17 يوليو، 2025 11:28 م

ميراث الحرب ضد “داعش” وجرح “بغداد” النازف .. مئات الأطفال المشردين في العراق !

ميراث الحرب ضد “داعش” وجرح “بغداد” النازف .. مئات الأطفال المشردين في العراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ترك الصراع ضد تنظيم (داعش) الإرهابي تداعيات سلبية على الأطفال الذين يقطنون مناطق الصراع، بخلاف التكاليف العسكرية والاقتصادية الباهظة.. فبعد عام من استعادة المناطق المحتلة من تنظيم (داعش) الإرهابي، أُحيل بعض هؤلاء الأطفال إلى أقاربهم الأحياء، لكن مايزال المئات منهم مشرد بلا عائل يصارع أوضاع معيشية ونفسية شديدة الصعوبة.

عبء ثقيل على كاهل العراق..

صقر آل زكريا

يقول “صقر آل زکریا”، الصحافي والناشط الاجتماعي بمدينة “الموصل” في حوار حصري إلى الصفحة الفارسية بوكالة أنباء (دوتشيه فيليه) الألمانية: “لا توجد إحصائيات دقيقة بشأن عدد الأطفال المشردين جراء الصراع ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، ولكن طبقًا للمعلومات التي حصلت عليها من المؤسسات المدنية والدولية، ثمة 3 آلاف طفل مشرد بالموصل، ثاني أكبر المدن العراقية. وأظن أن العدد في عموم العراق أكبر من ذلك”.

واتهم “صقر”، الحكومة العراقية، وتنيظم (داعش)، بالوقوف وراء هذه الظاهرة، لأن كلاهما كان يستخدم المواطنيين كدروع بشرية، يقول: “تسبب كلا الطرفين في وجود هذا الكم من الأطفال المشردين، وهو عبء يثقل كاهل الحكومة العراقية، وعلاج هذه المشكلة يتطلب تدخل المجتمع الدولي”.

وطبقًا للقوانين العراقية يحصل الأطفال نتاج الزيجات الرسمية على الجنسية العراقية. وثمة أقاويل حاليًا عن وجود أطفال بين المشردين هم نتاج زواج الدواعش، وهناك أيضًا أطفال اختطفهم التنظيم من أسر “إيزيدية” وسلموهم إلى الأسر في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم.

ويعتقد “صقر آل زكريا” تسجيل الزيجات بالمناطق الواقعة تحت سيطرة (داعش)، لكن الأجهزة العراقية الرسمية لم تقم بتسجيل هذه الزيجات، ومن ثم فالإستعلام عن هذه الزيجات سوف يتطلب وقتًا طويلاً من الحكومة العراقية. لكن هذه العملية أصبحت سهلة بعد مرور عام على إنتهاء الصراع وبالتالي لن يكون التعرف على هوية الكثير من الأطفال المشردين أمرًا بالغ الصعوبة.

جدة لـ 24 حفيد يتيم..

ينقل الموقع الإخباري (المانيتور) عن العميد “يحيى رسول”، المتحدث باسم العمليات المشتركة، خبر وجود أكثر من 800 طفل وشاب داعشي بالعراق من جنسيات مختلفة. لكن وطبقًا لدراسات “صقر آل زكريا”، فبعد الإطاحة بتنظيم (داعش) الإرهابي، لاذت الزوجات الأجنبيات لمقاتلي التنظيم بالفرار مع أطفالهن عبر الحدود السورية في سبيلهم للعودة إلى بلدانهم الأساسية. ومن ثم فإن عددًا قليلاً جدًا من الأطفال المشردين هم أبناء عناصر التنظيم.

ويضيف: “فقد الكثير من أطفال العراق آباءهم وأمهاتهم في الهجمات الجوية التي نفذتها حكومة بغداد ضد معاقل تنظيم (داعش). وأنا شخصيًا أعرف جدة فقد أربعة من أبناءها واثنتان من زوجات الأبناء في هذه الهجمات، تاركين لها 24 حفيد يتيم”.

ضرورة تأسيس بنك معلوماتي للأطفال المشردين..

يعتقد الكثير من النشطاء الاجتماعيين في ضرورة تأسيس “بنك معلومات” بشأن هؤلاء الأطفال، لأن ذلك من شأنه تسهيل أداء مؤسسات الدولة المختلفة.

يقول “حيدر منصور هادي”، السفير العراقي  بموسكو، في حوار إلى فضائية (رشا توداي): “إنشاء هكذا بنك سوف يحدد بشكل واضح عدد الأطفال المشردين؛ وكذلك دور حكومة بغداد في تسليم هؤلاء الأطفال إلى بلدانهم الأساسية عبر الطرق الدبلوماسية والقانونية”.

ويضيف: “تسلمت روسيا حتى الآن عدد 6 من الأطفال الروس عبر الطرق القانونية”.

بدوره يعلق القاضي المتقاعد، “زهير كاظم عبود”، على هذا المقترح ويقول؛ في حوار إلى (دوتشيه فيليه) الألمانية: “طبقًا للقوانين العراقية يتعين على الحكومة تسجيل الأطفال المشردين بالعراق تحت بند اليتيم وتطلق عليهم أسماء. ومن ثم يُعهد إلى الحكومة العراقية والأجهزة المعنية بمسؤولية هؤلاء الأطفال”.

وهو يعتقد أن وجود أطفال بلا هوية واضحة يسبب مشكلة كبيرة للعراق نظرًا للتعددية الدينية والمذهبية، والحكومة العراقية تسجل جميع الأطفال بأسماء إسلامية على أمل أن تتبنى الأسر العراقية المسلمة أحد هؤلاء الأطفال.

لكن ثمة عدد كبير من الأطفال “الإيزيديين” المشردين. وقد كانت الأسر العراقية تتبنى هؤلاء الأطفال، لكن هذه الأسر أطلقت هؤلاء الأطفال وقامت بتهريهم خوفًا من استخدامهم من جانب تنظيم (داعش) إذا عرفوا بهويتهم “الإيزيدية”.

وثمة مشكلة أخرى تكمن في قلة عدد دور رعاية الأطفال المشردين، يقول “صقر آل زكريا”: “لا توجد بشكل كافي مراكز رعاية للأطفال المشردين بالعراق، ربما لأن العراق لم يواجه مثل هذه المشكلة قبلاً، ودور الرعاية الموجودة لا تستوعب هذا الكم من الأطفال”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة