19 ديسمبر، 2024 6:13 ص

(الكبة البغدادية) تزيد نسبة (الثول)..وأكلة (الباقلاء بالدهن والبيض) الأكثر شهرة!!

(الكبة البغدادية) تزيد نسبة (الثول)..وأكلة (الباقلاء بالدهن والبيض) الأكثر شهرة!!

في منتصف السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات ، كانت أكلة (الكبة البغدادية) هي الأكلة الصباحية المفضلة لكثير من أهالي بغداد ، وربما كان مطعم (كبة البغدادي) و (كبة السراي) من أشهر مطاعم بغداد التي تشهد اقبالا منقطع النظير للاستمتاع بتلك الأكلة اللذيذة!!
كان الكاتب والصحفي القدير المرحوم حسين الربيعي هو من يقود جمعا من زملاء المهنة لنتوجه الى مطعم (كبة البغدادي ) في كرادة داخل قرب الاورزدي القديم ، لينهل الزملاء من تلك الأكلة الشعبية (الدسمة) ما يشبع نهمهم الى طعمها الرائع ، وسوبها اللذيذ ، ويكون لون ماعون المرق الشائع هو اللون (الاحمر) الذي يكسو الكبة البغدادية جمالية وجاذبية، وهو ما وضع تلك الأكلة الشعبية في مصاف الأكلات ألاكثر إرتيادا في صباحات بغداد يوم كانت تزهو بكل معالم البساطة والطيبة والزمن الجميل!!
وبعد أن نتناول (ماعون الكبة) ومعه ( السوب الأحمر بقطعة لحم صغيرة أو عظم) ونشرب الشاي المعد بعناية على مقربة من المطعم ترى الزملاء وقد بدت علامات (الدوخة) قليلا تفعل فعلها من شدة تأثيرات الدهن الناجم عن تناول الكبة البغدادية ، حتى أن المرحوم الاستاذ حسين الربيعي لديه مقولة معروفة عنها وهي أن (الكبة تزيد نسبة الثول) للدلالة على مدى ما تتركه من حالات بسيطة من الشعور بالنعاس، كونها من الأكلات الدسمة كما أسلفنا!!
أما الزميل (حارث فرج) فكان مولعا بـ (مطعم حمادة) وهو مطعم شعبي صغير في منطقة ساحة الشهداء، يشتهر بإعداد أكلة (الباقلاء بالدهن والبيض) و (المخلمة) الأكلتان الشعبيتان اللتان حظيتا بإهتمام معظم زملاء المهنة من الصحفيين ومن عموم مثقفينا ، وكان الزميل (زبن الكبيسي) هو (مكتشف) هذا المطعم ، وكان الاقبال على هذا المطعم الطيب المذاق برغم صغره كبيرا، ويقوم الزميل حارث بمهمة (إستدراج) الزملاء لتناول تلك الأكلة، ويضطر احيانا لأخذ (إجازة زمنية) لكي لاتفوته تلك الأكلة المفضلة لديه !!
الا ان الزميل العزيز زهير العامري المغترب العراقي في استراليا ومن خيرة الصحبة الميامين في جريدة الجمهورية قال انه أول من (اكتشف) هذا المطعم ولهذا لابد وان يسجل هذا (الاكتشاف) بإسمه، كونه هو من دلى الزميل زبن الكبيسي وهو من اصطحب الزملاء عبد المطلب محمود منذر ال جعفر ومن قبل زيد الحديثي وعباس الجنابي وعبدالله الجنابي ومن اصدقاء العمر من الزملاء الآخرين ، مستعرضا ايام الاعظمية والمطاعم العراقية وأكلاتها اللذيذة..وكان تعليقا رائعا من زميل عمر كانت سنوات الجمهورية وايامها الحلوة من أجل أيام العمر في تلك الحقبة من أيام زملاء المهنة في عصرها الذهبي..تحياتنا الحارة للاستاذ زهير العامري ..وشكرا لتلك المشاركة الرائعة له..مع التقدير.
ومطعم حمادة الشهير يقع على مقربة ممن يعملون في مهنة (الحدادة) بساحة الشهداء في أحد فروعها الضيقة، ، وتسمع أصوات الطرق على الحديد ، في انحاء الشارع، حتى أن من من يرتاد هذا المطعم المتواضع، البغدادي الشعبي، لم يسمع زميله ماذا يتحدث الا بصعوبة بالغة، ومع هذا فإن الاقبال على المطعم صباحا في أعلى حالاته، ويصعب وجود كرسي فارغ ، في أغلب الأحيان، وما يزال الزميل حارث يرتاد المطعم منذ أكثر من ربع قرن كلما سنحت له الفرصة بذلك، وهو ان تناول أكلته المفضلة فيه، فتجده في أعلى حالات الارتياح والنشوة، وكأنه حصل على (غنيمة) !!
ما اجمل ايام البغداديين ، يوم كانت لهم مطاعم شعبية يقبلون عليها، وبخاصة المطاعم الصباحية، ولنا معها ذكريات جميلة أردنا عرضها على أنظاركم للتذكير بتلك الأيام الحلوة التي جمعتنا لعقود من الزمن وكانت أجمل ايام العمر ، وهي من تبقى نتفاخر بأيامها الزاهية على مدار الحياةّ!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات