24 ديسمبر، 2024 4:07 م

المالكي وطريقة (الدلالات) في إدارة الدولة

المالكي وطريقة (الدلالات) في إدارة الدولة

بين وفترة وأخرى تظهر في أوساط المجتمع العراقي مجموعة من المصطلحات أو المسميات التي لها علاقة بحدث معين أو حادثة معينة أو ظاهرة معينة فتبقى تلك التسمية أو الأسلوب مستخدما بين أوساط الشعب إلى  أن يأتي بديلا عنه فمثلا في إبان الحكم العثماني وبسبب الفقر المدقع والسياسة الهوجاء التي كانت تستعملها الدولة العثمانية في البلدان التي كانت ترزح تحت احتلالها ظهر مصطلح (الفرهود) وهو الهجوم على المحلات والأسواق من قبل الجنود ونهب  ما فيها  وكما يبينه الدكتور علي الوردي في كتابة لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ولعل هذه الكلمة مازالت مستعملة إلى وقتنا الحاضر وهكذا غيرها الكثير من المصطلحات والأسماء ولعل الذي له علاقة بمقالنا هذا هو انتشار ظاهرة الدلالات أبان الحصار الظالم على الشعب العراقي وهن عبارة عن مجموعة من النسوة يعملن في التجارة البسيطة من خلال بيع وشراء المواد المنزلية والغذائية مقابل أرباح بسيطة ويستخدمن في ذلك شتى الأساليب  قد يصل بعضها إلى الحيلة والمكر والخداع وغيرها من الأساليب الملتوية وبقيت هذه إلى فترة طويلة والى درجة أصبحت كحالة من التندر بين أبناء الشعب العراقي بحيث لو أن أحدا قام بطريقة خداع أو باللهجة العراقية (ملاوت) كان الرد عليه لا تصير (دلالة) وأما ما علاقة (الدلالات) بموضوع مقالنا هذا فهو الشبه الكبير بين الطريقة التي تدار بها الدولة العراقية من قبل الأستاذ نوري المالكي وبين طريقة (الدلالات) في الأسواق فمثلما كانت (الدلالات) تحاول استغلال أي ثغرة أو خطأ أو هفوة من البائع أو المشتري لتنقض عليه نلاحظ أن دولة رئيس الوزراء يتبع نفس الأسلوب  في الحكم ولا ادري هل انه مارس مهنة (الدلالات) أم انه معجب بها أم انه شبه غير مقصود فالأستاذ المالكي وبما يملك من أموال طائلة كونه رئيس أغنى دولة في العالم تقريبا استطاع أن يكون حاشية من المستشارين في مختلف الاختصاصات, السياسة ,القانون, الإدارة, الاقتصاد وغيرها من المجالات بحيث انه أذا أراد أن يفعل شيئا ما أو انه تعرض إلى ضغط في مجال معين طلب من المستشارين إيجاد الحل المناسب  فيتم البحث عن أي ثغرة يمكن الوصول إليها في الموضوع ليتم استخدامها واستغلالها والأمثلة على ذلك كثيرة جدا تبدأ من موضوع الكتلة الأكبر في البرلمان ومرورا بكثير من القوانين التي استطاع المالكي الالتفاف عليها كنقضه لموضوع واردات النفط التي كان من المفروض أن توزع على الشعب العراقي وآخرها  إقالة رئيس هيئة المسائلة والعدالة لأنه تجاوز الخطوط الحمراء بالتعرض لأحد أهم أعوان ومستشاري المالكي على الرغم من كونه من أعوان النظام السابق وغيرها من الأحداث (والحبل على الجرار) وأخشى ما أخشاه ان تكون نهاية أسلوب (الدلالات) هذا كالنهاية التي انتهت إليها (الدلالات) أنفسهن حيث لم يعد في العراق من يحسن الظن بهن أو يأمن لمكرهن أو يتعامل معهن  حتى تقوض مجال عملهن من خلال ارتفاع القدرة الشرائية لأبناء الشعب وانتشار الأسواق والمولات وبالتالي انتهت ظاهرة (الدلالات) في البلد فهل يا ترى يأتي اليوم الذي تنتشر فيه الثقافة بين أبناء الشعب بحيث لا تنطلي عليه هذه الخزعبلات التي يستخدمها دولة رئيس الوزراء ويتحرر الشعوب من ظاهرة (بخت الحكومة) و(مختار العصر) ويتخلص هذا الشعب المظلوم من تلك الوجوه القبيحة التي راحتها تزكم الأنوف وأصواتها تسبب الغثيان ثم تدار الدولة بالأسلوب الحضاري الديمقراطي فهل أن غد لناظره قريب .