الطامحون الى شق نقابة الصحفيين العراقيين ، وتقلد منصب ( النقيب ) كثيرون، ويتخذون من بعض المشكلات التي تعاني منها الاسرة الصحفية مجالا للدخول الى (المنطقة الرخوة ) ، لتبيرير محاولات ( البعض ) اقامة تجمعات نقابية مشابهة لعمل وتوجهات نقابة الصحفيين العراقيين ذات الارث النقابي العريق، والتي كانت رائدة في العمل النقابي العربي يوم كان للعراق مكانته العربية، ويوم يفرض وجوده واحترامه على الآخرين ، بقوة الشخصيات التي تقلدت هذا المنصب عن جدارة، وحازت على مكاسب نقابية وسياسية كبيرة منذ السبعينات وفي الثمانينات على وجه التحديد.
وقد سعى نقيب الصحفيين العراقيين الاستاذ مؤيد اللامي الى اعادة مكانة النقابة ، بعد ان تم عزل العراق عربيا، بعد الاحتلال الامريكي للعراق، وأصبح العراق يعاني عزلة عربية كبيرة، لم يواجهها طوال تاريخه، وعانت نقابة الصحفيين والاسرة الصحفية من انعاكسات هذه العزلة على الوسط الصحفي.
وواحدة من أسباب وجود محاولات لشق وحدة نقابة الصحفيين العراقيين هو تحرك ( نقيب الصحفيين العراقيين) على النطاق العربي ، رغم ان السيد نقيب الصحفيين العراقيين حاز على مرتبة متقدمة في اتحاد الصحفيين العرب، فتولى النائب الاول لاتحاد الصحفيين العرب، وهو منصب رفيع ، أعاد لنقابة الصحفيين العراقيين بعض هيبتها.
لكن المشكلة الأكبر التي يتذرع بها هذا ( البعض ) ممن يستغلون أي منفذ للوصول الى أهدافهم، فقد وجدوا في انشغال السيد نقيب الصحفيين العراقيين باتحاد الصحفيين العرب وسفره الكثير الى القاهرة والكويت، وعدم ايلائه العمل النقابي العراقي اهتماما يذكر، الا ما ندر، وعدم الاهتمام بمطاللب أسرته الصحفية، وابتعاده عنهم، وعدم تلبية مطالبهم وبخاصة قضية الاراضي والشقق السكنية الموعودة والتي اختفت اخبارها، حتى وجد البعض في هذا ( الفراغ) من راح يتحرك يمينا وشمالا لشق وحدة نقابة الصحفيين وكسب أصوات جديدة لنقابات كانت تعمل وسعت لكسب المزيد من الزملاء الى صفوفها ، ووجدت فيها ضالتها في ان تحاول اقناع الالاف للانضمام اليها، للاستفادة منهم في اية انتخابات مقبلة، لاضفاء ( مشروعية ) على التنظيم النقابي الجديد، والذي حمل ( مسميات ) مقاربة لنقابة الصحفيين العراقيين، متخذين من( ابتعاد) السيد نقيب الصحفيين العراقيين عن العمل الصحفي العراقي، وعدم تحقيق ( مكاسب ) منذ أمد ليس بالقصير، ما أعطى ( مبررا ) للبعض للسير في هذا الإتجاه، ويدل انعقاد ( مؤتمر الوحدة الوطنية ) الذي عقدته نقابة الصحفيين العراقيين قبل فترة على ان هناك جهات صحفية وشخصيات معروفة بدأت بالتحرك نحو شق وحدة نقابة الصحفيين العراقيين ، وهي تتحرك على قدم وساق في هذا الاتجاه، لكن مجرد الكلام عن محاولاتها دون تحقيق ( مكاسب ) للاسرة الصحفية في وقت قريب ربما سيقوض مرتكزات النقابة ويضعها امام دائرة ( التشكيك ) بقدراتها وعدم جدوى بقائها، تحت تبريرات مختلفة ،أبرزها اتهام السيد مؤيد اللامي بـ ( اللامبالاة ) أزاء الاسرة الصحفية العراقية وعدم تفرغه وإنشغاله بإتحاد الصحفيين العرب على حساب نقابة الصحفيين العراقيين، حتى ان ( البعض ) راح ( يسرب ) اخبارا عن احتمال تخلي الاستاذ مؤيد اللامي عن رئاسة نقابة الصحفيين العراقيين والتفرغ لمنصبه الجديد في اتحاد الصحفيين العرب، ما يعطي ( المبررات ) للآخرين ليبحثوا عن ( البديل ) الذي يمكن ان يحل محل الاستاذ مؤيد اللامي ، والذي لم نعد نسمع تصريحاته هذه الايام الا فيما ندر، وترك غيابه عن نقابة الصحفيين الاثر البالغ في عدم الاهتمام بأسرته وزملائه الصحفيين الا في حالات قليلة، لا تتناسب وحجم التحديات التي تواجهها الاسرة الصحفية، وما لديها من متعلقات مع جهات حكومية كثيرة بشأن حقوق الأسرة الصحفية التي راحت تضعف رويدا رويدا.
وامام السيد مؤيد اللامي فرصة ان يعود الى ( الأضواء ) في واجهتها العراقية، والا تعرض منصبه في نقابة الصحفيين الى من يحاول ان ( يسرق ) منه ( الأضواء ) تحت وضح النهار، وبالتالي تتعرض الأسرة الصحفية ، لانهيارات أخرى لايمكن التنبؤ بنتائجها لكنها لكن تكون ، ذا فائدة ، بكل الاحوال، ولو أعطى السيد مؤيد اللامي بعضا من وقته لنقابته العريقة ، لما وصلت الامور الى هذا المنحدر الخطير، بأن يجد ( البعض ) ضالته لتحقيق مآربه في ان يتقلد أكبر منصب صحفي، له من الاهمية بمكان، وما على السيد مؤيد اللامي ان أراد البقاء في منصبه في الانتخابات المقبلة الا ان يعاود ( حضوره العراقي ) ويهتم بمتطلبات النقابة ، وأن لا يبتعد كثيرا عن زملائه ، وهم بحاجة الى العون والمساندة في هذا الظرف العصيب، الذي ان انشقت فيه نقابة الصحفيين فستكون ( الطامة الكبرى ) للأسرة الصحفية، بعد ان يضيع دمه زملائها بين القبائل!!