26 نوفمبر، 2024 10:59 م
Search
Close this search box.

فضائيّة عراقية بالكردي!

فضائيّة عراقية بالكردي!

سُرِرنا جميعاً ” نفسياً وعاطفياً على الأقل ” حينما قرأنا صباح امس خبراً في الشريط الإخباري – SUBTITLE وليس في نشرةالأخبار ! عن افتتاح قناة فضائية رسمية باللغة الكردية ” رغم جهلنا بهذه اللغة الشقيقة ” .

وفي الواقع فأنّ افتتاح هذه الفضائية قد جاءَ مبكراً ومتأخراً في آنٍ واحد , ولعلّ المتطلبات والمستلزمات الفنية كان لها دورها في هذا التأخير , لكنه ايضاً افضل من عدم تأسيس او انشاء هذه القناة , وعسى أن تستمر هذه المسيرة الإعلامية ولا تتعثّر وتصطدم بمطبّات او حواجز غير كونكريتية ولا مطاطية .

بَيدَ أنّ القضية لا تنتهي بأفتتاح القناة وشروعها بالبثّ , بل انها لم تبدأ بعد .! , فنجاح اية وسيلة اعلامية يتوقف على مدى نجاحها في إيصال الرسالة الإعلامية الى الجمهور, وهذا النجاح يتضاعف اضعافاً مضاعفة حين تكون القناة الفضائية موجّهة بلغة اخرى ” كاللغة الكردية او سواها ” , ويتطلب ذلك اوّل ما يتطلب دراسة طبيعة الجمهور المتلقي وايديولوجيته الأجتماعية , وخصوصاً أنّ المجتمع الكردستاني متعدد الأعراق ومتباين الرؤى , فجمهور محافظة السليمانية وحلبجة واقضيتها هو غير جمهور اربيل ودهوك اضافةً لتأثير الأحزاب سياسية المختلفة والتي لها قواعدها الجماهيرية وفصائلها المسلحة , ولها تأريخ مشترك من الصراعات المسلحة , ويجمع بينها حبّ الهيمنة والسيطرة , وتخضع معظمها للتأثيرات الأقليمية والدولية ومتغيراتها , وإذ لا يتّسع المجال هنا في التوسّع لعرض مزيدٍ من متطلبات الرسالة الأعلامية وخصوصية المتلقي , فمن المطلوب اولاً ايجاد قاسم اعلامي مشترك يجري بموجبه توجيه هذه الرسالة , لكننا في الواقع نشكّ بنجاح شبكة الأعلام العراقي في ادارة قناة فضائية باللغة الكردية , بسبب افتقادها للكوادر الأكاديمية الإعلامية والمتمرّسة في كلا هذه الشبكة وهذه القناة الجديدة , بل نذهب اكثر من ذلك لأفتقادهم ايضاً للعدد النوعي لِ ” حرّاس البوابة ” , ويبدو ممّا يبدو أنّ سياسة القناة الكردية الجديدة سوف تعتمد على اجتهادات شبكة الإعلام والقائمين عليها , ودونما مواصلة الأتصال برئاسة الوزراء ووزارة الخارجية بغية رسم سياسة اعلامية للقناة تتناغم مع متطلبات المرحلة , وقد تخضع للتغيير حسب الظروف وتقلباتها … وفي الحقيقة فمنذ الأستفتاء السابق وانعكاساته على المجتمع الكردستاني , فقد كتبنا مذ ذاك على ضرورة توجيه خطاب اعلامي رسمي باللغة الكردية وضرورة التواصل مع الشعب الكردستاني الشقيق , وقد استجابت الحكومة او القناة الفضائية العراقية ببث شريط ” سبتايتل ” باللغة الكردية , لكن ذلك توقّف بعد فترة من الوقت ولأسبابٍ مجهولة .

والى ذلك , وإذ ليس من الواضح كيف ستضحى السياسة الأعلامية الجديدة لهذه المولودة الجديدة , وهل سيمسى برنامجها العام وهل هو ترجمة شبه كاملة لبثّ القناة العراقية الفضائية او بصورةٍ اخرى .! . كما نرى ضرورة مشاركة الشخصيات الثقافية الكردية المستقلة في برامج القناة الجديدة وفي مختلف الميادين , والمطلوب من هذه الفضائية أن تغدو قناة تواصل مع الأخوة في المجتمع الكردستاني ونسج اواصر المحبة والعلاقات الأخوية التي سادت في معظم سنوات القرن العشرين .

أحدث المقالات