في ستينات القرن الماضي ‘ وتحديدا في سينما ( الخيام ) في بغداد ‘ شاهدت الفلم ( السوفيتي – روسيا الحاليه ..! )مضمون الفلم باختصار هو عرض طرائف لص شاب ‘ حيث ينهي كل عملية سرقة يقوم بها بمواقف ونتائج مضحكة مع شيء قليل من المكسب لعمليته ‘ الى وصوله لاخر عملية سرقة له عندما يسرق سيارة ( فولكا ) روسية ‘ بعد العملية يتفق مع احد الدلالين لبيع السيارة ‘ وعندما يلتقي بالدلال ‘ يشرح له كيفية ( التسليم والتسلم ) و يبلغه بالمكان والزمان وبذلك تكون هذه العملية اخر مشهد من الفلم ..!
هنا ابدع المخرج في تصوير المشهد ‘ حيث يبدأ بظهورالشاب السارق على تله وقريب منه تظهر السيارة المسروقة تحت الشجرة ‘ بعد ذلك يظهر في مشهد اخر : تتوقف السيارة في اسفل التلة و ينزل منها رجل الدين ( القس بملابسه الدينية الرسمية ..! ) ويظهر صعوده سيرا نحو قمةالتله ‘ عندما يقترب ‘ ويراه اللص بهذه الهيبه ‘ يظهر على وجه الخوف حائرا من هذا المشتري الغير متوقع هو لص والمشتري رجل دين بهيبته النورانيه في المظهر …!
عند اللقاء ‘ القس يصافح اللص ‘ واللص يمد يده بخجل منحنيا راسه امامه ‘ بعد ذلك يقترب القس من السيارة تحت الشجرة و يفتح ابوابه الاماميه لمعاينتها ‘ بعد ذلك يعود الى اللص ويمد يده الى جيبه ليخرج رزمة من الاوراق الماليه ويسلمه الى الشاب ..! وهو يمد يده بخجل مستلما المال … وهويسلمه مفتاح السيارة ..! يذهب القس باتجاه السيارة ويمد يده لفتح بابها ‘ عندها يتجه الشاب بسرعه نحو ويساله بصوت متوتر :
_ ابونا ‘ صحيح انتم تستقبلون في الكنيسة اي شخص مذنب يريد ان يعترف بذنبه و يريد ان يتوب على يدكم وانتم تدعون له عند القدير ليغفر له ‘‘ هز القس راسه و قال : نعم هذا صحيح ‘ ويظهر ان جوابه شجع الشاب واقترب من القس وقال له :
ينقل المخرج الكاميرا على وجه القس وهو يبدو كانه يفكر بعمق …!! بعد ذلك يقترب من الشاب ويضع يده على كتفه قائلاَ:
_ لاتحزن ياولدي ‘ أنا أيضا سرقت الفلوس الذي اعطيتك من صندوق دعم الايتام الموجود في الكنيسة ….فانا ادعو القدير ان يغفر لي ولك ….!!
وينتهي الفلم بابتعاد الكاميرا عن ( اللصين ) ليظهر في اخر مشهد تلة من بعيد والسيارة المسروقة بينهما .
تذكرت هذا الفلم ‘ ونحن الان نسمع ونرى مشاهد معاكسة ‘ معممين يسرقون ‘ اسواق السودا يشترون ‘ والرابح من يشترى ويروج للمخدرات لتحطيم الشباب …..