“محلل إسرائيلي” : من الأفضل أن نترك “حركة حماس” على سدة الحُكم في “قطاع غزة” !

“محلل إسرائيلي” : من الأفضل أن نترك “حركة حماس” على سدة الحُكم في “قطاع غزة” !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً للمحلل الإسرائيلي، “أرئيل كاهانا”، تناول فيه تطورات الأوضاع في “غزة”، مؤكدًا على أن “حركة فتح” لن يمكنها العودة مرة أخرى للسيطرة على “قطاع غزة” من دون مساعدة الجيش الإسرائيلي – وإذا تم ذلك فلن تكون لها شرعية في نظر المواطنين العرب. لذا فإن الخيار الأفضل سيكون هو الإبقاء على “حركة حماس”، مع إجبارها على التخلي عن قدراتها العسكرية.

الحقيقة المرة !

يرى “كاهانا” أن هناك حقيقة مرة لن يذكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ولا وزير دفاعه، “أفيغدور ليبرمان”، ولا أي مسؤول إسرائيلي آخر، وهي أن “حركة حماس” في “قطاع غزة” بمثابة مسمار بلا رأس، لا يمكن إقتلاعه. وإذا أرادت “إسرائيل” الإطاحة بنظام “حماس”، فلا بد لها من شن هجوم بري واسع النطاق وباهظ الثمن، لكن جدواه غير مضمونة.

عودة السلطة الفلسطينية لـ”قطاع غزة” ضرب من الخيال..

وبحسب “كاهانا”؛ فإن الجيش الإسرائيلي سوف يتمكن من القضاء على “حركة حماس”، إذا تلقى أوامر بذلك من القيادة السياسية، لكن السؤال الذي يراود كل من القيادة السياسية والقيادة العسكرية على السواء هو “من سيخلف تلك الحركة ؟”.

وبما أن الإجابة على مثل هذا السؤال غير معروفة، إذًا فالسؤال الحقيقي هو: هل من الصواب القضاء على “حركة حماس”، مع أن “السلطة الفلسطينية” أو “حركة فتح” لن يسمحا لنفسيهما بالعودة للحُكم في “غزة” مستعينين بالجيش الإسرائيلي ؟. لأن ذلك سيُعد خيانة في نظر العرب وسينزع عنهما الشرعية.

لكن على الجانب الآخر؛ إذا لم يتدخل الجيش الإسرائيلي فمن الواضح أن “حركة حماس” المسلحة والقوية، سوف تقضي على “حركة فتح” مثلما فعلت عام 2007. ولهذا السبب، فإن عودة “السلطة الفلسطينية” لتولي زمام الحكم في “قطاع غزة” هي ضرب من الخيال.

لا بديل لـ”حركة حماس”..

أما الاحتمال الآخر؛ إذا قام الجيش الإسرائيلي بإسقاط  حركة “حماس”، فهو نشوب حرب بين جميع القوى والفصائل داخل “قطاع غزة”. ومثل تلك الحرب تدور رحاها منذ سنوات في “العراق واليمن وليبيا وسوريا” ودول عربية أخرى.

إلا أن مثل هذه الفوضى ستهدد المصالح الإسرائيلية. وطالما لا ترغب إسرائيل في السيطرة بنفسها على الفلسطينيين في “قطاع غزة”، فإنها ستكون في حاجة إلى وجود طرف آخر يحكم القطاع ويحفظ النظام والاستقرار فيه.

ورغم كل مساويء “حركة حماس”، إلا أنها تبسط سيطرتها على “قطاع غزة”، وليس هناك بديل يمكن أن يقوم بدورها. وهنا يؤكد “أرئيل” أنه على الرغم من رغبة “حركة حماس” في القضاء على إسرائيل، إلا أن ضرر إسقاط تلك الحركة سيكون أسوأ من ضرر الإبقاء عليها، وربما يكون ذلك أمرًا مُستغربًا.

فرض مباديء جديدة..

يتساءل “أرئيل”: “إذًا فما العمل ؟.. وهل الصدام المسلح بين إسرائيل و”حركة حماس”، مرة كل بضع سنوات، سيكون هو السيناريو الذي لا مفر منه ؟”.. موضحًا أن هناك احتمالاً آخر يبدو معقدًا، ولعل الأيام القليلة القادمة ستشهد حدوثه. فإذا اندلعت مواجهة واسعة مع “حماس”، يجب على إسرائيل أن تُنهيها بفرض مباديء أخرى، مختلفة عن التي انتهت إليها عملية “الجرف الصامد”. وأهم تلك المباديء ألا تسمح إسرائيل – بعكس ما جرى خلال السنوات الأربع الماضية – بأن تُعيد “حماس” بناء قدراتها العسكرية.

تقليص قدرات “حماس”..

وكما أن الحرب الأهلية في “سوريا” تساعد “إسرائيل” على منع “إيران” من بناء تشكيلات عسكرية هناك لاستخدامها ضد الدولة العبرية، لذا يجب استغلال الجولة القادمة من الحرب ضد “حركة حماس” لفرض واقع إستراتيجي جديد يجعل الحركة عاجزة عن بناء قدرات هجومية ضد “إسرائيل”.

وكما أن “السلطة الفلسطينية” في الضفة الغربية، لا تملك سوى القدرات اللازمة لفرض الأمن وحفظ النظام، دون أن يكون لديها صواريخ أو قذائف (هاون) أو شبكة أنفاق، كذلك يجب أن نترك لـ”حركة حماس” قدرات محدودة تساعدها على فرض سيطرتها في “قطاع غزة”.

وكل ما عدا ذلك من قدرات قد تضر بأمن إسرائيل – مثل الصواريخ ومدافع الـ (هاون) والألغام  وشبكة الأنفاق والطائرات المسيرة وقوات الكوماندوز البحري وما إلى ذلك – فلا بد من تدميرها على الفور، ولا يكون ذلك فقط خلال المواجهة العسكرية، بل في أي وقت يبدأ فيه بناء مصنع أو ورشة خراطة أو نفق.

وكما تفعل إسرائيل في “سوريا”، فإن ما تملكه إسرائيل من معلومات استخباراتية كفيل بتدمير جزء كبير جدًا من قدرات “حماس” عبر الغارات الجوية.

وفي ظل الواقع المزعج جدًا في “قطاع غزة”، ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يدمر تلك القدرات من دون المساس بكيان “حركة حماس”. ويبدو أن ذلك هو السبيل الوحيد لمنع جولة المواجهة العسكرية القادمة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة