17 نوفمبر، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

الفرصة الذهبية للعراق

الفرصة الذهبية للعراق

مع سريان العقوبات الامريکية القاسية على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعدم وجود أي مٶشر ولو في الافق البعيد لتخفيفها مالم تستسلم طهران للشروط الامريکية، وفي ظل أوضاع إقتصادية إيرانية بالغة الوخامة مضافا إليها ظروفا وأوضاعا صعبة على مختلف الاصعدة، وبحکم النفوذ واسع النطاق لإيران في العراق، فإن هناك شبه إجماع على إن إيران ستسعى بکل الطرق لإستغلال العراق لغرضين، أولهما تخفيف العقوبات من خلال الالتفاف عليها وثانيهما الانتقام من الادارة الامريکية بالطرق التي تراها طهران مناسبة وجعل العراق قاعدة الانطلاق لهذا الغرض.
الشعب العراقي الذي عانى الامرين من النفوذ والهيمنة الايرانية التي إمتدت الى الجوانب السياسية والاقتصادية والفکرية والاجتماعية وأثرت عليها سلبا الى أبعد حد، وتزايد الدعوات العراقية لإنهاء هذا النفوذ خصوصا بعد أن شددت التظاهرات الشعبية العارمة في محافظات جنوب ووسط العراق(ذات الاغلبية الشيعية)، على رفض التدخلات الايرانية والمطالبة بإنهائها ومهاجمة مقرات الاحزاب والميليشيات التابعة لها، فقد جاءت هذه العقوبات التي قلبت أوضاع النظام الايراني رأسا على عقب، بمثابة فرصة ذهبية لو تم إستغلالها والاستفادة منها على أفضل وجه.
العقوبات الامريکية مضافا إليها الاوضاع المختلفة الوخيمة للنظام الايراني الى جانب التظاهرات الشعبية الواسعة ضده والنشاط النوعي للمقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران، من المنتظر أن تزداد تأثيراتها الى أبعد حد لو تم إحکام الطوق على هذا النظام ولم يتم فتح المنفذ العراقي له، وهنا من المفيد جدا أن نستذکر العقوبات الامريکية التي کانت مفروضة على إيران في عهد أوباما، حيث تم إستغلال الاراضي والاجواء وحتى المياه العراقية للإلفاف عليها وتفريغها من تأثيراتها، لکن النقطة الاهم التي يجب ملاحظتها هو إن کل ذلك قد تم وجرى على حساب العراق والشعب العراقي، وإن إعادة الکرة في هذه الظروف والاوضاع بالغة السوء بالنسبة للعراق، سوف تجعل العراق يدفع الثمن هذه المرة غاليا، خصوصا إذا ماإنتبهنا بأن إدارة ترامب ليست کإدارة أوباما.
هذه الفرصة الذهبية ممکن أن تصبح أيضا فرصة سوداء أخرى لدفع العراق للمزيد من التبعية لإيران بحيث يمکن أن يصبح عمقا ليس سياسيا وإقتصاديا وانما حتى عسکريا خصوصا وإن النظام الايراني مغرم ومولع بتصفية حساباته مع خصومه من خلال الاذرع التابعة له، والذي لاشك فيه إن الشعب العراقي هو من سيدفع الثمن في النهاية ولذلك فإن هناك الکثير من المجال الرحب للوقوف بوجه مساعي النظام الايراني من أهمها الانفتاح على البلدان العربية والاسلامية وعلى دول العالم بصورة أکبر وعدم منح المجال لإعادة السيناريو المشبوه الذي تم في عهد أوباما.

أحدث المقالات