19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

اجواءُ تشكيل الحكومة اهمّ من كُلِّ سواها !

اجواءُ تشكيل الحكومة اهمّ من كُلِّ سواها !

 

الأجواء ” غير المناخية ” دوماً لها اعتباراتها التي تسبق الأحداث , في السياسة وفي الحرب وفي الجوانب الأجتماعية والعلاقات العامة , وهي التي تمهّد الطريق وتهيّء الأوضاع النفسية للوصول الى اية نتائج سلباً او ايجاباً , وهذا أمرٌ مُسلّمٌ به ومن البديهيات , على الرغم من من عدم ادراك مراهقي ساسة السياسة سواءً في السلطة او في المعارضة , والذين لا يعرفون من اين تؤكل الكتف ولا كيف تُمسك العصا .!

خلافاً لتصريح نائب رئيس الجمهورية سيد نوري المالكي يوم امس حول < ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة قبل تفاقم الأزمة > ! وكأنّ الأزمة ليست متفاقمة او لم تتفاقم بعد .! وكأنّ هذه الحركة الأحتجاجية الجماهيرية التي تقودها التظاهرات والأعتصامات وما صاحبها من حرق مقرّات احزاب السلطة الحاكمة فهي ليست كتفاقم للأزمة بنظر المالكي , وقد عززّ رئيس دولة القانون تصريحه هذا بالكتابة الى مفوضية الأنتخابات بضرورة الأسراع بعملية العدّ والفرز وصولاً الى تشكيلٍ سريعٍ للحكومة ! . انما في الواقع , فبالرغم من هذا التأخير الأنتخابي الفريد من نوعه بعد حرق صناديق الأقتراع وتخريبها لأكثر من مرّة , ولم يجرِ اتهام الدواعش بالقيام بذلك ” وعلى القارئات والقراّء أن يستنتجوا مَن يقف وراء ذلك ! ” ولا يتطلب ذلك ايّ ذكاء , وقد غدا من تندّر واحاديث اصحاب بسطات الأرصفة وزبائنها .!

وتصريح المالكي هذا , وعِبرَ النظر الى أبعاده من زوايا نظرٍ تحليلية في كلا ميدانَي الإعلام والسياسة , فيكاد لا يعدو جرّاء دوافعٍ سيكولوجية متعرّضة الى ” الأحتقان والتورّم المعنوي – CONGESTION & SWELLING ” والتي تُحرّك وتدفع < INCITEMENT & MOTIVATION > بأتجاه العودة الى رئاسة وزراء العراق للمرة الثالثة , لكنه ينبغي الإقرار أنّ غالبية احزاب وتشكيلات وفصائل السلطة الحاكمة تشارك المالكي في هذه الرؤى والأفكار والتصورات , ولذات السبب .! ودونما عجب !

بأقرارٍ جماهيري للشعب العراقي , فلم يعد بمستغربٍ كلّ ما يصدر وما جرى ويجري لغاية الآن من ممارسات لأحزاب السلطة الحاكمة وتشكيلاتها , حتى خارج نطاق الفساد المالي والأداري , والذي هو الأخطر , ويوازي ذلك بدينامية غزيرة هو الغباء المسرف والمفرط في ادارة شؤون الدولة وتجاوز المصلحة الوطنية ” وضربها بعنفٍ عرض الحائط ” لسببٍ معروف .!

الشدُّ والجذب ” وما بينهما ! ” المتبادلين بين الولايات المتحدة وايران , والعقوبات المالية الأمريكية لها والتي تبدأ في الرابع من هذا الشهر , والعقوبات النفطية الأخرى التي سيجري الشروع في تنفيذها في الرابع من تشرين اوّل القادم , وما سيفرز عنها , وما قد يستبقها ” وسيّما عن تسريباتٍ عن زياراتٍ متبادلة لوزيري خارجية ايران وعُمان في مسقط وطهران ” لمحاولة ترتيب لقاءٍ ” غير مؤكدٍ بنسبة 100 % 100 , إثر تغريداتٍ ذات مرونة وليونة للرئيس ترامب للقاءٍ مع الرئيس الأيراني روحاني , لأجل حلحلة الأزمة بين البلدين , والتي تصاحبها نواياً او نيّات مُبيّته .! , فكلّ ذلك وسواه له تأثيراته وانعكاساته على طبيعة التحالفات المتسرعة والمندفعة والمتدافعة لشكيل الحكومة العراقية الجديدة , والتي تبدو كأنها بعيدةً كلّ البُعد عمّا يجري من حولها ومن خلفها وحتى ما يسري من بين قدميها , والتي ايضاً كأنّ لا هموم لها سوى الإطمئنان النفسي لأفتراش فراش المنطقة الخضراء للسنوات القادمة ودونما كوابيسٍ في احلام اليقظة والغفوة , مهما تكدّست ليهم من اكداس الأسلحة داخل المدن وخارجها .!

إنّما ولكنّما لو توفّر الحدّ الأنى من الموضوعية ” ودونما ايّ اعتبارٍ او اكتراثٍ للمصلحة الوطنية للعراق ” , لكانَ أنْ يبادروا سادة وقادة احزاب السلطة بالتحلّي المرّ وجرأة الإعلان عن تأجيل تشكيل الحكومة الجديدة ” الى نهاية هذا العام ” لأستكشاف والتعرّف عمّا سيفرزه الوضع المعلّق الساخن بين طهران وواشنطن للأسابيع والشهور القليلة القادمة ” مع أخذٍ لأعتبارات الوضع الأقتصادي في الجارة الشرقية ” , وذلك على الأقل للضمان السيكولوجي شبه المطلق للإبقاء او البقاء في السلطة في المدى المنظور وإمكانية تغيير عدساته .!