مطرود من الجنّة / هكذا كان اللقاء الاول مع الشاعر المرحوم والمشاكس ( كزار حنتوش ) حبيبها وزوجها الابدي , كانت تعرف بحكنتها السومرية بان اعماقه تفيض ينابيعا صافية رقراقة عذبة , كان يعيش وحيدا متسكّعا مشرّدا ما بين المدن والقصائد , لكن فر قرارة نفسه كان يبحث عن مأوى وامرأة تجيد ترويضه واطفالا , لم تسأله عن هويته ومن يكون لانها استشعرت بدمعتين تترقرقان على خديه هما دجلة والفرات , انه سومريّ آخر طرد من الجنة بفضل السلطة الاستبدادية والظلم والحرمان , عراقيّ أصيل يحمل بين حناياه هموم دجلة والفرات , شاعر آخر ومن جيل آخر نبذته الحروب . ./ يدّثرني الليل بملاءة من حرير / والذكريات تمدّ لي فراشا من حجر / لا تفارقها الذكريات عن قريتها ومدينتها الفاضلة التي شيّدتها داخل روحها / انها تمدّني بوجوه غابت / وبأحلام / أكثر غزارة من أحلام هاملت / حنين عميق وذكريات تراودها دوما فتشعر بالوحدة والغربة بعد رحيل الاحبة ../ بغيابك صار البحر أصغر دمعة / أخشى أن أغرق في شربة ماء / بغيابك صارت الاشجار طويلة / لا تتقن الرقص ولا ينتابها جنون العواصف / هكذا اصبحت الايام بعد الرحيل مملة كئيبة طويلة عاطلة لا مسرّات تطرق الابواب ولا أفراح تغزو نفسها الشاعرة بالحرمان , عادت امرأة اخرى ضاعت ملامحها وتغشّاها الحداد ../ شممت عطر امرأة أخرى / ودموعا عالقة بالعشب وأغصانا تتمايل تحت لظى لحن مشبوب / متعبة كنت / لم يعد يغريها شيء الاّ العودة الى الطفولة وبراءتها والانغماس فيها / تمنحني أن ارحل عبرها / الى سماء عابقة برائحة الطفولة / ارض الدهشة الاولى والضحكة البكر / العودة الى الطبيعة تلك الصديقة القديمة والتي لم تتخلّى عن الشاعرة رغم قسوة الحياة ../ روحي المذابة بكأس الغرّاف / التماهي مع الطبيعة , ووسط كل هذا الخراب يبقى الوطن حاضرا وبقوّة في حياة الشاعرة وعشقها المتجدد بعد فراق الاحبة ../ لا تركيا ولا دبي / لا باريس ولا روما / كل عواصم الكون تبدو غريبة / على قلب أدمن أمواج حنينك الآسر / الاعتزاز بالانتماء الى هذه الارض وهذا الوطن وهذا الشعب / كل عام وأنت اللوح الذي نكتب عليه نصوصنا / فيترجمها الى كل اللغات / أيّها السعيد بنا / نحن أبناءك التعساء / ..رغم كل ما حلّ بنا من خراب وانكسارات وضياع تبقى انت ايها الوطن لنا الملاذ الآمن والسعيد .
* الأنثى التي استطاعت أن تقودَ ( كزار حنتوش )* كـ خروفٍ ضال نحو ربيعها : مقطع من قصيدة للشاعر المرحوم كزار حنتوش زوج الشاعرة سمية محيبس .