ليس غريب ان تكون الولادة لحكوماتنا السابقة المتعاقبة عسيرة ومتعسرة الى الحد ان تدخل لحظات الاخيرة للانعاش لترى النور ،
اكثر من اربعة اشهر على اجراء الانتخابات التي شكك في نتائجها وما تبعها من العد والفرز اليدوي الى ان تنتهي بما كانت عليه ، كأن فترة الاربعة اشهر في التأخير مقصودة لتمرير مخطط لرسم خارطة الائتلافات وشكل الحكومة المقبلة .
هذه الفترة سمحت اعلان ائتلافات تتشكل وتحالفات تعلن وسرعان ما تتلاشى واصبحت (اتفاقات اليوم تمحيها مصالح الغد), نقولها بصراحة ان اتجاهات بوصلة التدخل الخارجي لم تفقد تأثيرها بل على العكس بدأ ت تحدد مبتغاها بسياسة ناعمة وشبه مستترة لتنسج خيوط مسارات التحالفات لنيل مسمى (الكتلة الاكبر ) تحت قبة البرلمان لتحضى بحق تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء .
الكل يعرف مقاصد تلك التدخلات الخارجية التي تتبع سياسة خلط الاوراق لبعثرة وتشتت كتل سياسية معينة او لملمة غيرها للتوحد والاصطفاف للوصول لنتيجة تصب جملةً وتفصيلاً في خانة مصالحها وضمان استمرار نفوذها وفرض سياسة التبعية لجر العراق الى خارطة الاستقطابات الحادة بأعلى درجاتها التي تشهدها المنطقة في الظروف الراهنة .
يعلم سياسينا علم اليقين بما يجري في الجلسات المعلنة وما يلحقها من تصريحات وبيانات وخطابات للاستهلاك المحلي على شاشات التلفاز وصفحات الصحف بعيدة كل البعد عما يجري و يتفق عليه في الغرفة المغلقة واحيانا تكون مظلمة وسرية لبيع الولاءات و عقد الصفقات بتأثير العنصر الخارجي. وكما يُقال (هناك من يناضلون من أجل الحرية وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية) ، نحن ننتظر ما تسفر عليه تلك الجولات المكوكية والزيارات المتبادلة بين اقطاب الكتل السياسية لنعرف من يحرك خيوطها ويتحكم بخطواتها وما ستتمخض عنه ، بعدها تتوضح الصورة جلية في افقين اما (ما اشبه البارحة باليوم ) وتستمر دوامة الاخطاء الفادحة بحق الشعب الذي يصبو للتغير وتحسين اوضاعه على كافة المستويات والا ان غضبه الذي طالما أمتص بوعود عفى عنها الزمن من قبل السياسين سابقاً ، أو ان يكون الرهان على ان للانتخابات الاخيرة نتاجاً وطنياً خالصا لحكومة تحقق تغيراً حقيقياً على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد ، حيث ولى زمن ابجدية المثل ( كأنك يابو زيد ما غزيت ) من قاموس مواطننا وان (غداً لناظره قريب) ً .