خرج فيلسوف في وضح النهار يحمل فانوسا ؛فأستغرب الناس من ذلك ؛فسألوه ؛فقال أني أبحث عن أنسان؟!!.أن ألمقومات ألأسياسية لبناء ألأنسان تعتمد على ثقافة أجتماعية رصينة وعقيدة دينية وأضحة ألمعالم وسياسات أقتصادية وعلمية في كافة مجالات الحياة وخاصة في أدارة ألدولة ؛وتتضمن دراسات عملية وخطط آنية ومرحلية وبعيدة ألمدى في بناء ألأنسان والدولة ؛وهذا ماهو مفقود في جميع ألدول ألعربية وألأسلامية ؛وبأطلالة سريعة على تاريخنا ألعربي وألأسلامي سنرى بوضوح أنه لاتوجد أسس لقيام دولة مدنية حضارية .الحروب التي نشأت في صدر ألأسلام وخاصة حروب الردة و صفين كشفت المستور وألعورات التي تعيش في ضمير ووجدان ألعربي ؛فالأولى ؛كشفت أن ألناس لم تؤمن بالأسلام بقناعة ولذلك أرتدت وألثانية أوضحت أن من أدعى بأنه حمل ألأسلام ونشره ؛لم يكن يعرف أبجديات ألدين وأهدافه ؛حيث حمل رفاق ألأمس السلاح في وجه بعضهم ألبعض ألآخر وسالت دماء أكثر من أربعين ألف مقاتلا من الجانبين وألمضحك ألمبكي ؛أن العشائر وألقبائل من ألجانبين كانت متوزعة الولاء وتقاتل بعضها البعض الأخر؛ولانعرف لحد ألأن هل هي قاتلت من أجل ألأسلام أو ضده؟!!.
ولكن هذا الفشل لم يقتصر على أسلافنا فقط بل أنتقل هذه المرة ألى ألدولة ألمدنية ألتي حكمت ألعالم العرب بعد ألحربيين ألعالمية ألأولى والثانية ؛فقد تأسست ممالك وجمهوريات وأمارات ؛لم تستفد من تجارب ألدول التي أستعمرتها بل عادة الى عقلية ألقبيلة وتعاملت مع شعوبها على أنهم عبيد وسلطت بعضهم على البعض ألآخر ؛وكانت هذه الحكومات عائلية؛ دكتاوتورية وسلطوية .وبعد عصر ألأنقلابات وظهور شعارات ألحرية وألديمقراطية وحكم ألشعب لم يتغير المشهد ؛وبدأ الصراع بين ألأنقلابين وسالت الدماء بنفس ألطرق التي حصلت في حروب الردة وحرب صفين والحروب التي تلتها؛ ومانلاحظه في السنوات ألأخيرة من قتل وتدمير لم يختلف بأي حال من ألأحوال عما سبقها في سالف ألأزمان .
ممايتقدم ؛فأن ظهور مليشيات في طول البلاد العربية وعرضها ليس مستغربا ؛لأن معظم مجتمعاتنا أصبحت مثل ألمياه ألراكدة التي تتعفن بمرور ألزمن تنبعث منها الروائحة الكريهة التي تزكم ألأنوف وتعشعش فيها كل ألجراثيم ألمضرة ألتي تنشر ألأمراض في كل مكان وأن ألقاء حجر فيها سيؤدي ألى ظهور الروائح الكريهة بشكل أسرع وأكثر ضررا.وهذا مايحصل في هذه ألأيام من ظهور مليشيات تعتمد شريعة القتل والتدمير؛ يقودها مجاميع من الفاشلين وألساقطين أخلاقيا ومبدئيا وأنسانيا ؛ويجب أن لانستغرب من ظهور هذه ألمجاميع؛ فكما ظهر ألخوارج في سالف الأزمان وعاثت في ألأرض فسادا وسفكت الدماء ؛ظهرت التنظيمات ألأرهابية من نفس ألمستنقعات ولكن في فترات منفصلة .
وألخلاصة أن الفشل في التربية ألأجتماعية وأخفاق ألقائمين عليها وسيطرة الجهلة وألدجالون على هذه ألمؤسسات ؛ساهم في نزوع الناس ألى العنف ؛وقد ساعدهم على ذلك تسلط رجال الدين في تسخيف عقول الناس بآيات وأحاديث ماأتى الله بها من سلطان وأصبحوأ أربابا من دون ألله يحيط بهم مجاميع من النفعين والمتزلفين والطفيلين .أما الساسة فمعظهم تجار ؛يبحثون عن المال والسلطة ولايمتلكون رؤيا حتى في قيادة أنفسهم فكيف يديرون شعوبا نصفها من ألأميين وألنصف الآخر أنصاف ألمتعلمين ؛أما ألطبقات ألمثقفة وألأكاديمية وأصحاب الخبرة فهي أما مهمشة أو فرض عليها ألهجرة والغربة .في ظل هذه ألفوضى ألخلاقة لايمكننا أن نتوقع أننا سنصل على حالة من السلم ألأجتماعي والوئام بين أبناء ألشعب ألواحد أو ألأمة ؛ولذلك ركب الموجة في ظل غياب العقل والمنطق وألثقافة ألسياسية وألدينية الوسطية والسياسيات ألأقتصادية الرصينة ؛مجاميع سطحية ؛أنتهزت الفرصة لتدفع ألأمة الى ألهاوية!!.ويجب أن لانتوقع في المستقبل ألمنظور أن تختفي هذه ألأمراض ألأجتماعية لأنها أصبحت متوطنة في ظل غياب التعليم وعدم وجود قادة على علم ودارية في قيادة الشعوب مثل غاندي أو نلسون مانديلا أوتونغ ؛كما ظهرت في ألهند وجنوب أفريقيا والصين ؛بل سيظهر من يقودنا رجال لايختلفون في عنجهيتم عن صدام والقذافي وبشار وعائلة آل سعود وغيرهم وربما أسوء ؛وأنا لله وأنا اليه راجعون .