23 ديسمبر، 2024 9:45 م

حقد فوزي الاتروشي

حقد فوزي الاتروشي

لعل أغرب ما في العملية السياسية داخل العراق، ذلك المصطلح الذي بنيت عليه العملية برمتها ألا وهو ( المحاصصة ) الامر الذي جعل من بلدنا العراق مخترقاً من قبل الارهابيين والطائفيين, وإن قسماً منهم يعمل داخل العملية السياسية، ويتبوأ منصباً عالياً داخل الدولة العراقية المتهرئة إذا جاز لنا تسميتها ، وهي كذلك !
فكل وزير دخل حكومة المالكي وقد فرض عليه فرضاً أو أختاره من الطوائف الاخرى حسب تقسيم المحاصصة ، فإذا كان الوزير سنياً في وزارة الثقافة فوكيله الاول شيعياً و الثاني كردياً، و الثالث…. وهكذا تسير الامور داخل وزارات الدولة العراقية، ولعل أغلب هؤلاء الوكلاء قد فرضتهم احزابهم وكتلهم السياسية سواء كانوا أهلا لهذا المنصب أم لا، المهم أن تتغلغل هذه الاحزاب داخل مفاصل الدولة لتتمكن من سرقة ثروات الشعب بطريقة أو بأخرى.
المضحك بالأمر أن يأتي شخص مثل فوزي الاتروشي كوكيل لوزارة الثقافة وكأنه مسلط من قبل الاحزاب الكردية لتدمير الثقافة العراقية بالكامل ، هذا الوكيل عادة ما يفتتح مهرجانات ثقافية ذات تاريخ كبير مثل المربد أو المتنبي او غيرها لنجده يفتتح المهرجان بكلمات ثقيلة على اللغة العربية ، ويحاول كل جهده أن ينتقل بالثقافة العراقية صاحبة التاريخ العريق الى محافظات اقليم كردستان . طبعاً هذا مخطط دأبت عليه الاحزاب الكردية لخطف الاضواء من العاصمة بغداد الى محافظة اربيل، ودائماً ما نشاهد عبر الفضائيات العديد من المهرجانات في اقليم كردستان ويحج اليها الكثير من أدبائنا وكتابنا وهم يتهافتون عليها كتهافت الذباب !
وكان عام 2013 عاماً للاحتفال بعاصمتنا الجميلة بغداد كعاصمة للثقافة بعد أن تكالبت عليها آهات الزمن واصبحت ثكلى بأبنائها عبر صفحات الغدر والطائفية وتسلل الارهابيين وتدخل دول مجاورة وهي تخوض معاركها المستمرة مع دول اخرى على حساب مدينتنا ومدننا العراقية التي يضرب فيها الارهاب ، جاء موعد الاحتفال بعاصمتنا وهيأت وزارة الثقافة كل مستلزمات النجاح لهذا الاحتفال ، لكن حقد فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة على عاصمتنا بغداد وهي تتعافى من محنتها و حيث بدأ بريقها يسطع لتطوي صفحات مظلمة مّرت بها ، ولكن يبدو ان الاتروشي يصر و يعاند و ” يتقرقز ” و يتهرّب احياناً لكي يفشل هذا المشروع الجديد و الجميل للاحتفال الكبير بمدينتنا .
الاتروشي يدعي بأنه شاعر ومثقف ! لكنه في الصيف الماضي حين افتتح مهرجان المتنبي في محافظة واسط  كوكيل عن وزير الثقافة ابتدأ كلمته ببيت المتنبي الشهير : (على قدر أهل العزم تأتي العزائم )  إلا انه نسى بيت الشعر وتلكأ فيه مرات ، بينما بيت المتنبي هذا يحفظه حتى الطفل في المدرسة الابتدائية ! مهزلة كبيرة أن يفتتح الاتروشي مثل هكذا مهرجانات لها تاريخ ناصع ، مهرجانات مّر بها الجواهري وشعراء العراق الكبار .
الاتروشي فرضته الاحزاب الكردية على وزارة الثقافة كوكيل أولاً لتتخلّص …. ، و ثانياً يطيعها و يعمل لها كل ما تريد تلك الاحزاب ، فهو يوالي كردستان فقط ! وليس العراق ، ولهذا نلاحظ منذ سنوات ما بعد سقوط النظام العراقي حتى اليوم أن تلك الاحزاب تحاول ان تشعل الفتنة ما بين السنة والشيعة لكي تحصل على الكثير من المكاسب والامتيازات سواء كانت داخل حكومة بغداد  أو في ضم الكثير من الاراضي للإقليم المزعوم الذي يتمتع بدكتاتورية البارزاني منذ سنوات طويلة ومازال . أن حقد فوزي الاتروشي على الادباء والكتاب العراقيين نابع من عدم معرفته بالثقافة العراقية وأرضيتها المتينة التي تمتد الى الحضارات الاولى في العالم فأول قصيدة كتبت كانت ملحمة كلكامش في مدينة أور التي تعتبر من أوائل المدن في العالم ، ولعل تهميشه للكثير داخل وزارة الثقافة وإقحام شخصه في أمور لا يفقه بها جعلت … يتقافز … داخل اروقة الوزارة وامكانياتها الكبيرة ، تلك الوزارة التي رفضت الكتل كل الكتل أن تكون من حصتها، كونها وزارة غير سيادية كما يقولون ! بينما الحقيقة هي الوزارة الوحيدة السيادية التي يقع على عاتقها تربية أجيال وإدخالهم في معترك الثقافة والفنون والتي من خلالها تتطور الشعوب وتبني صروحها ، كان من الاولى أن يتنافس أدباء ومثقفو وفنانو العراق بانتخابات حرة خارج المحاصصة لإدارة وزارتهم . !