( 1 )
قبل ان ينفذ صبر العراقيين و ينزلون الى الشارع ‘ بل ضمنكل عملية متعلقة باكمال مستلزمات بناء دولة المؤسسات بعد انانهار الكثير من ركائزها منذ الاحتلال ‘ وأكمل اسقاط ركائزهاالاخرى بما فيها وجود مجتمع متماسك في البلد ‘ ذلك أنالمحتل ( والذي هو احقر وانذل قوة شر في العالم – الادارةالامريكية كانت تقودها اثناء الاحتلال مجموعة من الاشرارالمنسجمين الى ابعد حد مع كل الصفات العدوانية للحركةالصهوينية العالمية ) سلم ذلك المحتل البلد لمجموعة كان يعرفهممسبقا انهم ( لصوص بمعنى الكلمة عندما ارتضوا بأن يقودحملة اسقاط دولتهم تلك الادارة – نستثني منهم ادارة اقليم كردستان لانها ومنذ بداية التسعينات لم تكن تحت سيطرة الحكم المركزي في بغداد ) ‘ فكانت صورة العراق بعدالاحتلال و سقوط حكم الديكتاتوري و مستقبله الغامض واضحامام من عرف ما خطط من قبل الادارة الامريكية وحليفتهااحقر منها في الروح العدوانية والشهوة الاستعمارية لاذالشعوب المنطقة انتقاما منهم نتيجة انهزامها المخزي في اكثرمن مكان من بعد الحرب العالمية الثانية عندما اصبح عرابلتاسيس الكيان العبري الاستيطاني بعد وعدها المشبوه ( بلفور ) ونقصد بريطانيا التي كان يقودها بلير المجرم ‘ كانوايعرفون أنهم احتلوا العراق و أسسوا في عاصمتها أكبر سفارةفي العالم ‘ سيجعلونه مركز لتحقيق كل شرورهم تجاه شعوبالمنطقة ورسالتها الحضارية وينهبون ثرواتها طالما اصبحوامانعي ظهور اي ارادة تستطيع ان تتحدى شرورهم ‘ من هناكان واضحا أن تفكير المحتل بالانسحاب ( تحت عنوان اتفاقسميت ب“إعلان مبادئ حول علاقة العراق والولايات المتحدةالأميركية، وبموجب هذا الإعلان انسحبت القوات الأميركية منالعراق بحلول نهاية آب– 2010. وقد تضمن الإعلان مبادئوتصورات حول مستقبل العلاقة بين العراق والولايات المتحدةفي العديد من القضايا السياسية والأمنية والعسكريةوالدبلوماسية والاقتصادية والثقافية ‘ واثناء اعلان وتوقيع وبدءالانسحاب ‘ وكما هو العادة في حالة كهذه قيل الكثير وانشغل( المحللين – ودائما يحللون حسب هوى الغرب و بالتحديدالامريكي ) اوحوا للعراقيين بان امريكا تركت لهم بلدهم وكان يراسهم اخطر رجل طائفي اخر ماكن يهمه حرية العراقكما يتمناه العراقيين ‘ ولكن ‘ الادارة الامريكية ومن يمسكبمصدر القرارفيها اشطر من ذلك الحاكم الذي كان يتبهى انالمحتل خرج في عهده ‘ ان القوات الامريكية خرجت من العراق( طبعا جزئيا ورغم انف ذلك الحاكم كان يبني هنا وهناك بؤرللقوات والقواعد …و ألخ ) ويزرع بؤر الارهاب ويشجع كل منيزرع الطائفية والفساد في العراق ‘ تترخى لحضور ايرانويحرك مشاعر العرب بأن أيران تسيطر على العراق و هكذا….ذلك ضمن تخطيط بأن يكمل المحتل كل مستلزمات اسقاطكل نهوض ليس في العراق بل في المنطقة كلها ‘ وكانت وللانتعتمد امريكا في تحقيق اطماعها على ( اطاعة تجار الحكمفي الخليج ومجموعة لصوص والفاسدين ) الذين سلمهم الحكمكما قلنا .
( 2 )
مر اكثر من 15 عام على ( تحرير العراق ) و لم يتم شيء يدلعلى البناء فيها سوى الخراب ‘ وتم تبديل ( جهاد ) ضدالمحتل الى مجموعات ارهابية من القاعدة الى داعش كانتمهمتهم تسهيل الطريق امام المحررالامريكي لينفذ مخططهاالطويل الامد في اذلال كل الارادات الوطنية و يتركون الحراميةتحت عنوان الانشغال بمحاربة الارهاب يزرعون بلوتين ابتلى بها العراقيين : روح العدوانية والطائفية تحت عنوان الاكثريةوالاقلية وو باء الفساد والنهب وتجويع الشعب ( والمؤلم فيهذا المشهد كان ولايزال تجويع الاكثرية ) الذين كانوا يتباهونانهم انقذوهم من شر الحكم الديكتاتوري ليستعملون ( طيبتهم) لزرع الفساد و ابقاءهم في حياة التخلف والجوع ‘ الى انوصل السيل الذبى كما يقول المثل .
الى ان انتفض المظلومين من الجنوب والوسط ‘ وقيل ولايزاليقال الكثير عن بدء انتفاضتهم ‘ وظهر هنا ايضا محللينتحت الطلب ‘ حللوا حسب الهوى الامريكي الى حد كتبوا ( انالانتفاضه هو تحرك امريكي لتحدي الوجود الايراني فيالعراق ….!!! ) وقيل وكتب الكثير بحيث اصبح بيد الفاسدينحجة للتصدي باسم الامان والسلم الوطني للانتفاضه ….!!! ولكن كما وصف احد الكتاب الصادقين في قراءة مشهدالانتفاضه وصفا حقيقا قائلاَ :
( ان الناس في العراق انتفضوا لانهم ، عطشى، وتغرقون عرقامن الحر القاتل ، دون ماء للاغتسال، وان الرمضاء جففت أثداء المرضعات، وضربت الشمس الحارقة جماجم الناس ،ولسان حالهم نداء لمن يساعد انتفاضاتهم بالارادة الوطنيةليخلص العراق ، من زمرة فرخت مع الفساد، “محلليناستراتيجيين” اذا سمعتهم بكيت على الاحياء المنزوين خجلاامام تيار المجاري الجارف لمزوري الشهادات والألقابالعلمية……!!!!! ) فكان ذلك تحليل صادق والذي انهاه برثاءلاموات العراقيين بقوله : ( اما الأموات؛ فالشكر للسماء، لانهاخطفت ارواحهم النقية، قبل ان تصيب عقولهم النيرة، وقلوبهمالطيبة، الجلطات، وهم يَرَوْن عراق “ما بعد التحرير”!)
( 3 )
لسنا من المتشائمين تجاه انتفاضة الشعب ‘ اذا توفرتالمستلزمات المطلوبة بيد المنتفضين ‘ ولانؤمن بممارسة ( صفةالاطلاق ) دون وجود اشارات على الاقل لنستطيع تسميةالاشياء باسمائها ‘ وفي مقال سابق اشرنا بعدم التفائلبالانتخابات الاخيرة و عمليات ( تمثيلية واضحة ) من المتنفذينلتغطية فضائحهم بدء من الاجهزة الالكترونية المستورده مدعيناستحالة التزوير بوجود هكذا اجهزة ‘ وظهر ان تلك الانتخاباتمن اسوء انتخابات في حياة الشعوب المعاصرة …!! وقلنا انالقناعة باعادة بعض نتائج بالعد اليدوي ايضا عملية لايؤدي الاالى ابقاء الحال على ماهو علية الا اذا واجهوا من يحكمونالعراق انتفاضة منظمة ذات قيادة منظمة وواضحة الاهداف ‘ الناس لم يشاركوا بالانتخابات الا بالحد الادنى‘ وفي خضمظهور فضيحة تزوير تلك الانتخابات ‘ ظهرت بوادر الانتفاضاتفي اكثر من محافظة عراقية ‘ وكان شعارهم واضح : منتفضينضد الفساد والبطالة و انعدام الخدمات ‘ وكلنا على يقين بأنالمنتفضين يعرفون أن مهمتهم صعبة وهم ومنذ 15 عاما يعانونمن الفوضى في كل شيء و لأن شبكات الفساد والمحسوبيةفرضت نفسها بقوة غاشمة وتضم الكثير من الأشخاصوالأحزاب القوية وهم لهم قوات نضمت على اسس الحقدوالانتقام وحتى في بعض الجوانب الاكثر تنظيما من القواتالحكومية بالاضافة انهم لديهم دائما تهم جاهزة تبداء بتهمةعملاء النظام السابق ولا تنتهي بعمالة المنتضفين للخارج كانالحكام الحاليين وصولوا الى الحكم بنضالهم البطولي فيساحات الوغى من اجل العراق الحر وفي الواقع هم عملاءلاكثر من جهة اجنبية وهم في الحكم يبعون كل شيء ويزورونكل شيء . من هنا تعمل آليات الفساد في العراق ‘ بطريقةمختلفة قليلاً عن أي مكان آخر بسبب دور تلك الاحزاب ‘ عليه‘ ما لم يتم تغيير النظام السياسي ، فمن المستحيل محاربةالفساد ‘ لان الاحزاب المتنفذة تستخدم الوزارات الحكوميةالتي تسيطر عليها كأبقار نقدية وآلالات رعاية تحافظ منخلالها على سلطتها لذلك أن التغير بشكل جذري هو الحل….! ولكن القائمين على الانتفاضة ( مقهورين لحد العظم ) ومن يواجههم اشرس واكثر طغيان من كل الحكام السابقين وفيالمقدمة انهم اكثر فسادا من كل الفاسدين الى حد لهماستعداد بيع الشعب والارض ولايتخلون عن الفساد
تبقى اشارات محللي اخر الزمان ‘ يؤشرون الى أمريكا وعدوانيتها و يؤشرون الى ايران وطماعها زائدا روحها الانتقاميهالمتزمته تجاه العراق والعراقيين ‘ ممكن لهم دور في توسيعمساحة الانتفاضة كل حسب مصلحتها و اجنداتها في العراق ‘ مرة ينشرون بأن المخابرات الامريكية وراء تحريك الشارعليكون طريقا لتضيق الخناق على تدخل ايران ومؤيده فيالعراق ‘ و كلام معاكس : ان مؤيدي ايران يستغلون الانتفاضةلتوسيع محاربتهم ضد ( عملاء امريكا – بذلك يريدون مسحذاكرة الناس عن التحالف الغريب بين الطرفين في اسقاطاسسس دولة العراق )
مايحصل في العراق انفجار قهر الانسان العراقي المظلوم ‘ ولكن اكيد لعدم وجود مستلزمات القيادة الوطنية لادارتها ‘ لذلكاستغلالها من قبل الطرفين وارد بل يعملون بهذا الاتجاه .
الهدف الرئيسي في احتلال العراق من قبل امريكا كان اسقاط ركائز دولتها ‘ ففعلها ‘ بعد ذلك نشر الفوضى بينفئات شعبها‘ فاشعل فتيلها ‘ للوصول الى هدفهاالاستراتيجي في العراق والمنطقة ‘ وسير على هذا النهج لايزال كماهو ‘ ولكي يبقي الوضع في دوامة ( تحليلات موجهه) لاتزال الادارة الامريكية غير مقتنعة بالتغيير في العراق كمايطمح ‘ ولكي يبقى العراقيين ( مهتمين بمستقبل بلدهم ) فيدائرة القلق ( أن صح التعبير ) يوجه بين فترة واخرى بنشرتصورات المراقبين السياسين في امريكا حول العراق ومايحدثفيه من محاربة الارهاب و ظاهرة الفساد وكأنها مهتمه لضماناستقرار البلد….ألخ
أن استمرار الفوضى في العراق ‘ وإبقائه في دائرة عدمالاستقرار حتى بالنسبة لمؤيديهم لايزال الهدف الاول لدى أطرف الصراع على الثروة ومستقبل الحكم فيه ودوره فيالمنطقة ….
ولكن لنتفائل ‘ عسى ولعل ‘ يظهر من خلال امتداد الانتفاضة‘ القدرة العراقية الوطنية ‘ يكون قدرتها في الساحة وهي تقررنتيجة الصراع رغم صعوبتنها …
ولكن لايزال التخطيط حول مستقبل العراق ينفذ في الغرفالمظلمة لجهات لاتريد ( لحد عشرة اعوام اخرى قادمة فيالاقل) يعود الى ان يكون فية دولة المؤسسات …وللان ليس كلمن في ساحة العراق مؤهل ليعرف تفاصيل هذه الحقيقةالصعبة ‘ لانها تجري في سرية تامة ‘ وقديما قيل : السرييمشي سافراً ولايراه احد … والسلام عليكم .