في موروث المسلمين الشيعة، سقاية الماء للناس مجانا على حب الحسين ابن فاطمة بنت محمد رسول الاسلام، ويُزيد الشيعة العراقيين، ان يذكروا الحسين كلما شربوا ماءً في ايام عاشوراء، وطوال ايام السنة وحكاياتهم مع نهر الفرات او ” نهر العلقمي وماؤه العذب الرقراق” كما يحلوا لهم حين يحاوروه ودموعهم تسابق حركته وجريانه!؟.
لا اعرف كنه سر العلاقة الخاصة بين العراقيين التي تتجدد بإندفاع، وكرم عفوي صادق لامتناهي مع هذا الإمام الثائر كل عام.
إنتفاضة شيعة العراق2018 والماء والكهرباء
في 8تموز/يوليو 2018 إنطلقت في مدن الجنوب والفرات الاوسط ذات الاغلبية الشيعية في العراق شرارة المظاهرات السلمية الشيعية الثالثة بعد 2003 وفقا للمادة ” 38 – حرية التعبير والتظاهر والإحتجاج..” من الدستور العراقي النافذ، كاسرة حاجز الخوف واسوار القداسة المزيفة، مطالبة بتوفير الماء الصالح للاستهلاك البشري “شربة ماء” في رابع بلدان العالم تصديرا للنفط بـ5 مليون برميل نفط يوميا، حصة البصرة منها 3 مليون برميل، وبالطاقة الكهربائية وشيئاً من الخدمات في درجات حرارة تجاوزت 56 مئوية!.
التحالف الشيعي”تحالف الدبابة الامريكية” يتهم المتظاهرين الشيعة بالعمالة!!!
ان المظاهرين السلميين الأبطال المطالبين بشربة ماءً وشيئاٌ من الخدمات في بلدهم الذي يطفوا على بحيرة من الذهب الاسود، اتهمتهم ماكنات “تحالف الدبابة الامريكية” المتغولة في اجهزة ومؤسسات الدولة، ورموزه الذين نصبتهم امريكا على حكم العراق، بعد ان اسقطت نظام صدام حسين عام 2003 وأسست ” العملية السياسية ” التي إنبثق منها الدستور، وإنتخابات البرلمانات ومجالس المحافظات والحكومات المتعاقبة، والقوانيين والقرارات الرسمية،
بإنهم اسرائيليون وبعثيون ودواعش،وقد قتل منهم الى الان 15 متظاهر واكثر من 450 مصاب، وزجهم في السجون والمعتقلات، دون إعلان رسمي، عن عدد المعتقلين واسمائهم والتهم الموجه لهم وأماكن إعتقالهم، سوى إشارة عابرة من رئيس الوزراء الخامس بعد2003، رئيس المكتب السياسي لـ “حزب الدعوة الاسلامية” الذي كشف عن إعتقال المتظاهرين السلميين وإعترافاتهم الخطيرة !؟.
لماذا يُتهم، المتظاهرين السلميين الشيعة بإنهم اسرائيليون وبعثيون ودواعش ويرتقي العديد منهم الى عنان سماء العراق؟.
ان هؤلاء المتظاهرين الابطال يطالبون بشربة ماءً صالحة للاستهلاك البشري في البصرة وكربلاء!!
فكم يكلف إنشاء محطة لتحلية المياه في البصرة؟
ومع هذا التطور التكنولوجي السريع والكبير، ان اعظم محطة تحلية مياه لا تكلف 70 او 150 مليون دولار حسب مختصين!!.
إذن. اين ذهبت وتذهب واردات العراق الهائلة منذ عام 2003؟
وبحسب متابعين للشأن العراقي:
فان 16 عاما من حكم التحالف الشيعي او “تحالف الدبابة الامريكية”، كشفت مشروع بناء دولة المنظمة السرية العميقة، التي قطعت اشواطا من العمل السري المُتقن بالتزامن مع إفتعال الازمات وإدارتها!؟.
ومن هنا، فقد جن جنون قادة التحالف الشيعي ومساعديهم الذين نصبهم الحاكم الامريكي المدني، سيء الصيت بول بريمر، حكاما ورموزا من خشب بعد 2003، على المتظاهرين السلميين المجردين من السلاح إلا من الحب والايمان بالعراق وبالله والحسين الشهيد.
فقد، سارعوا “تحالف الدبابة الامريكية” الى إطلاق الاتهامات عليهم ومحاولة شيطنتهم، تمهيدا لتصفية إنتفاضتهم الثالثة العظيمة في هذا السنة.
فهل ينجح الإسلام السياسي الشيعي في قتل إرادة شيعة العراق وتطلعاتهم في بناء الوطن؟.