ان كلمة (البطاط) من مفهومها تدل على العنف والبطش ، وهو لقب عائلة تسكن الجنوب ، وقد اشتهرت بهذا الاسم منذ ثلاثة ارباع القرن تقريباً .
والبطاطة قريبة من كلمة البطاط من ناحية تركيبها اللغوي ، وهي مادة غذائية معروفة ، نطلق عليها في العراق (بتيتة) ، وان العراقيين مولعين في تناولها ، كونها اولاً زهيدة الثمن ، وثانياً انها غنية بالفيتامينات ، وثالثاً ،وهو الاهم ، انها لا تستهلك زيتاً كثيراً عكس بقية المواد الاخرى ، مثل الباذنجان (وحش الطاوة) . الامر الذي حدى بوزارة التجارة ان توزع الزيت في الحصة بشكل مستمر وتؤجل بقية المواد الى اجل غير مسمى ، يعني كسر بجمع تشفط بقية المواد فتذهب الى اصحاب الكروش .
وعلى كل حال ، فقد ظهرت شخصية البطاط في عصر البطاطة ، وهي شخصية مثيرة للجدل وللعنف معاً ، لتضاف بذلك الى مآسي ومحن العراقيين ، وما اكثرها ، فضلاً عن الفساد المالي والاداري وتعاطي الرشوة والسرقة والمحسوبية وغيرها ، مما هو يعصف في كل محافظات العراق .
هذه الشخصية تدعى واثق البطاط ، وواثق الظاهر انه فعلاً واثق من نفسه ، وقد ظهر على حين غرة ، وفي فترة متشنجة سياسياً ، ووضع منتفخ او داجه وقابل للانفجار باي لحظة ، ليؤسس جيشاً يهدد امن المواطن يطلق عليه ( جيش المختار) والمختار شخصية تاريخية ايضاً مثيرة للجدل انقسم فيها المؤرخون الى طائفيين احدى تؤيده والاخرى تعده كذاباً .
البطاط بهذا يتحدى الدولة ويعتبرها (وكالة من غير بواب) بحسب تعبير المثل المصري ، وقد قامت جماعته وتابعيه بتوزيع استمارات خاصة لمن يرغب بالتطوع في هذا الجيش المزعوم .
وهذا يعتبر تحد واضح للحكومة ، والا كيف نفسر دولة لها سيادتها ودستورها وجيشها وحكومة منتخبة من قبل الشعب ويجري هذا داخل كيانها . الحكومة تقول ان لديها امر قضائي بالقبض على هذا الشخص ، وهو ينتقل في عدة امامكن (واثق الخطوة يمشي ملكاً ) وفعلاً واثق لكنه واثق البطاط وليس واثق الخطوة ، مع شديد الاعتزاز بكاتب هذا البيت الدكتور ابراهيم ناجي في قصيدة (الاطلال) التي غنت معضاً من ابياتها كوكب الشرق ام كلثوم .
اذا كانت الحكومة فعلاً لديها امر قبض لهذا الشخص فكيف يصعب عليها ذلك ، وهي تمتلك جيشاً وقوات امن وشرطة اتحادية وغير ذلك ، وبالتالي هي عاجزة عن قبض شخص مطلوب للعدالة . اليس ان في الامر شيء ؟ والغريب انه يظهر في بعض وسائل الاعلام يصرح ويوضح ويلوح ، بل ويهدد ، وواضح من ذلك مدعوم من قبل دولة مجاورة ، وهذه الدولة لها تأثير مباشر بقرارات الحكومة وتدخل سافر لا يمكن السكوت عليه ، واذا سكت سياسيونا على هذا وغيره من الامور والقضايا ، فمن السهل اليسير بمكان ان تتجيش جيوش وتحدث قضايا وتجري امور ، وساستنا الافندية تتصارع فيما بينها صراح الديكة على الكرسي والمناصب وتقاسم الغنيمة ، والبطاط وامثاله تعيث فساداً وظلماً بالعراقيين .