15 نوفمبر، 2024 11:21 ص
Search
Close this search box.

“خوردي برو” .. المصور الذي استحضر الماضي وأحيا المعارك !

“خوردي برو” .. المصور الذي استحضر الماضي وأحيا المعارك !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ما أجمل أن تعيش داخل فيلم قديم دون ركوب عجلة الزمن.. أو أن تمثل جزءًا من حدث ما بدأ وانتهى في الماضي حتى قبل ميلادك.. إنه شعور ينتابنا جميعًا ولا نستطيع أن نوقفه.

لكن المصور الإسباني، “خوردي برو”، (51 عامًا)، تمكن من إستحضار الماضي وتجسيده في الواقع المعاش، من خلال تحويل البيانات والمعلومات إلى صورة حديثة المنشأ قديمة الأصل، إذ يقوم بإلتقاط الصور على أجزاء ثم يبدأ في تجميعها بشكل يجعل المنتج النهائي يبدو طبيعيًا وذو جودة عالية.

وتخصص “برو” في تجسيد أحداث ومعارك تاريخية عسكرية، وبات يعد مصورًا مشهورًا للمعارك التي حدثت في القرن التاسع عشر، وتمكن “برو” من إستحضار الماضي إلى المشاهد ليصبح شاهدًا على أكثر المعارك التاريخية إثارة، بعدما استطاع أن يقضي على عامل الوقت.

تجسيد حقيقي..

يقوم “برو” بالتجسيد الحقيقي لأبرز المعارك، ويعتمد على الصور التي يقوم بإلتقاطها بعد تمثيل مشهد معين حدث في لحظة ما من التاريخ مستخدمًا نفس الملابس وشكل الوجوه والأسلحة؛ بعدها تأتي خطوة دمج الصور، ويعتبر أفضل مصور في هذا المجال، وأرجع “برو” السبب في ذلك إلى أنه ربما يكون الوحيد الذي يمارس هذا الأسلوب، ويشعر بالفخر لأنه بات يشكل جزءًا من حركة التطوير.

معالجة ببليوغرافية وتاريخية..

قبل بدء التصوير تتم معالجة كل صورة بطريقة “ببليوغرافية” وتاريخية لتصبح قطعة فريدة، وعندما يجد المصور أن هناك بعض التفاصيل غير موجودة في الصورة يذهب إلى المتاحف ويبحث عن صور الأسلحة والخوذ والأعلام، كما يقوم خبراء في الهندسة المعمارية والحقب التاريخية بمراجعة المنتج النهائي.

وبعد النجاح الذي حققته صور “برو”، قام متحف “كارليسمو” بضم لوحة (معركة أندويان)، التي حدثت عام 1837، إلى مجموعة صوره، وتظهر الصورة جثامين ملقية في النهر الذي تلون بلون الدم، بينما تستمر المواجهات على أحد الجسور القريبة.

مواجهة “غرونلو”..

من بين أروع الصور التي صممها، تلك التي تظهر المواجهة التي قامت في منطقة “غرونلو”، عام 1627، بين قوات الجيش الإسباني والقوات الهولندية بقيادة، “فدريكو دي أورانغ”، والتي تسببت في سقوط 500 قتيل، وقام “برو” بإلتقاط الصور عام 2017 في نفس مكان الواقعة، وشارك في التمثيل 1500 شخصًا، ليقدموا إلى العالم واحدة من أفضل صور التجسيد التاريخي.

حصار “برشلونة”..

من الصور البارزة أيضًا، صورة تظهر مستشفى ميداني لعلاج المصابين من مؤيدي الإمبراطور الروماني، “كارلس السادس”، أثناء حصار “برشلونة” عام 1714، بعد قيامهم بالتصدي لعائلة “بوربون”، وتعد هذه العملية من أكبر المعارك في حرب الخلافة، وأدت إلى سقوط 22 ألف قتيل.

وانتهت المعركة بهزيمة الرومان على يد الملك الإسباني، “فيليب الخامس”، وبهذا طويت صفحة صراع عسكري دام لسنوات.

قام “برو” بتجسيد جانبًا من المصابين، عام 2018، والتقط الصور في بلدة “المنسي” وسط إسبانيا، وكل الصور التي استخدمت في تكوين اللوحة النهائية التقطت بواسطته، واستخدم برنامج تعديل ودمج الصور، “فوتوشوب”، وبلغ حجم كل جزء من الصورة عدة “غيغا بايت”؛ وقد تصل إلى نفس حجم صورة عالية الجودة التقطت بالأقمار الصناعية، حتى أنه يمكن طباعة كل جزء من الصورة بحجم ناطحة سحاب أو ما يساوي مساحة ساحة إسبانيا، “بلازا إسبانيا”، التي تبلغ مساحتها 42.9 مترًا.

كما جسد “برو” أيضًا المواجهة التي حدثت في العاصمة الإسبانية، “مدريد”، ضد جيش “نابليون بونابرت”، في 2 آيار/مايو عام 1808، والتي خلفت 650 قتيلاً، والتقطت الصور في العاصمة أمام القصر الملكي عام 2015، وشارك في التجسيد 200 شخصًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة