أن مفهوم الكاريزما السائد هو صفة تنبع من داخل الانسان وليست صفة خارجية فمميزاته داخلية للإنسان السوي , حيث يملك صاحب هذه الشخصية لغة التواضع ونكران الذات والانسانية والاخلاق العالية التي يتعامل بها مع الأخرين من ابناء جلدته من دون تمييز او تفضيل في ما بينهم , واهم صفة في شخصية (الكارزمي) ان يكون قوي من دون ان يضعف أحد لأنه يستمد قوته من ذاتهُ , لا بسلب قوة الآخرين والسيطرة على أرادتهم ومحو شخصيتهم بل يكون متوازن في التعامل بروح الانسان العادل .
ولكن في الآونة الاخيرة تغير مفهوم الكاريزما من صفة انسانية عقلانية الى صفة تسلطية استغلالية , من بعض أصحاب الروح المتكبرة المتعالية على البسطاء التي هيئة لهم الظروف ذلك الاستغلال , وقاموا باتخاذ وسيلة مغايرة للروح الانسانية وذلك من خلال فرض الهيمنة على رقاب المظلومين , معتقدين بان التسلط والتكبر والتعالي والظلم هو قمة الشخصية , حيث فرضوا أصحاب هذه الشخصيات المتفرعنة الكاذبة اساليبهم المبطنة بخداعهم وتسلطهم على الذين يقعون تحت رحمتهم .
ولو نلاحظ على امر العصور نجد أكثر الساسة والقادة قاموا بارتداء لباس هذه الشخصية لكي يقوموا باستغلال الابرياء . والسبب في ذلك ان اعظم مأسي الانسان وخصوصاً في العصر الحديث , هي الروح الجبانة من وقع عليها الظلم دون أن تحرك ساكن ووفرت مناخ مناسب لهؤلاء التسلطيين ليعلنوا استغلالهم .
أذا السبب الرئيسي لصناعة هؤلاء الانتهازيين , هم الطبقة الصامتة من الكادحين والمظلومين كونها استسلمت لهؤلاء المخادعون دون الوقوف في وجوههم والتصدي لما يقومون فيه لخدمة مصلحتهم على حساب المصلحة العامة. واذا ما اردنا التخلص من اصحاب (الكاريزما) المزيفة علينا قتل هاجس الخوف الذي يكمن في نفس الانسان الذي يقع عليه الظلم , وان نقوم ببناء الذات للإنسان الذي يعاني من سجن مؤبد لضميرهُ . واذا حققنا النجاح في قتل هاجس الخوف . وبناء الذات , وتحرير الضمير لدى المظلوم , فبعد ذلك لن يكن للكاريزما التسلطية والعبودية الدامية وجود .