وجدت لزاماً علي بعد المقال الذي أختطه عبد الجبار محسن ( المرحوم) ربما من قبره بعد أن وافته المنية بأشهر ليظهر من جديد على صفحات كتابات ويسرد سيرة نظام كان هو أحد أركانه ‘ ولا ادري ما القصد من هذا السرد والطرح سواء منه أو حتى كتابات .. وبعد أن كنت قد كتبت هذا الرد منذ زمن وأرجئته ولم أدفعه للنشر في كتابات حفاظاً على قدسية الموت الذي ذهب عبد الجبار محسن مسافراً معه بين يدي رب كريم ‘ وهناك سيجد الحقيقة التي صمت عنها دهورا أمامه ‘ وسيسأل عنها أمام رب العالمين وهو الحق ولاحق إلا عنده‘لذا اثرت أن أرسل ماكتبت سلفا بقصد الرأي وتبيان الحقيقة وليس لغرض أخر ‘ ولانزكي أحداً على رب العالمين.
رحل بصمت لكنه كان من الذين لايعتد بشهادتهم كونه أقرب لشهادة الوزر على مرحلة حكم البعث ‘ فالرجل كان جزءا من منضومة البعث الإعلامية والدعائية وهو لم ينطق بالحق ساعة كان في منصبه ولم يشر الى ماذكره وهو في مكانه يتمتع بمزايا كان البعث ونظامه يوفرونها له دون أن يعترض ‘وحين هبت عاصفة التغيير الى الأسوء على البلد وكان مفتاحها الإحتلال الذي مهد الطريق لكل ماهو حاصل اليوم في العراق أراد (اللامي عبد الجبار) أن يطرق أبواب المرحلة الموسومة بعار الإحتلال عله يجد لنفسه منفذا يلج منه الى دهاليز النظام الإرهابي الحالي الذي يحكم العراق بمفردات طائفية حاول اللامي تحويلها بل لصقها (بصدام حسين رحمه الله) عله يجد عتبة جديدة يجلس عليها ليمتدح أركان وأدوات الإحتلال ليكون جزءا من منظمومة يرفضها العراقيون كما يرفضها العقل البشري ونواميس الانسانية.
هذا وصفا موجزا لما كان عليه الرجل الذي أنتقل الى رحمة ربه بعيدا عن الوطن الذي أعتاد اللامي أختزاله بشخص صدام حسين والتطبيل للمرحلة التي ينتقدها الأن واصفا إياها بأنها مليئة بالأخطاء ‘ وهو أي اللامي جزء من هذه المنظمومة التي كانت وأفل نجمها بفعل الإحتلال لا بفعل إرادة الشعب أو من يحكم اليوم ‘ والذي إن استفتى المنصفون اليوم سيترحموا على جزء مما كان وليس التاريخ بمجمله ‘ ( كل أبن أدم خطاء وخير الخطائين التوابون) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فمرحلة صدام حسين رحمه الله كانت فيها أخطاء مثلها مثل كل مراحل التاريخ ‘ وتاريخ الحكام يشهد بذلك وليس هناك من نبي بعد محمد العربي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ‘ وهذه بديهة لايحيد عنها منصف ‘ لكن أن تكون المرحلة كاملة محملة بالأخطاء فذلك مدعاة للسخرية التي كان اللامي يفكر بها كطريقة يحاول فيها الإنتقاص من مرحلة حكم البعث دون أن يقدم دليلا على ذلك سوى أنه أدعى بأن صدام حسين كان قد أرسل له كل المقالات التي احتلت الصفحة الأولى من جريدة القادسية أبان تطهير البلد من تبعات صفحة الغدر والخيانة التي تسمى بالإنتفاضة ( الإنتفاضة الشعبانية) حسب زعم الذين نفذوا هذه الصفحة تلبية لرغبات جارة السوء والفحشاء إيران الفارسية ‘ ونقول لكننا لانريد جوابا من الراحل اللامي ماالدليل على صحة أدعاءك هذا ‘ ومن يقول أن الرجل قد أرسل لك كل ما أدعيت .
الموضوع يحتاج الى شهود عدول صادقون سيرتهم حسنة ولا غبار عليها ‘ وطبعا مع أحترامي لسيرة الموتى ( أذكروا محاسن موتاكم) لانريد أن نسرد ما على الرجل من تبعات قد تكون مشينة لأنه رحل الى جوار رب رحيم من اسماءه ( الستار) ‘ وإلا لجئنا على ذكر قصة (دفتر برزان ) ومن يعلمها يكون قد فهم ماوراء سطوري ‘ رحم الله اللامي رحل كما جاء في عناوين كتابات بصمت لكنك لم تكن منصفا بذكرك مثل تلك الأمور كونها لا تقدم دليلا على إدانة أحد بقدر ماتدينك أنت .
كلنا عشنا حقبة حكم حزب البعث وتداخلت تفاصيلها مع تفاصيل حياتنا بل تشعبت حتى أضحت هما نحمله في حلنا وترحالنا ‘ نعم هناك اخطاء في التطبيق وهذه كان يكررها صدام حسين رحمه الله ولكن لم تكن في النظرية حسب قوله ‘ وأنظروا من يعادي البعث لتعرفوا مدى صحة أهدافه من عدمها ‘ وهذا ليس دفاعا عن البعث بقدر ماهو إحقاقا لحق غيبته الآلة الإعلامية العالمية بقصد تدمير العراق وأهله وهو ماحصل وعلى مدى السنين العشرة المنصرمة وقبلها بفرض الحصار المقيت الذي لحق بنا الضرر ودمر أقتصادنا لأجل عيون مناطق وأقاليم ودول أقليمية أغتنمت فرصة تواجد قوات الإحتلال وسيطرتها على كامل التراب العراقي بمساعدة من إيران الشر ومن تربى فيها وخلعت عليه المخابرات الأمريكة والأجنبية الأخرى صفة (معارض) وهم ليسوا باكثر من شلة مارقة خائنة قبيحة أستفردت بالشعب وثرواته وهاهي فضائحهم تزكم الأنوف وتطبيقاتهم الطائفية تمزق العراق وأهله.
عن أي إنتفاضة يتحدث اللامي الذي رحل وهي التي وصفها أصحابها بأنها صفحات أعدها الفرس للإنقضاض على العراق وجيشه بعد الإنسحاب الذي أتفق عليه وتم توقيعه رسميا بطلب من الولايات المتحدة أبان حرب الكويت ‘ وللذي لايصدق هذا الوصف عليه أن يرجع الى تصريحات الدكتور البريسم على (قناة المستقلة) ليقف على حقيقة ماجرى فيما يسمى بالأنتفاضة ‘ والبريسم من أوائل من حملوا السلاح وخرجوا أبان تلك الأحداث ليرى أن القرار الفارسي قد سبق بالحرق والقتل والنهب والتخريب لكل ما تطاله أيدي ( المنتفضين) ليعود أدراجه واصفا هذا الحدث بالأنقلاب الفارسي على الحكم بالعراق ‘ وساعتها كان لابد للحكومة التي إنهار جيشها وهو في طريقه الى البصرة بعد توقيع اتفاق الإنسحاب من الكويت إلا أن ترد على من دخل من إيران وبمساعدتها وأن تضع حدا لهم يفههم وأسيادهم الفرس أن العراق قادر على رد عدوانهم الخبيث هم ومن جندوه لهذه الصفحة القذرة ‘ ( صفحة الغدر والخيانة).
رحل اللامي ولكنه ترك لأبنه الذي طالما كان يردد أنه أراد أن يبرأ أمامه وأن يترك له سيرة حسنة يستذكره فيها ‘ لكنه أورثه عارا يحمله عن قصد أو غير قصد إلا لأنه أراد أن يرضى عنه أسياد مرحلة البؤوس والخيانة عله يجلس على أعتاب أبوابهم الصدأة المضرجة بدماء أهلنا‘ والمنتفخة كروشهم من سحت حرام سيجر وبالا عليهم في الدنيا والأخرة ‘ رحل اللامي لكنه أفرد مساحات لأناس غيري لايحفظون ذمة الموتى كيما يسترسلوا بهجاء أفعاله وكلامه التي قال عنها غير أحد أنها أقرب الى (الخرف )‘ رحل الللامي لكنه لم ينصف حتى الإنسانة التي قاسمته حياتها يوما ‘ولانريد ان نأتي على ذكر تفاصيل بشعة ومقرفة في سيرة رجل أفضى لربه ‘ لكننا نقول رحم الله اللامي وعفا عنه وستر عيبه وغفر ذنبه ‘ فهو اليوم لدى رب رحيم ستار للعيوب .
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى **** ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِنّ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ **** فكلك عورات وللناس ألسن