26 نوفمبر، 2024 7:12 م
Search
Close this search box.

عن إلتزام العراق بالعقوبات الامريکية على إيران

عن إلتزام العراق بالعقوبات الامريکية على إيران

ليست هناك من نظام سياسي في العالم کله مثيرة للمشاکل والجدل والخلاف کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي ومني اليوم لمجيئه صار بمثابة نذير شٶم ومصائب وکوارث فريدة من نوعها للشعب الايراني ولشعوب المنطقة، هذا النظام الذي من أهم المفارقات المتعلقة بشأنه، إن دول المنطقة سواءا کانت على علاقة أم ليست لديها علاقة معه، فإنه يسبب لها المشاکل والازمات، بمعنى إنه لايوجد من يمکن أن يسلم من شروره وعدوانيته.
بلدان المنطقة التي لها علاقة مميزة مع النظام الايراني نظير العراق ولبنان وسوريا واليمن، نجد إنها تعاني أکثر من باقي دول المنطقة من المشاکل والازمات، بل وکأنها مختبرات ومعامل لإختبار تجاربه ونظرياته السياسية والفکرية والاجتماعية، کما إنه يسعى لإستنساخ تجربته”التي ثبت بالدليل العملي إنها فاشلة”، في هذه البلدان الاربعة ويطمح الى نفس الشئ بالنسبة للبلدان الاخرى، والمثير للسخرية إنه يقوم بإستغلال هذه الدول الاربعة للتآمر ضد بلدان المنطقة الاخرى.
السياسات المشبوهة لهذا النظام والتي تهدف الى تنفيذ مشروع الخميني في المنطقة، وکذلك مخططاته المشبوهة الاخرى وتطلعاته العدوانية التوسعية، أوصلته الى المفترق الحالي بين مطرقة العقوبات الامريکية وبين سندان إنتفاضة الشعب الايراني العارمة ضده، وإن الحقيقة التي لم تعد خافية على أحد هي إن هذا النظام لايکف أبدا عن نهجه المثير لإثارة الفوضى والمشاکل دونما توقف، ولذلك فإن الافضل دائما هو توخي الحيطة والحذر في العلاقات والتعامل معه رغم إن الافضل والاجدى هو قطعها لأنه لاتوجد أية علاقة يمکن أن تسلم من شروره خصوصا وإن سفاراته وکما أثبتت المقاومة الاخيرة خلال مٶتمرها الصحفي الاخير في بروکسل، صارت وکرا للعمليات الارهابية، ولايجب أن ننسى سعيه لتنفيذ واحدا من أکبر عملياته الارهابية ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية مٶخرا والتي کشفتها المخابرات الاوربية وإعتقلت على أثرها العقل المدبر لها وهو السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا!
اليوم وبعد أن تم الشروع في تنفيذ الحزمة الاولى من العقوبات الامريکية المعلنة ضد النظام الايراني والتي باتت بسبب منها تتسابق الشرکات العالمية الکبرى للخروج من إيران کي تسلم من تأثيراتها السلبية، فإن ماقد قاله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الثلاثاء الماضي من انه مضطر للالتزام بالعقوبات الأميركية على إيران رغم عدم “تعاطفه” معها، قائلا إن بلاده عانت من 12 عاما من الحظر الدولي. واضاف في مؤتمره الصحافي الاسبوعي “لا نتعاطف مع العقوبات لكننا نلتزم بها”، فإن هذا الموقف هو الصحيح من أجل المصالح العليا للشعب العراقي والتي لم يکترث لها سئ الذکر نوري المالکي عندما جعل العراق خلال ولايتين له منفذا للإلتفاف على العقوبات الامريکية وقد تسبب بذلك في إلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد العراقي والشعب العراقي، ولاريب من إن هذا الموقف يجب أن يترجم عمليا على أرض الواقع ولايتم السماح للميليشيات والاحزاب والفصائل العميلة للنظام بخرقها وإنتهاکها وإعادة سيناريو عهد المالکي.

أحدث المقالات