19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

على خطى سلفه؛ ويبدو هذا ديدن أحزاب وتيارات الإسلام السياسي المتسلطة على رقاب الناس، والمتحكمة بخيرات البلاد منذ خمسة عشر عاماً، العبادي؛ يعيد إنتاج تجربة رئيس مجلس الوزراء السابق الفاشلة في حكم البلاد بقمع الناس وتكميم الأفواه المطالبة بالإصلاح والخدمات وتوفير فرص العمل والحد من الفساد المستشري في مؤسسات الدولة والتي باتت مواردها نهباً لأحزاب السلطة ومرتعاً لزعاماتها، وصولاً لتخوين الناس والطعن بتوجهاتهم قبل أن يتلافى الأمر ويعترف بحقوق مسلوبة للـ”بعض” مع وجود “مندسين”؛ تهمُ العمالة والأجندات الخارجية والمؤامرات الكونية لم تبتعد كثيراً، مازالت عالقة في الأذهان، لاينفك نائب رئيس الجمهوري السيد نوري المالكي يذكرنا بها، الخدمات ترفٌ وكلمة حق يراد منها باطل، القضاء على تجربتنا الفريدة، وإنهاء حكم الطائفة هدفها؛ على الناس الإكتفاء بما مُنَ عليهم، مياه شربٍ غير صالحة، إنعدام الكهرباء وفرص العمل، يقول السيد علي العلاق القيادي في حزب الدعوة وإئتلاف النصر: “المظاهرات ليست عفوية، تدار من خلف الحدود عبر صفحات التواصل الإجتماعي وتريد أن تحول العراق إلى ركام وفوضى”، ولا نعرف خراباً، فوضى، وسيادة منتهكة إلا في عهدكم، الشيخ حسين المرعبي يمنح المحتجين حق إمتياز براءة إختراع كرات نارية قادرة على إسقاط بنايات بأكملها بعد تدريبهم خارج العراق.
رئيس مجلس الوزراء العراقي ضيع فرصاً حقيقية كبيرة وكثيرة للبطش بالفاسدين، والحيلولة دون لحظة الحقيقة هذه؛ متجاهلاً كافة الدعوات، والمساندة، مع تفويض، مزهواً بنصرٍ عسكري؛ دون رؤية حقيقية لما بعد زوال تنظيم داعش، مكتفيا بتهديد هنا للضرب بيد من حديد، و وعيد هناك، نعم؛ تركةٌ ثقيلة، بلاد في مهب الريح، وأراضٍ مغتصبة؛ مع إنخفاض حاد بإسعار النفط، لكن؛ كان لزاماً عليه الدفع مع تحرير المدن وبجدية بمسار إستئصال آفة الفساد التي كانت مع عوامل أخرى إحدى أسباب إنهيار حزيران 2014، لا إنتظار غضبة شارع في صيف لاهب، لإطلاق أموال، درجات وظيفية في دولة يعاني جهازها الوظيفي ترهلاً يتنزف موازنة الدولة، وتقديم كبش فداء يمتص به غضب الناس؛ إجراءات متأخرة وأدت؛ أو تكاد إلى غير رجعة أحلام السيد العبادي بولاية ثانية، وقضت على بعض شعبيته وبصيص أملٍ برجل دولة جاد؛ بعد سنوات أربع من خطاب معتدل، إنفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي والوعود التي لم ترى النور بضرب حيتان الفساد، إلا إذا أعاد قراءة المشهد جيداً، وأنصت للناس، وأبتعد عن تجيير مؤسسات الدولة “المستقلة” والإتيان برؤوس الفساد والخراب.